1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشارع العراقي بين مؤيد لـ"قمة بغداد" ومعارض لها

٢١ مارس ٢٠١٢

فيما تستعد العاصمة العراقية لاحتضان مؤتمر القمة العربية، شهدت بغداد وعدة محافظات سلسلة تفجيرات دموية يبدو أنها تهدف لإفشال انعقاد القمة. لكن كيف ينظر المواطن العراقي لاستضافة بلاده لهذه القمة، هذا ما حاولت DW رصده.

https://p.dw.com/p/14Nc9
صورة من: Reuters

في وقت تسعد فيه العاصمة العراقية بغداد لاستضافة مؤتمر القمة العربية، بعد انتظار دام نحو عقدين، شهدت بلاد الرافدين، سلسلة هجمات منسقة بلغت 17 هجمة استخدمت فيها السيارات المفخخة والأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة واستهدفت مناطق متفرقة من محافظات بغداد وكربلاء وبابل وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى، وأسفرت تلك الهجمات في حصيلة غير نهائية عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن250 شخصاً، فيما أعلنت قيادة عمليات بغداد، فضلا عن إبطال مفعول ست سيارات مفخخة في مناطق متفرقة من العاصمة. ويبدو أن من ضمن ما تهدف له أعمال العنف هذه هي محاولة لإفشال انعقاد القمة العربية.

لكن يبدو أن الحكومة العراقية ماضية في عقد القمة على أراضيها رغم سلسلة الهجمات التي استهدفت عدة مدن عراقية وفي القلب منها بغداد. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد أعلن في الخامس من الشهر الجاري انتهاء جميع التحضيرات الخاصة بعقد مؤتمر القمة العربية في العراق في دورته 23، مبيناً أن "بغداد أصبحت مستعدة لاستقبال القادة العرب". وأوفد العراق خمسة وزراء إلى الدول العربية مطلع الشهر الجاري من أجل إيصال دعوة طالباني الرسمية إلى قادة وزعماء البلدان العربية لحضور قمة بغداد.

Arabischer Gipfel in Baghdad
انقسام في آراء الشارع العراقي حول جدوى قمة بغداد العربيةصورة من: DW

وعن فرص نجاح القمة في إعادة تحسين علاقات العراق بمحيطه العربي، وهو الأمل الذي تعقده الحكومة العراقية عليها، يرى المحلل السياسي ورئيس تحرير مجلة "مسارات" الصادرة في بغداد، سعد سلوم أن "نجاح انعقاد القمة العربية في بغداد هو إضفاء شرعية تصب في مصلحة التيارات السياسية التي تحكم البلاد، فضلاً عن استعادة العراق مقعده في لعبة التوازن الشرق أوسطية ودوره الإقليمي كسابق عهده". ويضيف سلوم في حوار معDW عربية بالقول: "إن الكثير من النخب السياسية وخاصة تلك التي تمارس السلطة في العراق، تعمل جاهدة على نجاح عقد القمة العربية في موعدها المقرر داخل بغداد".

"عودة العراق إلى بيته العربي"

Symbolbild Anschläge nach dem US-Abzug im Irak 2
انعقاد القمة العربية في بغداد اعتراف بشرعية النظام القائم في العراق، فهل ينسي ذلك الخلافات بين أقطاب هذه النخبة السياسية؟صورة من: picture-alliance/dpa/AP/DW

الشارع العراقي اختلف حول أهمية عقد هذه القمة في العراق، مصطفى صباح فخر الدين، (25 عاماً) يرى أن انعقاد القمة العربية المقبلة في العاصمة العراقية من شأنه أن يعيد العراق إلى "بيته العربي بعد عزلة استمرت لأكثر من 22عاماً". ويضيف فخر الدين في حوار مع DWعربية أن العراق بدأ يستعيد عافيته شيئاً فشيئاً ليضطلع بـ "دوره القيادي في المنطقة والعالم العربي"، "بعد أن كان دوره غائبا لسنوات عدة نظراً لانشغاله بشؤونه الداخلية منذ الإطاحة بالنظام السابق في عام 2003". أما علي سعدون علي (27 عاماً)، الذي يعمل محاسباً، فيقول في حديث مع DWعربية إن "انعقاد القمة في بغداد يعد رسالة واضحة تؤكد على أهمية دور العراق في المنطقة لاسيما بعد التغيير الذي شهدته اغلب الدول العربية في خضم الربيع العربي".

