1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الرهان على شولتس.. مغامرة الاشتراكيين في انتخابات أوروبا!

الكسندرا فون نامين
٩ مارس ٢٠٢٤

يريد الاشتراكيون الديمقراطيون الكفاح من أجل أوروبا قوية ومتضامنة. لكن لماذا اختاروا السير خلف المستشار أولاف شولتس خلال حملتهم الانتخابية للبرلمان الأوروبي، رغم تدني شعبيته كثيرا في ألمانيا؟

https://p.dw.com/p/4dBz2
المستشار الألماني أولاف شولتس خلال مؤتمر الاشتراكيين الديمقراطيين الأوروبيين في روبما
هل تعويل الاشتراكيين الديمقراطيين في انتخابات البرلمان الأوروبي على المستشار شولتس استراتيجية صحيحة في ظل تدني شعبيته؟صورة من: Andreas Solaro/AFP/Getty Images

في نهاية مؤتمر الاشتراكيين الديمقراطيين الأوروبيين في العاصمة الإيطالية روما وقف المندوبون وصفقوا طويلا وبحرارة لمرشحهم لانتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجرى الصيف القادم في التاسع من يونيو/ حزيران. ووقف على المنصة المستشار الألماني أولاف شولتس أيضا، الذي ألقى كلمة تعهد فيها أمام مندوبي المؤتمر بالمشاركة في الحملة الانتخابية للاشتراكيين الديمقراطيين في الانتخابات الأوروبية.

المستشار شولتس ليس هو مرشح الاشتراكيين الأول الذين سيقود حملتهم الانتخاببة، وإنما مفوض شؤون العمل في المفوضية الأوروبية الحالية نيكولاس شميت، وهو من لوكسمبورغ، ويلقب بـ "سيد الحد الأدنى للأجور" لأنه استطاع تحقيق الوعد الانتخابي للاشتراكيين الديمقراطيين، بإقرار حد أدنى للأجور في الاتحاد الأوروبي.

"سيد الحد الأدنى للأجور" قائد الحملة الانتخابية

يقال عن نيكولاوس شميت، إنه المرشح القادر على القيام بهذه المهمة، والذي يريد الاشتراكيون الديمقراطيون أن يصبحوا معه أكبر قوة في البرلمان الأوروبي، حيث يشكلون الآن ثاني أكبر كتلة بعد الديمقراطيين المسيحيين، وتشير استطلاعات الرأي الراهنة إلى أن يبقى الوضع في البرلمان الأوروبي كما هو عليه الآن.

ويوجد في كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي مرشح وطني أيضا يقود الحملة الانتخابية محليا. في ألمانيا اختار الاشتراكيون الديمقراطيون وللمرة الثانية، كاتارينا بارلي، لقيادة حملتهم الانتخابية، وهي الآن واحدة من نواب ونائبات رئيسة البرلمان الأوروبي.

نيكولاس شميت قائد حملة الاشتراكيين الديمقراطيين الأوروبيين لانتخابات البرلمان الأوروبي خلال مؤتمر روما 0203.2024
نيكولاس شميت قائد حملة الاشتراكيين الديمقراطيين الأوروبيين لانتخابات البرلمان الأوروبي يلقب بـ "سيد الحد الأدنى للأجور"صورة من: Remo Casilli/REUTERS

موقف واضح ضد اليمين الشعبوي

حققت بارلي شهرة في بروكسل بدفاعها الواضح وبدون هوادة عن سيادة القانون والديمقراطية. ويريد الاشتراكيون الديمقراطيون خلال الحملة الانتخابية للبرلمان الأوروبي إظهار موقف واضح ضد اليمين الشعبوي. وهناك تخوف من أن يحقق اليمين الشعبوي نجاحا ومكاسب إضافية ويصبح أقوى في البرلمان الأوروبي بعد الانتخابات القادمة.

واختيار المستشار أولاف شولتس أيضا إلى جانب بارلي، وجها للحملة الانتخابية يبدو أمرا محفوفا بالمخاطر، في ظل تدني شعبيته كثيرا في ألمانيا. حيث تشير استطلاعات رأي أجريت في يناير/ كانون الثاني إلى أن، فقط 19 بالمائة من الناخبين راضين عن أدائه كمستشار.

ما مدى خطورة استراتيجية الاشتراكيين الديمقراطيين؟

يتعرض المستشار شولتس لانتقادات متزايدة من الشركاء الأوروبيين، فتارة يتهم "بالتردد"  في موقفه من حرب روسيا ضد أوكرانيا، وتارة بعدم الاستعداد لقيادة الاتحاد الأوروبي. ويرى كثيرون أنه "عديم اللون" أي الموقف.

القرار بالتعويل على شولتس في الحملة الانتخابية للبرلمان الأوروبي قد يؤدي إلى تراجع الاشتراكيين الديمقراطيين. فبالنسبة لبعض الناخبين يمكن أن تعني هذه الانتخابات تصويتا على السياسة المحلية لحكومة شولتس، وليس تصويتا على السياسة الأوروبية. وبالطبع دائما يتعلق الأمر في الانتخابات الأوروبية بالسياسة الوطنية المحلية أيضا، تقول كاتارينا بارلي لـ DW وتضيف "ونحن نريد أن نروي القصة ونقول ذلك بأنفسنا قبل أن يرويها الآخرون لنا".

كاتارينا بارلي نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي في حوار مع DW في روما 02.03.2024
كاتارينا بارلي: يتمتع المستشار أولاف شولتس بسمعة جيدة جدا في الساحة الدولية ونريد تسليط الضوء على ذلكصورة من: DW

الهروب إلى الأمام مع شولتس؟

كذلك يدافع ساسة آخرون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن القرار الذي اتخذه الاشتراكيون الأوروبيون في مؤتمر روما، وهو القيام بحملة انتخابية قوية مع المستشار شولتس. "نحن حزب واحد وقوة سياسية واحدة، ويتعلق الأمر بأهدافنا السياسية المشتركة" يقول ينس غاير، رئيس الاشتراكيين الديمقراطيين الأوروبيين في البرلمان الأوروبي.

ويعتقد غاير أن حزبه سيفقد مصداقيته إذا قال للناخبين خلال الحملة الانتخابية "هل أنتم راضون عن سياسة الحكومة الألمانية؟ هذا لا يهم، حيث يتعلق الأمر هنا بالسياسة الأوروبية!".

وأكثر من ذلك، يبدو أن الاشتراكيين الديمقراطيين يهربون إلى الأمام مع المستشار شولتس. وقد حظيت كلمته التي ألقاها في مؤتمر الاشتراكيين الديمقراطيين الأوروبيين في روما، بأهمية كبيرة. وتحدث خلال كلمته عن مدى أهميةالاستمرار في دعم كييف، وقال "ستنتهي الحرب في أوكرانيا، في اللحظة التي يسحب فيها بوتين قواته".

وأوضح شولتس أيضا وقال "نحن لا نريد حربا بين روسيا والناتو، وسنفعل كل شيء لتجنب ذلك" فصفق له 1500 شخص من مندوبين وضيوف كانوا في القاعة.

بدورها تقول بارلي إن المستشار أولاف شولتس في الساحة الدولية "يتمتع بسمعة جيدة جدا، ونريد تسليط الضوء على ذلك". وأشارت بارلي إلى أن شولتس حين كان وزيرا للمالية في عهد المستشارة أنغيلا ميركل، أسس مع زميله وزير المالية الفرنسي آنذاك، الصندوق الأوروبي لإعادة البناء، وهو عبارة عن حزمة تحفيز اقتصادي للاتحاد الأوروبي ردا على جائحة كورونا، وبدون ذلك لكانت أوروبا قد غرقت في انكماش اقتصادي عميق، تقول بارلي.

إهمال المستشار؟

"نحن نرى كيف يجهد (شولتس) من أجل أوكرانيا، ويشجع الشريكات والشركاء الآخرين لفعل المزيد" تقول بارلي لـ DW وتضيف "نحن نرى كيف يستقبله الرئيس جو بايدن كمحاور من نفس المستوى".

ربما ليس لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي خيار آخر غير تقديم أولاف شولتس بشكل بارز خلال الحملة الانتخابية الأوروبية. "في الماضي رأينا أمثلة على وضع المستشار في الثلاجة (إهماله) كما حصل مع المستشارين هلموت كول وغيرهارد شرويدر والمستشارة أنغيلا ميركل" يقول السياسي الأوروبي رينه ريبازي، ولم يتوج ذلك بالنجاح أبدا.

الخطة هي الخروج والدفاع عن سياسة الحكومة الاتحادية الألمانية، وهو ما أكد عليه ساسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مؤتمر روما. وألمانيا تعتبر صوتا مهما في المجتمع الدولي لأن المستشار شولتس لا "يهتف للحرب" وإنما يريد تحقيق السلام، يقول ريبازي. لكن هل سينجح ذلك وتظهر نتيجته في صناديق الاقتراع؟ هذا ما سيتضح لاحقا.

أعده للعربية: عارف جابو