1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الضربات الرأسية في كرة القدم – متى تضر بالدماغ؟

٢٩ أغسطس ٢٠٢٣

تشير دراسة بريطانية لحالة محترفي كرة قدم سابقين إلى العلاقة بين الضربات الرأسية المتكررة والتأثيرات طويلة المدى التي قد تصل إلى الخرف. بعض الدول تحظر الضربات الرأسية على الأطفال ويسلك الاتحاد الألماني للكرة طريقا مختلفا.

https://p.dw.com/p/4Vfas
لقطة من لقاء شالكه وشتوتغارت في الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).
ما مدى خطورة ضربات الرأس على لاعبي كرة القدم؟ يحذر العلماء من آثار متأخرة محتملة لضربات الرأس.صورة من: Marijan Murat/dpa/picture alliance

توصلت دراسة نشرت مؤخرا في بريطانيا العظمى إلى نتيجة مفادها أنه "كلما زاد عدد مرات تسديد الشخص للكرة برأسه أو ما تسمى "بضربة الرأس"، كلما زاد خطر الإصابة بالاضطرابات الإدراكية".

وتشمل الاضطرابات الإدراكية، من بين أمور أخرى، زيادة النسيان، وقلة الانتباه، ومشاكل التركيز، واضطرابات الكلام، ومشاكل في معرفة الوجهة أو حتى فقدان الذاكرة.

أجريت هذه الدراسة بتكليف من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. وقام الباحثون بتقييم استبيانات لـ 468 محترفًا بريطانيًا سابقًا فوق سن 45 عامًا. وفي المتوسط كان عمر لاعبي كرة القدم في تلك الدراسة حوالي 63 عامًا. وكان عليهم تقدير ما إذا كانوا قد سددوا رأسيات بين 0 و5، أو 6 إلى 15 أو أكثر من 15 ضربة رأسية في كل مباراة أو حصة تدريبية. ثم تم اختبار قدراتهم الإدراكية في المقابلات الهاتفية.

وكان الاستنتاج هو أن اللاعبين ذوي أعلى معدل لتسديد الضربات الرأسية هم الأكثر عرضة لخطر الضعف الإدراكي بثلاثة أضعاف مقارنة بأولئك الذين ينتمون إلى الفئة الأدنى.

كريستوف كرامر لاعب ألمانيا اصطدم بلاعب من منتخب الأرجنتين في نهائي مونديال 2014، ثم نهض ليسأل الحكم "هل هذه فعلا المباراة النهائية". وخوفا عليه تم استبداله باللاعب شورله.
كريستوف كرامر لاعب ألمانيا اصطدم بلاعب من منتخب الأرجنتين في نهائي مونديال 2014، ثم نهض ليسأل الحكم "هل هذه فعلا المباراة النهائية". وخوفا عليه تم استبداله باللاعب شورله. صورة من: picture alliance/dpa/T.Eisenhuth

المدافعون معرضون للخطر بشكل خاص

في عام 2019، تصدرت دراسة أجرتها جامعة جلاسكو عناوين الأخبار. وقام الباحثون بتقييم أسباب وفاة أكثر من 7500 لاعب كرة قدم اسكتلندي. ووفقا لتلك الدراسة، فإن خطر وفاة اللاعبين بسبب مرض الزهايمر أو باركنسون أو أمراض الخرف الأخرى كان أعلى بثلاث مرات ونصف من المعدل الطبيعي.

هناك دراسة أخرى أجريت في السويد، وتم خلالها فحص حوالي 6000 لاعب كرة قدم، لعبوا مباراة واحدة على الأقل في الدوري السويدي الممتاز بين عامي 1924 و2019.

ومن خلال النتيجة التي خرجت في ربيع عام 2023 اتضح أن المحترفين لديهم مخاطر بحوالي مرة ونصف أكثر من عامة السكان للإصابة بمرض الزهايمر أو بأشكال أخرى من الخرف.