ويستطرد علي قائلاً إن "قمة بغداد تعتبر مرحلة جديدة يمر بها العراق بعد مرحلة الاحتلال والتي يجب استغلالها بصور جيدة"، مشيراً إلى أن القمة ستكون ناجحة لأنها "ستضم قادة جدد تم انتخابهم من قبل شعوبهم". وتأتي القمة مع استمرار توتر الأوضاع في المنطقة العربية وانشغال دول عربية عدة بأوضاعها الداخلية، فضلا عن تباين مواقف الدول بشأن الأوضاع الجارية خاصة بعد سقوط أنظمة كل من تونس ومصر وليبيا والتغيير السياسي في اليمن بثورات الربيع العربي، إضافة إلى ما يجري في سوريا.

بين التفاؤل والتشاؤم

Arabischer Gipfel in Baghdad
مرتضى طالب الذهبي موظف المبيعات في إحدى المجمعات الطبية في بغداد: القمم العربية السابقة لم تكن ناجعةصورة من: DW

وتقول الحكومة العراقية إنها لم تتلق حتى الآن أي رفض أو اعتذار من أي دولة عربية للمشاركة في مؤتمر القمة. وقالت إن الدول كافة ستشارك باستثناء سوريا. وكانت الجامعة العربية قد علقت مشاركة سوريا في اجتماعاتها على خلفية قمع الحركة الاحتجاجية المستمرة في سوريا التي دخلت عامها الثاني وأدت إلى مقتل آلاف من السوريين،.إلى ذلك يقول الصحفي في جريدة "اليقظة"شاكر عباس شمخي (25 عاماً)، إنه غير متفائل بقمة بغداد على اعتبار أن "قرار عقد القمة في بغداد كان أمريكياً وليس عربياً. من أجل دعم موقف الولايات المتحدة وتقديمها على أنها أتت بالديمقراطية إلى أنظمة أغلب البلدان العربية".

ويعيش العراق في الوقت الراهن أزمة سياسية خانقة انطلقت شرارتها بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق أواخر العام الماضي، بين ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وائتلاف القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي. ويتمحور الخلاف حول خلفية صدور مذكرة اعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بـ "ضلوعه في تنفيذ عدة أعمال مسلحة في البلاد". بالإضافة إلى مطالبة المالكي بإقالة نائبه صالح المطلك الذي وصفه بـ"الدكتاتور" المتفرد بالسلطة. يشار إلى أن الهاشمي والمطلك ينتميان إلى ائتلاف علاوي.

"قرارات ستولد عقيمة"

Arabischer Gipfel in Baghdad
مصطفى صباح فخر الدين: انعقاد القمة العربية المقبلة في العراق سيعيده إلى بيته العربي.صورة من: DW

من جهته يرى موظف المبيعات في إحدى المجمعات الطبية في بغداد مرتضى طالب الذهبي (29 عاماً) في حديث مع DWعربية أن "القمم العربية السابقة لم تأت بأية نتائج إيجابية للعالم العربي. إننا لا نتوقع أي قرار ايجابي في قمة بغداد"، مبيناً أن "قرارات قمة بغداد ستولد عقيمة". ويشير الذهبي إلى أن "المواطن العربي سئم من الاجتماعات والمؤتمرات التي يتزعمها قادته والتي لا جدوى منها ولا فائدة"، منوهاً على أنه "من الأفضل توزيع تكاليف عقد هذه القمم على المجتمعات العربية التي تعاني من الأزمات وغلاء المعيشة".

وشدد على أن قمة بغداد سيكون مردودها سلبياً فقط على المواطن العراقي، إذ "إنه سيتحمل جميع الإجراءات الأمنية المشددة التي بدأت القوات الأمنية باتخاذها فعلياً خلال هذه الأيام وحتى نهاية انعقاد القمة، من خلال الازدحام المروري في شوارع العاصمة وتفتيش المناطق وغيرها". وفي إطار تهيئة العاصمة بغداد لاستقبال الوفود المشاركة في القمة كشفت أمانة بغداد مطلع الشهر الجاري عن البدء بتنفيذ حملة خدمية كبرى في عموم مناطق العاصمة استعداداً لانطلاق أعمال القمة. الحملة شملت تنظيف وتأهيل الشوارع وزراعة أعداد كبيرة من الأشجار والنباتات.

وكان من المقرر أن تُعقد القمة العربية في بغداد في العام الماضي ولكنها أُجلت بناء على طلب عراقي إلى شهر آذار/ مارس الجاري، بسبب حركات الاحتجاج التي شهدتها عدة دول عربية هبت عليها رياح الربيع العربي وأطاحت بأنظمة تونس ومصر وليبيا وتنحي الرئيس اليمني. يذكر أيضا أنه سبق للعراق أن استضاف مؤتمرات القمة العربية مرتين، الأولى من خلال عقده للقمة التاسعة عام1978، والثانية بعقده للقمة الـ12 عام 1990 والتي شهدت توترات حادة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة واندلعت على إثرها حرب الخليج الأولى.

مناف الساعدي ـ بغداد

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات