1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشكوك تحيط بمغزى توسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان

دويتشه فيله (ع.س.)١٧ يوليو ٢٠٠٦

تزداد المخاوف من اتساع دائرة "الحرب المفتوحة" بين إسرائيل وحزب الله لتشمل قوى إقليمية مثل سوريا وإيران. تغيير أولويات العمليات العسكرية الإسرائيلية لا يهدف فقط إلى تدمير حزب الله، بل إلى فرض حقائق جديدة على أرض الواقع.

https://p.dw.com/p/8nn6
الطيران الحربي الاسرائيلي يحلق في سماء بيروتصورة من: AP

في الوقت الذي يتابع فيه العالم على شاشات القنوات الفضائية مجريات الحرب "المفتوحة" بين ما بدأته إسرائيل كمحاولة لإنقاذ جنديين إسرائيليين تم أسرهما في غارة قام بها مقاتلو حزب الله عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية قبل أسبوع وإتساع نطاق دائرة الهجمات العسكرية الإسرائيلية على لبنان يوماً بعد يوم، أضحت هذه الهجمات لا تقتصر على قواعد ومنشئات ميليشيا حزب الله فقط، بل تحولت تدريجياً إلى حرب شاملة ضد الدولة اللبنانية. رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت تعهد بعد أن اسر مقاتلو حزب الله الجنديين يوم الأربعاء الماضي بأن "يفعل كل شيء لاستعادتهما في أسرع وقت مكن."

لكن مثلما حدث مع جندي إسرائيلي آخر أسره مقاتلو حماس في هجوم جديد من نوعه في غزة آواخر الشهر الماضي سرعان ما أصبح واضحا أن استعادة الجنديين الإسرائيليين من لبنان لن يتحقق مباشرة، كما تغيرت الأهداف العسكرية للجيش الإسرائيلي من تحرير أو إنقاذ حياة الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط البالغ من العمر 19 عاماً إلى منع مقاتلي حماس من إطلاق صواريخ على إسرائيل وتدمير مؤسسات الحكومة التي تتزعمها حماس والتي انتخبت في يناير/كانون الثاني الماضي في انتخابات حرة ونزيهة.

أجندة خاصة للمؤسسة العسكرية

Israelische Panzer feuern über die libanesische Grenze
القوات الاسرائيلية تدمر مواقع في الاراضي اللبنانيةصورة من: AP

أما في لبنان فتختلف طبيعة العمليات العسكرية الإسرائيلية كلياً، ففي الأيام الأربعة الماضية شن الجيش الإسرائيلي هجمات مكثفة على الأراضي اللبنانية دمر خلالها جزءاً كبيرا من البنية التحتية لحزب الله وللدولة اللبنانية عامة. وكرد على ذلك أطلق حزب الله أكثر من 350 صاروخاً على إسرائيل وقتل أربعة مدنيين وأصاب نحو 150. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حلوتس، الذي يهيمن وفقاً لآراء المراقبين على قرارات وتوجهات مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر نظرا لعدم توفر الخبرة العسكرية الميدانية لدى أقطاب الحكومة الإسرائيلية الجديدة بدءاً من أولمرت ومرورا بالرجل الثاني في الحكومة والسياسي المخضرم شمعون بيريس وانتهاء بوزير الدفاع وزعيم حزب العمل عمير بيريتس، تحدث فى بداية الرد الإسرائيلي عن "عملية مكثفة واسعة النطاق" ضد حزب الله الذي وصفه بأنه "سرطان" داخل لبنان يجب استئصال مقاتليه من المنطقة الحدودية.

إجتثات حزب الله...

غير الجنرال حلوتس أشار بعد ذلك إلى أن الأهداف من حملة لبنان، التي قتل فيها حتى الآن 67 لبنانياً معظمهم من المدنيين، اتسعت الآن وأنها تشمل تخليص جار إسرائيل الشمالي من "سرطانه". وفي السياق نفسه أضاف حلوتس أن "هناك الكثير من الأهداف الأخرى. هدفنا هو إلحاق الضرر بحزب الله وانتظار الحكومة اللبنانية لتتولى مسؤوليتها مما يعني استئصال حزب الله من المنطقة الحدودية واستبداله بقوة أخرى..... قوة تمثل السيادة اللبنانية." أضاف حلوتس إن العملية ستشمل إرسال "رسالة إلى بيروت ولبنان بأنهم ابتلعوا سرطانا يجب أن يتقيأوه وإذا لم يحدث ذلك فان هذا البلد سيدفع ثمنا مثلما حدث في الماضي" في إشارة إلى الغزو الإسرائيلي في عام 1982 لمنع ناشطين فلسطينيين كانوا يشنون هجمات من الأراضي اللبنانية.

أما وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني فكانت واضحة بنفس القدر في تصريحاتها، التي أدلت بها في اليوميين الأخيرين عندما لم تذكر الجنود المختطفين ولو بكلمة واحدة حيث قالت: "الهدف هو إبعاد حزب الله من جنوب لبنان. وقالت ليفني في اشارة الى الشيخ حسن نصر الله، زعيم حزب الله: "الجزء الأول من العملية هو تقليل قدراتهم. لا يمكن أن نسمح بأن يطبق زعيم مثل نصر الله ... خططه في المنطقة." إجتثاث حزب الله كهدف إسرائيلي أولي يفسر تركيز القصف الإسرائيلي في الحملة الأخيرة على ضرب الطرقات والجسور، لاسيما في الجنوب اللبناني، من أجل قطع خطوط المواصلات بين ساحة المواجهة الأساسية في الجنوب وبين معقل الحزب ومقر قيادته الأمنية والسياسية في الضاحية الجنوبية. كما استهدف الطيران الإسرائيلي طريق بيروت دمشق والطريق، التي تصل بعلبك بالجنوب بهدف قطع طرق الإمداد عن مقاتلي الحزب الذين قد يكونون باتوا عاجزين عن إيصال شحنات جديدة من الأسلحة إلى مخازنهم في الجنوب.

...وتغيير قواعد اللعبة

أما الجزء الثاني والهدف الأهم للعملية العسكرية فيتمثل في رغبة إسرائيل في تغيير قواعد اللعبة السياسية وفرض واقع سياسي جديد في لبنان لا يلعب فيه حزب الله أي دور مستقبلي. وبغض النظر عن أن توسيع الأهداف هذا يمدد الحملة العسكرية عدة اشهر أو أكثر مما يهدد أيضا بإلحاق أضرار هائلة بالاقتصاد والبنية الأساسية اللبنانية، التي أعيد اعمارها حديثاً بعد الحرب الأهلية، التي دارت في الفترة من عام 1975 إلى عام 1990، فإنه من الصعب التكهن بنجاح الإستراتيجية الإسرائيلية، التي جعلت كل اللبنانيين رهائن لها. فضرب حزب الله وتدمير البنية التحتية اللبنانية بصورة خاصة لن يؤدي غالبا إلى إحداث شرخ بين حزب الله وبقية شرائح المجتمع اللبناني. فحزب الله تمكن من الاحتفاظ بمكانته السياسية داخل المنظومة السياسية اللبنانية، رغم تغيير الأمور بعد انسحاب إسرائيل حين ارتفعت الأصوات لمطالبته بنزع سلاحه وتسليمه إلى الدولة اللبنانية. وبجانب الاحترام الكبير الذي يكنه غالبية الشيعة اللبنانيين لأمين عام حزب الله الشيخ حسن نصر الله، فإن المراقبين يجمعون على أن إستراتيجية إسرائيل الهادفة إلى استحداث شرخ بين حزب الله والحكومة اللبنانية، وبينه وبين محيطه العربي السني عبر هذا العقاب الجماعي للشعب اللبناني لن تحقق أهدافها، وذلك رغم الغيبوية الكاملة التي أصابت آليات العمل العربي المشترك.

المعضلة الحقيقية في التطور الجديد تتمثل في تعقيدات المعادلات السياسية في الشرق الأوسط حيث تتداخل الحسابات الداخلية والإقليمية مع بعضها البعض. وعلاوة على ذلك لا يستطيع المرء استبعاد اتساع دائرة "الحرب المفتوحة" بين إسرائيل وحزب الله لتشمل قوى إقليمية مثل سوريا وإيران.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات