1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصحافة الليبية بعد عهد القذافي ما بين الفضاء الفسيح والعشوائية

١٦ نوفمبر ٢٠١١

كان الواقع الصحفي في ليبيا ،وقبل سقوط نظام القذافي، تحت سلطة الدولة ،حتى وإن كان سيف الإسلام القذافي قد حاول إصدار صحيفتين تحت مسمى أنهما مستقلتان. ولكن كيف هو حال الصحافة اليوم، بعد زوال القذافي؟

https://p.dw.com/p/13AQt
الصحافة الليبية بعد زوال القذافي تحولت إلى فضاء فسيحصورة من: DW

بعد ثورة فبراير تغير المشهد الصحفي وانتشرت وسائل الاعلام بكثرة على الساحة الليبية سواء المحلية أو الدولية. وبادر الشباب باصدار صحف ومجلات من اجل ايضاح وتوثيق لحركة الثورة ومعاناة الليبيين، وتسليط الضوء على تاريخ القذافي والدمار الذي احدثه في المدن الليبية وإيصال ما يجري في المدن الى المدن الأخرى والعالم. وبدأت المحاولات من قبل بعض الشباب الذين تنقصهم الخبرة وبتمويل من المجتمع المدني والمجالس المحلية ورجال الاعمال حتى وصل عدد المنشورات في مدينة بنغازي الى 180 صحيفة ومجلة، ليتقلص العدد الى 120 ومن ثم الى 80،بينما تعتبر خجولة في العاصمة الليبية والتي لا تتجاوز أصابع اليد العشرة وكذلك بكل المدن الليبية وانتشرت الصحف ولكن التركيز لا يتعدى الا للصحف التي فرضت نفسها بمهنية وحرفية وهي تعتبر قليلة العدد .

وحاول المجلس الانتقالي الدفع بالصحافة الخاصة والمستقلة ودفع العاملين في الصحافة الى الانخراط في ذلك خاصة وانه لن تكون هناك وزارة للاعلام ولا اشراف حكومي على الصحافة بالدفع بهيئة دعم وتشجيع الصحافة بتقديم العون لهم باعتبارها مشاريع تستحق الدعم .

موقع دويتشه فيله كان له لقاء مع الصحفي والقاص عوض الشاعري رئيس تحرير صحيفة طبرق الحرة من مدينة طبرق الليبية والذي يرى أن الصحافة تحولت من أفق مسدود ومحتكر من قبل النظام تشوبه محاذير كثيرة وتابوهات متعددة إلى فضاء فسيح لاحدود له يصل في بعض الأحيان إلى درجة الفوضى والعشوائية ... ولكن لاتزال هناك بعض المحرمات تواجه الصحفي من بينها على سبيل المثال عدم القدرة على الخوض في بعض الأمور الشائكة مثل قضايا التشكيلات والسرايا الأمنية والانتشار العشوائي للسلاح وغموض بعض الشخصيات و تسرب الأموال العامة عبر قنوات غير معلومة .. واملاءت بعض الدول التي شاركت في القضاء على نظام القذافي وبعض التصريحات والقلق بشأن التركيبة السياسية القادمة .

الصحافة الليبية الحديثة

Libyen Zeitung Tripolis Medien
في الآونة الأخيرة تراجع كبير و ملحوظ في عدد الصحف التي بدأت مع بداية الثورة الليبيةصورة من: DW

وبخصوص العناوين والقضايا التي تتعرض لها الصحف الليبية قال الشاعري إن معظم الصحف تتحدث عن الشأن المحلي وعن قضايا المصالحة والديمقراطية والدستور والتمهيد للانتخابات وعن أحوال الجرحى وأسر الشهداء وعن المفقودين ونقص الخدمات في عديد القطاعات، كما تهتم الصحف المحلية بتدوين سير الشهداء والثوار وماجرى من أحداث ومعارك .

بينما قال الشاعر والصحفي رئيس تحرير صحيفة السراي أحمد سعد إنه من يقف وراء الصحف المطروحة حاليا لا يعتقد أنهم صحفيون او إعلامون على اقل تقدير بقدر أنهم رؤوس أموال بسيطة وليست مؤسسات كبيرة وضخمة لان المادة المطروحة والموجود مكررة وغير مميزة وتنم عن رأس مال بسيط وجهد غير مبذول لاخراج الصحيفة بالاخراج الفنى والصحفى او بالسبق المطلوب.

الوضع الحالي

Alltag in Tripolis
في طرابلس العاصمة الليبية ظهرت عشرات العناوين الصحافية الجديدةصورة من: PA/dpa

وأضاف تقى الدين الشلوى مدير موقع إيراسا الالكتروني أن الموقع أعد عددا واحدا و لم يقوم بانزاله للسوق او حتى طباعته من أجل التكاليف. وقال للدويتشه فيله : يختلف الحال كثيراً عن بداية الثورة و بدايتها ، فقد انتشرت الصحف المحلية الصادرة عن المهتمين بمجال العمل الصحافي أو من هواة هذا العمل لتوثيق بعض الأخبار المهمة في مراحل ثورة 17 فبراير، و لعل روح التعطش للعمل الإعلامي خلق حراكاً كبيراً و ملحوظاً لدي فئات كبيرة من المجتمع، فبدأت الصحف مسيرتها بشكل يسير إلى حد ما، ووصلت إلى ذروة العمل وارتفع معدل الصحف الصادرة في مدن ليبيا المحررة.
مشيرا الى أنه في الآونة الأخيرة كان هناك تراجع كبير وملحوظ في عدد تلك الصحف فقد اندثر بعضها وغاب عن المشهد وبعضها لا زال يكافح في حين أن اصدارتها تتعثر بشكل كبير مما ينبئ على أنها ستؤول إلي ما آلت إليه مثيلاتها. ولعل أهم الأسباب التى أدت إلي ذلك هو غياب المهنية لدي بعض الهواة وعدم تعلقهم المباشر بعالم الصحافة ، فكانوا موثيقين لسلسة من الأحداث لأنها كانت أشد وضوحاً على أرض الواقع و الآن و بعد نجاح الثورة أصبح الحصول على الخبر صعباً مقارنة بالصحفي المحترف.


عصام الزبير- طرابلس

مراجعة:هبة الله إسماعيل