1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصراع في سوريا يقسم الدروز داخل "الأرض الحرام"

ميرديت مانديل/ محمد أسعدي٢٣ أغسطس ٢٠١٢

في ضوء تفاقم الصراع في سوريا بدأت مجموعة من الناشطين الشباب الدروز تسير ضد ولاء مجتمعها التقليدي للنظام السوري منذ ضم إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية، وسط مطالبات بموقف يجري في سوريا.

https://p.dw.com/p/15teN
A Druze woman uses binoculars to look towards Syria from an abandoned military outpost near the Druze village of Buqata in the Golan Heights July 24, 2012. The Syrian government is still in full control of its chemical weapons stockpiles, Israeli defence officials said on Tuesday, in an apparent bid to calm fears that a non-conventional war could be looming. Israel captured the Golan Heights in the 1967 Middle East war and annexed it in 1981 in a move not recognized internationally. REUTERS/Ronen Zvulun (POLITICS MILITARY)
صورة من: DW

نظرة هادئة من أعلى قمم الجبال والبلدات البعيدة، التي تعد معلماً لجذب السياح إلى مرتفعات الجولان في الجزء الشمالي لإسرائيل. تتناول العائلات غدائها في هذه المكان المطل على الأراضي الدولية أو "الأرض الحرام"، التي تراقب منها الأمم المتحدة الحدود الفاصلة بين إسرائيل وسوريا.

الأطفال يرمون بالحجارة في اتجاه الخصم الأبدي لإسرائيل، لكن هذه الألعاب الصبيانية تأخذ منعطفاً آخر عندما يبدأ القصف وسقوط قذائف الهاون فوق الجبال السورية، والتي تحدث دوياً قوياً يُسمع طيلة الليل، يُذكر سكان الجولان بالحرب الأهلية الدامية والرعب الذي تعيشها سوريا على مسافة قريبة منهم.

"مرارة" ضم الجولان

العديد من سكان الجولان هم من الدروز، وهي أقلية دينية تفرعت عن الإسلام، ويعيشون في القرى الخمس للدروز، التي احتلتها إسرائيل وألحقتها بأراضيها خلال انتصارها في حرب الأيام الستة عام 1967 بين إسرائيل من جانب وسوريا ومصر والأردن من جانب آخر. العداء المرير بسبب ضم إسرائيل لأراضي الجولان لا يزال مستمراً وسط الدروز، الذين يسمون الجولان بالأرضي "المحتلة".

ADDS A NOTE OF CAUTION IN CAPTION AND INSTRUCTIONS - In this citizen journalism image taken on Tuesday, July 19, 2011 with a mobile phone and provided by Shaam News Network, Syrian anti-regime protesters carry a picture of Syrian President Bashar Assad with an Arabic writing that reads, "Leave. We don't trust you. You will leave and we will stay because Syria is ours. Enough of injustice and killing," during a rally in the southern suburb of Maadamiya, Damascus, Syria. (Foto:Shaam News Network/AP/dapd) EDITORIAL USE ONLY, NO SALES, THE ASSOCIATED PRESS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THE AUTHENTICITY, CONTENT, LOCATION OR DATE OF THIS HANDOUT PHOTO
مظاهرات مناهضة للرئيس بشار الأسدصورة من: dapd

تقليدياً كان الدروز موالين للنظام السوري ويرفضون العيش تحت السيطرة الإسرائيلية، فهم ينحدرون من الطائفة العلوية، التي ينحدر منها الرئيس السوري المحاصر بشار الأسد. لكن منذ أن علم سكان "مجدل شمس"، كبرى البلدات الدرزية في هضبة الجولان، بجرائم القتل التي تقوم بها القوات الموالية للأسد ​​على الجانب الآخر من الحدود، بدأ الرأي الموحد ينقسم حيال الوضع في سوريا والموقف من الأسد.

غضب من الأعمال الوحشية

في الوقت الذي يصطف فيها كبار السن من أفراد المجتمع الدرزي إلى جانب الرئيس بشار الأسد، كان رد فعل الشباب مختلفاً، بسبب رفضهم للفظائع والأعمال الوحشية التي تُقترف باسمه. شفاء أبو جبل، واحدة هذا الجيل الجديد. المحامية البالغة من العمر 26 عاماً، كانت أول امرأة درزية تتخرج من إحدى الجامعات الإسرائيلية، وهي جزء من مجموعة من النشطاء الإسرائيليين الدروز، الذين يصطفون إلى جانب النشطاء المناهضين للنظام السوري.

تقول شفاء إن دعمهم لقي ترحيباً حاراً من قبل نظرائهم السوريين، وتضيف: "عندما يرون صورنا في مظاهرات مؤيدة لهم يقدرونها بشكل كبير". وتخرج شفاء مع ناشطين آخرين للتظاهر كل يوم جمعة، و"نقوم بالنشر في الفيسبوك وتويتر، ونساعدهم على بث أشرطة الفيديو ونشر الكلمة".

epa02743480 Israeli soldiers patrol along the Israeli- Syrian border next to the Druze village of Majdal Shams in the Golan Heights, on 20 May 2011. Israel declared the Golan Heights as restricted military zone on 20 May morning as part of the Israel Defense Forces' (IDF) deployments for the possibility of demonstrations from the Syrian side of the border. EPA/ATEF SAFADI +++(c) dpa - Bildfunk+++
على الرغم من المظاهرات السنوية، يفتخر الدروز عموماً بأنفسهم كقوة سياسية محايدة في معظم البلدان التي يقيمون فيهاصورة من: picture-alliance/dpa

مع سهولة الدخول إلى الانترنت في كل مكان تقريباً بإسرائيل، يقول النشطاء إنهم يستعملون كل الإمكانيات المتوفرة لديهم لدعم نظرائهم في سوريا. بالنسبة لها وللعديد من النشطاء الدروز، فإنها "المرة الأولى التي نشعر فيها بالشخص السوري كما هو"، تقول شفاء. لكنها هي الأخرى تعاني من عواقب وخيمة بسبب نشاطها النضالي.

في 14 شباط/ فبراير من كل عام، وهو تاريخ يصادف ذكرى انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة، يجتمع العديد من الدروز في حشود كبيرة لمطالبة إسرائيل بإعادة أراضي الجولان إلى سوريا.

في مجدل شمس أصبح هذا الحدث مناسبة وحافزاً لردود فعل عنيفة ضد شفاء وأصدقائها. "لا يهتفون بالشعارات المعتادة من قبيل: "نحن سوريون نريد العودة إلى سوريا"، بل أصبحوا يرددون: "نحن نحب بشار، ونحن رجال بشار". كانت هذه المظاهرات لإعلان التأييد للأسد أكثر من المطالبة بعودة الجولان إلى سوريا.

بعد ذلك يتوجه المحتجون إلى بيت شفاء، و"يبدأون بالهتاف ضدنا. يرون أسرتي وأعمامي كخونة، التحقوا بالمؤامرة الإسرائيلية ضد سوريا، وينتهون بجوار منزلنا مطلقين العنان لسبنا والبصق في وجوهنا".

"على الدروز أن يتخذوا موقفاً"

على الرغم من المظاهرات السنوية، يفتخر الدروز عموماً بأنفسهم كقوة سياسية محايدة في معظم البلدان التي يقيمون فيها. في مجدل شمس لا يرغب معظم السكان في التعليق على الوضع في سوريا. لكن، دولان أبو سالاش، عمدة البلدة لديه مقاربة مختلفة، إذ يعتقد أن على الناس أن يكونوا أكثر صراحة ضد الأسد.

Seen from the Druze village of Majdal Shams in the Golan , armed Syrian police officers stand on a outlook overlooking the Israeli side of the border between Syria and Israel, Tuesday, June 7, 2011. A Syrian government newspaper says marches to the border will continue and warns Israel the day will come when thousands of Syrians will return to their occupied villages. (Foto:Ariel Schalit/AP/dapd) United Nations Truce Supervision (UNTSO) observers look towards Syria from Majdal Shams in the Golan Heights, Friday, March 30, 2012. Traditionally March 30 is marked by Israeli Arabs as "Land Day," a time of protests against the alleged confiscation of Arab-owned lands by Israel, and in recent years the Palestinians have joined the protests.(Foto:Hamad Almakt/AP/dapd) ISRAEL OUT epa02918020 A photograph supplied by the ICRC shows an Israeli Druze woman begins to cross the border from the Israeli side of the Golan Heights into the Syrian side at the Kuneitra crossing, on 15 September 2011. Some 500 Druze pilgrims have been allowed to cross into Syria in a move orchestrated by the International Committee of the Red Cross (ICRC), acting as a neutral humanitarian intermediary. EPA/ALESSIO ROMENZI / HANDOUT +++(c) dpa - Bildfunk+++ --- 2012_04_20_israel_syrien.psd
صورة من: picture-alliance/dpa/AP

"نحن لا ندعم حقيقة أن الدروز محايدون"، كما يقول، ويضيف: "إننا نعتقد أنه من المفترض أن يعارضوا الديكتاتورية"، فبعد سقوط نظام الأسد سيُساءل الدروز عن موقفهم مما كان يجري في سوريا و"لذلك نحن نعتقد أنه يتعين اتخاذ موقف".

موقف سالاش (31 عاماً) من الوضع السوري يضعه في خلاف مع نسبة كبيرة من مجتمعه، ويمكن أن يكلفه ذلك شعبيته السياسية. مع ذلك، يقول إنه على قناعة بأن الفظائع على الجانب الآخر من الحدود تدفع في اتجاه تغيير الرأي الحالي في مجدل شمس.

إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فأصوات الشباب مثل سالاش وشفاء وغيرهم ستتكلل بانضمام كبار السن لإدانة نظام الأسد بشكل علني.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد