السودان ـ أنباء عن خفض التصعيد واتهامات لـ"فلول" نظام البشير
١٤ أبريل ٢٠٢٣قال بيان لمجموعة من المسؤولين السودانيين اليوم الجمعة (14 نيسان/أبريل 2023) إن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي أكد التزامه بعدم التصعيد وأبدى استعداده للقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وكان من بين المسؤولين الموقعين على البيان قادة فصائل أخرى شبه عسكرية.
وكانت مصادر عسكرية قد قالت لرويترز إن قوات الدعم السريع بدأت في إعادة نشر وحدات في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى وسط محادثات جرت الشهر الماضي.
وتصاعد التوتر أمس الخميس بعد نقل بعض قوات الدعم السريع بالقرب من مطار عسكري بمدينة مروي في شمال البلاد في خطوة قال الجيش إنها اتُخذت دون موافقته. وسلط التطور الضوء على خلافات قائمة منذ فترة طويلة.
وسرعان ما جاءت مجموعة من عروض الوساطة، والتقى ممثلون عن جهات محلية ودولية بقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، اللذين يشغلان منصبي رئيس مجلس السيادة ونائبه.
لكن مصادر مقربة من البرهان ودقلو قالت اليوم إنهما ما زالا على خلاف حول من سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة سنوات. وتقول قوات الدعم السريع إن القائد ينبغي أن يكون الرئيس المدني للدولة وهو ما يرفضه الجيش.
اتهامات لموالين للبشير بتأجيج الخلاف
وفي السياق نفسه، اتهمت "قوى الحرية والتغيير"، وهي التحالف الرئيسي المؤيد للديمقراطية في السودان، "فلول" نظام الرئيس السابق عمر البشير الذي أُطيح به في انقلاب عام 2019 بتأجيج الخلاف بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما يقوض الانتقال إلى حكومة مدنية.
وقالت "قوى الحرية والتغيير"، وهي ائتلاف مكون من أحزاب مؤيدة للديمقراطية، في بيان "المخطط الحالي هو مخطط لفلول النظام البائد يهدف لتدمير العملية السياسية".
وقالت الأطراف المدنية في الاتفاق المعلق في بيان منفصل أمس الخميس إن عناصر حزب المؤتمر الوطني يسعون بشكل حثيث "لإثارة الفتنة بالوقيعة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ودق طبول الحرب" ليتسنى لهم العودة للسلطة.
وشاركت قوى الحرية والتغيير في اتفاق لتقاسم السلطة مع الجيش بعد الإطاحة بالبشير إلى أن حدث انقلاب آخر في عام 2021 عندما أطاح الجيش وقوات الدعم السريع بالقيادات المدنية واستوليا على السلطة.
وتحولت قوات الدعم السريع من ميليشيات قاتلت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في الصراع بدارفور إلى منظمة شبه عسكرية معقدة لديها أموال كثيرة وتعمل تحت تسلسل قيادة خاص بها.
وأدت الخلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع حول إصلاح ودمج قواتهما إلى تأخير التوقيع النهائي على اتفاق سياسي من شأنه أن يعيد الحكومة المدنية.
وقالت قوى "الحرية والتغيير" إنها عقدت الأسبوع الماضي "سلسلة من الاجتماعات مع المكون العسكري" لكن تم "التوصل لنتائج لم تنفذ". وأضافت أنهم ما زالوا على اتصال.
ويقول قادة "الحرية والتغيير" إن من أبرز أهداف تشكيل حكومة مدنية جديدة هو تطهير القطاع العام من الموالين للبشير، الذين عاودوا الظهور بعد انقلاب تشرين الأول/أكتوبر 2021. وخلال حكم البشير، الذي استمر لثلاثة عقود، كان للموالين لحزب المؤتمر الوطني أولوية في شغل المناصب بالحكومة والجيش.
ويرى محللون أن الرغبة في الحد من انتشار الإسلام السياسي هي الدافع وراء الدعم الأجنبي للاتفاق الذي توسطت فيه قوى غربية وخليجية وكذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وقالت مولي في. مساعدة وزير الخارجية الأمريكية في بيان "يتعين على القادة العسكريين في السودان تهدئة التوترات، كما يتعين على أصحاب المصلحة الانخراط بشكل بناء لحل القضايا العالقة والتوصل إلى اتفاق سياسي".
خ.س/ ع.ج.م(رويترز)