لاعبو الميدان وخاصة المدافعون، أكثر عرضة للخطر من حراس المرمى، وفقًا للدراسة السويدية والدراسة الاسكتلندية. فلاعبو الميدان (كل اللاعبين ما عدا حارس المرمى) يتعرضون أكثر لإصابات في الرأس عند الالتحامات كما أنهم يلعبون الكرة بالرأس أكثر من حراس المرمى.

لقطة من مباراة بالدوري الألماني لكرة القدم النسائية، حيث تعرضت لاعبة دويسبورغ أنالينا أنغرر لإصابة في الرأس بعد صدام مع لاعبة من فريق مبن. (18/12/2020)
منذ فترة طويلة يجري التقليل من خطورة إصابات الرأس في كرة القدم. صورة من: Oliver Baumgart/foto2press/picture alliance

حظر الضربات الرأسية على الأطفال والشبان

وهذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه أيضا الباحثون في الدراسة البريطانية الجديدة. وهم ينصحون بتقليل عدد هزات الرأس من أجل منع الاضطرابات الإدراكية لاحقا وحتى الوقاية من الخرف. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، على سبيل المثال لمعرفة الحد حدود ضربات الرأس المسؤولة عن تلك الاضطرابات.

في الولايات المتحدة الأمريكية، تم منذ عام 2015، حظر الضربات الرأسية على لاعبي ولاعبات كرة القدم الصغار حتى سن العاشرة. أما في إنجلترا واسكتلندا  فُيحظر التدريب على الضربات الرأسية لمن هم تحت سن 12 عامًا. وفي اسكتلندا، هناك أيضًا قيود على اللاعبين المحترفين، حيث لا يُسمح لهم بلعب الضربات الرأسية في التدريب لا: في اليوم السابق للمباراة ولا اليوم التالي لها.

أما في الدوري الإنجليزي الممتاز (البرمييرليغ) فالقاعدة هي: "يُنصح بألا تتخطى ضربات الرأس القوية عشرة ضربات، كحد أقصى، في كل أسبوع تدريبي". المقصود هنا هو الضربات الرأسية بعد التمريرات الطويلة أو العرضيات أو الضربات الركنية أو الركلات الحرة.

الالتحامات خصوصا في الكرات العالية من أكبر مصادر الإصابات في الرأس التي يتعرض لها لاعبو كرة القدم. اللقطة من مباراة فولفسبورغ ولايبزيغ في الدوري الألماني.
​​​​​​الالتحامات خصوصا في الكرات العالية من أكبر مصادر الإصابات في الرأس التي يتعرض لها لاعبو كرة القدم. اللقطة من مباراة فولفسبورغ ولايبزيغ في الدوري الألماني.صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall

أشكال منافسة جديدة في ألمانيا بدءا من عام 2024

يريد الاتحاد الألماني لكرة القدم (DFB) أن يسلك طريقًا مختلفًا: بدءًا من موسم 2024/2025، حيث سيتم إصلاح كرة القدم للأطفال والشبان حتى سن الحادية عشرة. وفي المراحل العمرية الأصغر، سيكون مسموحا لهم فقط باللعب اثنين ضد اثنين أو ثلاثة ضد ثلاثة في ملاعب صغيرة جدًا مع مرميين صغيرين.

ولا تزال المرحلة التجريبية التي مدتها سنتان قيد التنفيذ. ويقول الاتحاد الألماني لكرة القدم: "الأشكال الجديدة للمنافسة تضمن أن الضربات الرأسية ستكون مستبعدة تقريبا".

لكن من المهم أيضًا التدريب على تقنية جيدة لتسديد الضربات الرأسية. "يجب أن يتضمن التدريب بالرأس في سن مبكرة، أمورا، من بينها قدر صغير من التدريب، واستخدام كرات خفيفة، وأوقات كافية لتعافي الرأس ورمي الكرة باليد لكي تضرب بالرأس في البداية".

وتستمر حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، مرحلة الفحص والتدقيق في دراسة حول صحة لاعبي كرة القدم الألمان السابقين، والتي شارك فيها أكثر من 300 لاعب سابق حتى الآن، ومن المقرر نشر نتائج دراسة المسماة "SoccHealth" في عام 2024.

شتيفان نتسلر/ ص.ش