1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في زمن كورونا.. الذكاء الاصطناعي خير صديق للبشر

١٢ يوليو ٢٠٢١

دائما ما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي وكأنه أمر سيحدث في المستقبل، لكنه لم يترك مجالا في الوقت الحالي إلا واقتحمه. وخلال وباء كورونا، كان له دورا بارزا في إيجاد لقاح خلال فترة قياسية، ومكافحة الجائحة في بعض البلدان.

https://p.dw.com/p/3wA5T
صورة من كورويا الجنوبية تظهر إجراءات الوقاية من فيروس كورونا - صورة بتاريخ 9 مايو/ أيار 2021
ساعد الذكاء الاصطناعي في التحديد المبكر لبؤر تفشي فيروس كورونا في كوريا الجنوبيةصورة من: Ahn Young-joon/AP Photo/picture alliance

أظهر وباء كورونا كيف بات الذكاء الاصطناعي جزءا من حياتنا اليومية، ويقتحم كل المجالات بوتيرة عالية وبطرق مختلفة. فلم يعد الحديث عن الذكاء الاصطناعي أمرا يتعلق بالمستقبل، بل أصبح واقعا ملموسا تضح مؤخرا خلال جائحة كورونا. فمع بداية الجائحة، ساعد الذكاء الاصطناعي الإنسان في معرفة فـ "سارس-كوف-2" وهو الاسم المختصر لفيروس كورونا المسبب للعدوى.

كما ساعد العلماء في تحليل المعلومات الجينية (دي. إن. ايه) لهذا الفيروس بسرعة كبيرة، وهو ما مكن العلماء من تحديد خصائص الفيروس. ولم يتوقف الأمر عند هذا الأمر، بل ساعد الذكاء الاصطناعي العلماء على فهم مدى السرعة التي يتمكن من خلالها الفيروس من التحور كما ساعدهم في تطوير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا واختبار فاعلية هذه اللقاحات.

ولا يمكن الخوض في تفاصيل هذا الأمر لكن يمكن تلخيص بعض الحقائق حيال الذكاء الاصطناعي:

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي هو مجموعة من الإرشادات تخبر جهاز الكمبيوتر بالأوامر التي يتعين عليه تنفيذها بداية من التعرف على الوجوه في ألبوم للصور على الهواتف وحتى تحليل كميات كبيرة من البيانات والبحث عن شيء بين هذه البيانات كمن يبحث عن إبرة في كومة قش. ودائما ما يطلق الناس على الذكاء الاصطناعي الخوارزميات، فيما يبدو وكأنه أمر خيالي. فالخوارزمية الواحدة ليست سوى تطبيق، بمعني أنها مجموعة من الأوامر تخبر الكمبيوتر بما عليه فعله إذا وقع شيء ما.

فعلى سبيل المثال، خوارزميات التعلم الآلي ليست سوى نوع من الذكاء الاصطناعي، الذي دائما ما يثير القلق بين الكثيرين بسبب أنه يمكنه أن يتعلم من الأشياء التي يقرأها ويقوم بتحليلها بل يمكنه اكتساب أشياء جديدة. وبالتالي يشعر بعض الناس بالقلق، لأنه لن يمكن للإنسان أن التحكم في خوارزميات التعلم الآلي أو حتى معرفة ما يمكنها أن تكتسبه، لكن هذا غير صحيح لأن الإنسان هو الذي يكتب الكود الأصلي لهذا خوارزميات.

وإجمالا، فإن الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي هي برامج تجعلنا نقوم بمعالجة كم كبير من المعلومات والبيانات الأولية بطريقة سريعة، لذا لا يمكن اعتبارها وحوشا شريرة سوف تقضي علينا أو تسرق وظائفنا.

عيوب الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان ضد كورونا

لقد ساعد الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي فيإنقاذ حياة بعض الناس في ظل جائحة فيروس كورونا. فقد تم استخدام الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي في التشخيص. فهي يمكنها أن تقرأ عددا كبيرا من الأشعة السينية التي تسلط على صدر الإنسان بوتيرة أسرع من البشر. وقد ساعد هذا الأمر الأطباء في تحديد مرضى فيروس كورونا بشكل سريع وأيضا مراقبتهم.

ففي نيجيريا على سبيل المثال، تم استخدام التكنولوجيا على مستوى بسيط لكنه بشكل عملي للغاية لمساعدة الناس في تقييم مخاطر العدوى. حيث قام الناس بالإجابة على أسئلة عبر الإنترنت، واستنادا على هذه الأجوبة يمكن تقديم مشورات طبية عن بعد، وفي الحالات الخطرة يمكن إبلاغهم بضرورة الذهاب إلى المستشفى.

كوريا الجنوبية.. اختبارات كورونا

من أبرز المعضلات في أزمة كورونا هو معرفة المصابين بشكل سريع، وقد ساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء في كوريا الجنوبية في معرفة الأشخاص المصابين؛ ما منحهم أسبقية في تحديد بؤر تفشي فيروس كورونا في البلاد مع بداية الأزمة. ففي الوقت الذي كانت فيه الكثير من دول العالم لا تزال تدرس إمكانية فرض إغلاق عام بسبب الجائحة، استخدمت شركة (Seegene) في العاصمة سيول، الذكاء الاصطناعي لتطوير اختبارات الكشف عن فيروس كورونا في غضون أسابيع فيما كان الأمر سيستغرق شهورا من دون توظيف الذكاء الاصطناعي.

وفي مقابلة مع DW، قال يونغسانغ - رئيس علوم البيانات وتطوير الذكاء الاصطناعي في الشركة، "لم نسمع عن هذا الأمر من قبل".

كوريا الجنوبية رائدة في اختبارات كورونا

جنوب إفريقيا.. الكشف عن الموجة الثالثة

خلال محاربة فيروس كورونا، يواجه العلماء مشكلة كبيرة تتعلق بكيفيةتتبع انتشار الفيروس وتحوره إلى سلالاتمثل متحورة دلتا في الوقت الحالي وأيضا انتشار هذه السلالات من بلد إلى آخر. وفي جنوب إفريقيا، استخدم الباحثون خوارزمية قائمة على الذكاء الاصطناعي من أجل التنبؤ بحالات افصابة المؤكدة بفيروس كورونا بشكل يومي.

واستند الباحثون في هذا الأمر على المقارنة بين البيانات الحديثة والبيانات السابقة التي تم تسجيلها في جنوب إفريقيا بشأن الموجات السابقة من العدوى والمعلومات الأخرى ذات الصلة، بالإضافة إلى الطريقة التي ينتقل بها المواطنون من مدينة إلى أخرى.

ويقول الباحثون إن هذه النتائج أظهرت أن جنوب إفريقيا لديها مخاطر منخفضة حيال تعرضها للموجة الثالثة من وباء كورونا.

وفي هذا السياق، يقول جود كونغ - المتخصص في الذكاء الاصطناعي في جنوب إفريقيا، "ظن الناس أن متحورة دلتا سوف تنتشر في كافة أنحاء القارة الإفريقية وسوف تكتظ المستشفيات بالمرضى، لكن بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي يمكننا من السيطرة على الأمر".

ذو الفقار عباني/ م. ع