1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان- تواصل القتال قبيل انتهاء الهدنة ووصول أول المساعدات

٣٠ أبريل ٢٠٢٣

تقترب هدنة الأيام الثلاثة المتفق عليها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من الانتهاء فيما تتواصل الاشتباكات العنيفة في العاصمة وسط تحذيرات من كارثة إنسانية، فيما أعلن الصليب الأحمر عن وصول أول شحنة مساعدات إنسانية.

https://p.dw.com/p/4QjIz
دخان متصاعد نتيجة القصف في سماء الخرطوم
إلى جانب الدمار الكبير، أوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السودانيةصورة من: AFPTV/AFP

تنتهي ليل الأحد على الاثنين هدنة الثلاثة أيام المتفق عليها بين الجيش وقوات الدعم السريع لوقف القتال في السودان على وقع تواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في العاصمة للأسبوع الثالث رغم تحذيرات من الانزلاق في حرب أهلية كارثية.

ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي الأحد في منتصف الليل (22,00 ت غ).

ودعت القوى الدولية والإقليمية إلى وضع حد للعنف المتصاعد بين القائدين العسكريين، لكنهما رفضا المحادثات المباشرة وتبادلا الاتهامات عبر وسائل الإعلام.

وبعد عصر اليوم الأحد أعلنت قوات الدعم السريع في بيان تمديد الهدنة الإنسانية لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من منتصف ليل اليوم الأحد. وقال البيان الصادر عن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع "استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية، نعلن تمديد أجل الهدنة الانسانية لمدة 72 ساعة اعتبارا من منتصف هذه الليلة من أجل فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة".

وفي المساء ذكر الجيش السوداني في بيان أنه يوافق على تمديد الهدنة 72 ساعة.

قتال عنيف وحوادث سلب ونهب

من جانبه، قال الجيش السوداني اليوم إنه دمر أرتالاً تابعة لقوات الدعم السريع أثناء تحركها من الغرب إلى الخرطوم. وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش هاجم بالمدافع والطائرات مواقعها في عدة مناطق بولاية الخرطوم.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير بشكل مستقل. وكانت وزارة الصحة السودانية قالت إن القتال طاول 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

وأفاد شهود عيان وكالة فرانس برس بوقوع اشتباكات بالقرب من مقر الجيش في الخرطوم، وتعرض مدينة أم درمان غرب العاصمة لقصف جوي.

ولا تزال العائلات في العاصمة البالغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة، وضواحيها تعاني من نقص الغذاء والمياه والكهرباء والسيولة النقدية ويقبع الكثيرون منهم في المنازل.

وفي محاولة على ما يبدو لتعزيز قواته في العاصمة، قال الجيش أمس السبت إنه بدأ نشر وحدات من الاحتياطي المركزي للشرطة بمناطق جنوب الخرطوم وسيتوالى نزولها بمناطق أخرى من العاصمة.

وشرطة الاحتياطي المركزي هي فرقة كبيرة مدججة بالسلاح من الشرطة السودانية ولديها خبرة قتالية اكتسبتها من صراعات في دارفور غرب البلاد وفي جبال النوبة في الجنوب.

جانب من الدمار الذي لحق بإحدى المدن غرب دارفور
تزايدت أعمال النهب والتدمير وإضرام الحرائق بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، بحسب منظمة أطباء بلا حدود صورة من: -/AFP

وفي غرب دارفور، قتل 96 شخصاً على الأقل منذ الاثنين في مدينة الجنينة، بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان التي وصفت الوضع بأنه "خطير". وأشارت وزارة الصحة إلى "تسبب الصراع القبلي المسلح في تدمير لمستشفة الجنينة الرئيسي ولوزارة الصحة وإتلاف ما بها من ممتلكات وعربات وأجهزة".

وتتزايد أعمال النهب والتدمير وإضرام الحرائق بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي اضطرت إلى "وقف كل أعمالها تقريباً في غرب دارفور" بسبب العنف، بحسب ما قال نائب مدير المنظمة في السودان سيلفان بيرون الذي حذر في بيان من أن منظمته "قلقة جداً من تأثير أعمال العنف على الذين سبق أن عانوا موجات من العنف".

