1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الدولة الإسلامية" تعيد رسم رايتها

جاسم محمد٣ يوليو ٢٠١٤

يرى جاسم محمد أنّ تغيير اسم "داعش" إلى" الدولة الإسلامية"، سوف لا يغير تنظيميا شيئا ولا يغير في قدرة وحجمه في الوقت الحاضر، لكن ممكن ان يغير خارطة فروع القاعدة مستقبلا. وهو يعكس عدم وجود إستراتيجية ثابتة لهذا التنظيم.

https://p.dw.com/p/1CUuS
Bildergalerie Irak Regionalkonflikt ISIS Kämpfer 23.06.2014
صورة من: Reuters

أعلن تنظيم ما يعرف باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام:[ قيام الخلافة الإسلامية وأن زعيمه أبو بكر البغدادي هو خليفة للمسلمين، داعيا الفصائل الجهادية في مختلف أنحاء العالم لمبايعته]. قال أبو محمدالعدناني:[ إن الدولة الإسلامية(...) قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية، وأعاد التنظيم الذي يعرف باسم الدولةالإسلامية في العراق والشام تسمية نفسه باسم الدولة الإسلامية].

الإعلان يمثل إحراجا الى شركاء وحلفاء "الدولة الإسلامية"على وجه الخصوص الزعامات العشائرية من السنة ومسلحي ابناء العشائر والمجموعات المسلحة الاخرى التي أعلنت خروجها من سيطرة حكومة بغداد أما امنيا فسوف تعتبره الولايات المتحدة أكثر تهديدا وخطورة على مصالحها وأمنها القومي، ومن المتوقع ان تفرض سياسات اكثر تشدد في المطارات والمسافرين الذين يصلون أراضيها، وممكن ان يصعد دعمها الى المعارضة السورية بالتسريع بتفعيل المساعدة التي طلبها اوباما من الكونغرس والتي تقدر ب 500 مليون دولار، اما في العراق فسوف يعزز اوباما الخطوات التي أخذها بإرسال مزيد من المستشارين وتقديم الخبرات والدعم ألاستخباري والإبقاء بعيدا عن نشر اي قوات على الأرض. إن إعلان"الدولة الإسلامية" سوف يدفع بالولايات المتحدة والغرب الى اتخاذ خطوات أكثر حزما في مواجهته وربما يظهر تقارب دولي وإقليمي أكثر لمواجهة خطر" الدولة الإسلامية" وعقد مؤتمرات دولية في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.

أبو بكر البغداد،هو إبراهيم عواد ابراهيم البدري، كنيته السابقة أبو دعاء. عمل محاضراً فيالدراساتالإسلامية، وإماماً لجامع أحمد بن حنبل في سامراء، ومن ثم إمام جامع فيبغداد، وآخر في الفلوجة. اعتقلته القوات الأميركية في 4 يناير 2004. أسس في وقت سابق تنظيماً تحت اسم جيش أهل السنة، والتحق بعدها بالقاعدة، وأصبحالرجل الثالث في التنظيم. تولى القيادة خلفاً لأبو عمر البغدادي. ورغم ان بعض التقارير وصفته بانه بتمتع الخبرة والتكتيكات العسكرية القتالية، الا ان الحقائق تعكس غير ذلك تماما، وانخبرته لا تتعدى تدريس مادة الشريعة لكنه يعتمد على مجموعة خبراء عسكريين منحو ولائهم للبغدادي. ويركز البغدادي في تمدد تنظيمه ليضم محافظة ديالى التي ينحدر منها، ربما الجغرافية التي تتمتع بها بقربها من بغداد ومحاذاتها الى سلسلة جبال حمرين تعطية القدرة على استخدام التضاريس في مواجهة حكومة بغداد.

