الفن والفحم...عندما يجتمعان
قد يكون الفحم مورداً قابلاً للنفاذ غير أن الفن باق لا نهاية له، لكن ماذا يُمكن أن يحدث إذا ما اجتمعا معاً؟ في منطقة الرور، عاصمة الفحم في ألمانيا، تسعى عدة متاحف لجمعهما معا.
إبراهيم محما: سوق الفحم
يقوم الفنان القادم من غانا بتحويل المباني إلى أعمال فنية عن طريق تغطيتها بأكياس مصنوعة من الفحم. اجتذب عرض الفنان إبراهيم محما الذي أقامه في كل من أثينا و كاسل اهتمام الجمهور في معرض دوكمنتا 14، حيث قام الفنان الغاني بتغطية قلعة سترونكيدي بأكياس فحم مصنوعة في قارة آسيا. على الأكياس علامات تشير للشركات التي استخدمتها، رمزاً للعولمة.
صور ألكسندر شيكمينيف في منطقة دونباس
غالبا ما يُسيطر الفقر على الأشخاص عقب عملية إغلاق المناجم. قام المصور الأوكراني ألكسندر شيمكينيف بتوثيق حياة عمال مناجم الفحم في منطقة دونباس، ولا زال بعض العمال يستخرجون الفحم الثمين من المناجم المهجورة حتى الآن.
الفنان ألكسندر شيمكينيف، يوثق عرساً في شرق أوكرانيا
توثق الصور التي التقطها الفنان شيمكينيف الصعوبات التي تواجه العمال ومعيشتهم في المنطقة المُتنازع عليه، وفي الوقت نفسه تكشف لنا الصور لحظات إنسانية وفكاهية مؤثرة. من ضمن ما عرض في السبعة عشر متحفاً في منطقة الرور، مجموعة صور تمد الجسور بين منطقة المناجم الواقعة بين ألمانيا وبين شرق أوكرانيا.
أولاف ميتزيل و"جمعية المعونة الغذائية"
عالج الفنان أولاف ميتزيل قضية الفقر التي يعاني منها عمال المناجم التي أغلقت. استخدم الفنان في عمله الفني المسمى جولة في جمعية المعونة الغذائية "تافل" أكياس تسوق بهدف الإشارة إلى القضية التي أثارت الكثير من الجدل في شهر شباط / فبراير 2018 حيث امتنعت جمعية إيسن للمعونة الغذائية عن تقديم المعونة لغير المواطنين الألمان.
الفنان الألماني لارس بروير، "فنان ظل غريباً"
يعرض متحف بوخوم مجموعة من الأعمال أطلق عليها "اللون الأسود" إشارة إلى إستخدام الفحم في رسمها. وقد كتب الفنان لارس عبارة: "جئتُ إلى هنا غريباً، وسأرحل عن هذا المكان وأنا غريب أيضا"، وهي جزء من أغنية فرانز شوبرت "رحلة الشتاء".
سوزان ويريش، "وجوه وأقنعة"
عملت سوزان ويريش البروفيسورة في جامعة دويسبورغ إيسن على إستخدام الصور الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي لإنجاز الفيديو الذي عُرِض على تلفزيون إم يو تي، حيث يقوم الشباب والشابات بإرتداء الأقنعة المصنوعة من الفحم والغراء ومن ثم يقومون بتمزيقها وإزالتها عن وجوههم.
الفنان أندرياس غولنسكي، "ذكريات الزمن القديم"
وجهت بعض المتاحف والمعارض السبعة عشر التي تهتم بالفنون التي يتم إنجازها باستخدام الفحم دعوات إلى الفنانين لتقديم أعمال فنية تعتمد على الفحم. وقد شَهِدَ متحف بوخوم أعمالاً للفنان أندرياس عكس فيها المعاناة التي تعرض لها عمال المناجم في منطقة حوض الرور. وقد أطلق على تصوراته عبارة: "التنقيب عن الآثار النفسية".
الفنانة هيلغا غريفيث -"الحواس المهاجرة"
تُحَولُ الفنانة هيلغا غريفيث مادة الفحم إلى ما يُشبه الألماس. ويحمل معرضها عنوان : "الحواس المهاجرة"، وتُقيمه في متحف مولهايم، والمعرض كثير الشبه بكبسولة زمنية. وظفت الفنانة فكرة الإضاءة المستخدمة للتركيز على مفهوم عمليات التحول بين عناصر الطبيعة الأربعة... النار والتراب والهواء والماء.
الفنان غانيس كونيلس
خصص متحف كبرتس موله معرضاً خاصاً لتكريم الفنان اليوناني- الإيطالي غانيس كونيلس. سَيُفتَتَح المعرض في 8 يونيو/ حزيران. اعتاد كونيلس الاعتماد على المواد منخفضة الثمن في أعماله وكان يربطها بالإرث التاريخي. وهو يرى أن تلك المواد يُمكن أن تعكس بصدق جذور الثقافة في أيامنا هذه. وقد سار على درب الفنان غانيس كل من الفنانين: أنسيلم كيفير، و الفنان صان شون.
الثقافة في منطقة حوض الرور
ألقت عمليات استخراج الفحم الحجري طوال 250 عاماً بظلالها على منطقة حوض الرور، وقد أرَخَت عملية إغلاق آخر منجم فحم حجري على نهاية حقبة صناعية معينة. أكثر من عشرين متحف تتواجد حالياً في منطقة حوض الرور، و يقوم سبعة عشر متحفاً منها برصد التغييرات التاريخية التي تحدث في منطقة حوض الرور. الكاتبة:سابينه بيشيل (غ.د)