وصول أول شحنة مساعدات

وصلت إلى مدينة بورتسودان اليوم الأحد أول شحنة مساعدات إنسانية من الصليب الأحمر جواً، أرسلت من عمّان وتزن ثمانية أطنان، وذلك ضمن عمليات الطوارئ التي تنفذها اللجنة منذ اندلاع المعارك في السودان، على ما أفاد مسؤولون في مؤتمر صحافي افتراضي من جنيف.

وقال المدير الإقليمي لمنطقة إفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتريك يوسف في مؤتمر صحافي افتراضي من جنيف "تمكنا من الطيران إلى بورتسودان من عمان كطاقم طبي مع مستلزمات التعامل مع جرحى الحرب تكفي لاستقرار 1500 جريح".

أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يجهزون صناديق المساعدات في عمان قبل تحميلها على متن طائرة متجهة إلى بورتسودان.
وصلت إلى مدينة بورتسودان أول شحنة مساعدات إنسانية من الصليب الأحمر جواً، وذلك ضمن عمليات الطوارئ التي تنفذها اللجنةصورة من: ICRC/AFP

وأفاد بيان للصليب الأحمر بأن الشحنة "ضمّت معدات جراحية لدعم مستشفيات السودان ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني الذين يقدمون الرعاية الطبية للجرحى الذين أصيبوا خلال القتال".

وطالبت اللجنة في بيانها طرفي النزاع "باحترام الالتزامات الواقعة على عاتقها بموجب القانون الدولي الإنسان، وتيسير عمل الموظفين الطبيين وموظفي العمل الإنساني، ومعاملة المحتجزين معاملة إنسانية"، مشيرة إلى "التحديات اللوجستية والأمنية" التي تواجهها لمدّ العون لمن يحتاج.

ويأمل يوسف في "الحصول على تصاريح وضمانات أمنية". وقال "لدينا طاقم طبي آخر مستعد (...) وسنرسل طائرة ثانية تحمل إمدادات طبية إضافية وموظفين في مجال الطوارئ ونأمل أيضًا في إرسال مساعدات من نيروبي في الأيام المقبلة"..

وتابع يوسف أنه "بحسب لجنة الصحة العالمية، تعمل نسبة 16 بالمئة فقط من المستشفيات، والوضع مروع للغاية بسبب نقص الأفراد ونقص الاحتياطيات الطبية". وتابع "الهلال الأحمر السوداني يحاول الوصول إلى الجثث في الشوارع". 

 

عمليات نزوح متواصلة

ونزح عشرات آلاف الأشخاص في الداخل أو إلى البلدان المجاورة، فيما تنظم عدة دول أجنبية وعربية عمليات إجلاء واسعة.

وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 75 ألف شخص نزحوا داخليًا خلال الأسبوع الأول من القتال بشكل رئيسي في ولايات الخرطوم والشمالية والنيل الأزرق وشمال كردفان وشمال وغرب وجنوب دارفور.

وفر أكثر من 30 ألف شخص إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وافريقيا الوسطى، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، التي حذرت من وصول عدد الفارين إلى 270 ألف شخص حال تواصل القتال.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على دعم وساطة بقيادة إفريقية. وكتب على موقع تويتر "الأمم المتحدة تكثف جهودها لمساعدة الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في البلدان المجاورة". ووصف غوتيريش القتال في دارفور بالـ"مروع". وقال إن "المجتمع ينهار، ونرى القبائل تحاول الآن تسليح نفسها".

 

ويغادر الرعايا الأجانب في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء منذ انسحاب قوات تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان في 2021.

ووصلت قافلة نظمتها الحكومة الأمريكية إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر أمس السبت لإجلاء مواطنين أمريكيين وموظفين محليين وآخرين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الحكومة الأمريكية ستساعد من جرى إجلاؤهم على السفر إلى مدينة جدة بالسعودية. ولم يذكر عدد الأمريكيين المتبقين في السودان.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية أمس إنها أجلت 1888 شخصا على متن 21 رحلة جوية منذ بدء عملية الإجلاء يوم الثلاثاء.

 يذكر أن السودان غرق في الفوضى منذ انفجر في منتصف نيسان/ابريل الصراع الدامي على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقّب "حميدتي". وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السبت، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أعلى من ذلك.

ع.ح./ص.ش. (أ ف ب ، رويترز)