تهميش الظواهري

يمر تنظيم القاعدة المركزي الان في مرحلة التهميش وإقصاء ليس من قبل "الدولة الإسلامية" لكن من قبل التنظيمات الفرعية الأخرى ويعكس خسارة التنظيم المركزي وفقدان تأثيره على التنظيمات "الجهادية". إن تنظيم تغيير اسم "داعش" الى" الدولة الإسلامية"، سوف لا يغير تنظيميا شيئا ولا يغير في قدرة وحجمه في الوقت الحاضر، لكن ممكن أن يغير خارطة فروع القاعدة مستقبلا. إن التغيرات التي مر بها " داعش" منذ تأسيسه ولحد الآن تعكس عدم وجود إستراتيجية ثابتة لهذا التنظيم. الاسم الجديد يعني انه تحول الى تنظيم عالمي، يؤمن بعولمة الجهاد ولا ينحصر في العراق وسوريا، ليكون ندا الى القاعدة وزعيمه الظواهري. من المتوقع ان يعيد البغدادي أيضا رسم رايته أي إعلان راية جديدة تعكس خارطته على الأرض.

"الدولة الإسلامية" ومسك المعابر الحدودية

استطاعت "ألدولة الاسلامية" توظيف الجغرافية مابين العراق وسوريا والتي كانتوما تزال معبرا من والى البلدين واستفاد فيالعراق من الجغرافية محليا ايضا عندما تمدد في المنطقة الغربية من محافظةالانبار الى ديالى والموصل وهذا ما سهل عليه ادارة معسكرات التدريب والحركة والتنقل مستغلا التضاريس الصعبة للمنطقة وبعد الرقابة وغياب السلطة وهو ذاتالتمدد بين الحدود الذي اتبعته القاعدة مابين باكستان وافغانستانوالصومال واليمن وألان العراق وسوريا.

ويركز البغدادي على إستراتيجية مسك الحدود والمعابر الحدودية مابين سوريا والعراق وكذلك مع تركيا، فقد سيطر التنظيم بالاشتراك مع المجموعات المسلحة الاخرى زعامات عشائرية ومناطقية مسلحة في المنطقة الغربية والشمالية الغربية من مسك معبر اليعربية عند مدينة الموصل والقائم مع دير الزور و طريبيل مابين العراق والأردن، ليقطع العراق تماما مع الاردن وتركيا وسوريا، ولم يبقى لحكومة بغداد غير معابر المنطقة الجنوبية مع ايران ومع الكويت. وتواجه حكومة بغداد تحديا كبيرا باستعادة المدن التي فقدت السيطرة عليها، الحقائق تعكس ان الجيش العراقي لا يستطيع ان يحقق حسما عسكري في هذه المناطق خاصة في الموصل والمناطق القريبة منها لا في المستقبل القريب ولا البعيد، طالما ان الحكومة العراقية تواجه الرفض من السكان المحليين، وهذا يعني ان الفوضى في العراق سوف تكون هي الأكثر في المشهد العراقي. ما تقوم به الحكومة العراقية الان من عمليات عسكرية ممكن اعتبارها عمليات احترازية لإبعاد الخطر عن بغداد.

Bildergalerie Irak Regionalkonflikt ISIS Kämpfer Januar 2014
صورة من: picture-alliance/AP Photo

"الدولة الإسلامية " في لبنان

أظهرت التحقيقات في لبنان بعد سلسلة المداهمات التي نفذتها القوى الأمنية أن "الدولة الإسلامية" عينت عبد السلام الأردني أميراً على لبنان، وهو من كان يدير ويدعم الانتحاريين. التقارير ذكرت ان التنظيم اقام مخيماً بمنطقة حدودية بين سوريا وتركيا لتدريب انتحاريين يرسلون إلى لبنان. بدأت التنظيمات "الجهادية" في سوريا تتمدد الى الداخل اللبناني وخاصة مدينة طرابلس بسبب العوامل الجغرافية كما سبقتها في العراق. وتصف القاعدة و جبهة النصرة، لبنان بانه ساحة "النصرة .

اعترافات المتورطين بعملية انفجار"دوروي" في الروشة وسط بيروت، من خلال الانتحاري الحي عبد الرحمن الشنيفي أن الانتحاريين السعوديين كانا من الانغماسيين الذين أرسلهم "الدولة الإسلامية" الى لبنان. وكانت الخطة التي رسمت للهجوم على مطعم الساحة تقضي بأن يدخل أحد الانتحاريين إلى المطعم و يكون مزوداً برشاش إضافة إلى حزام ناسف، ثم يقوم بإطلاق النار على أكثر عدد ممكن من رواد هذا المطعم قبل أن يفجر نفسه، وعندما تتجمع فرق الإسعاف وباقي المواطنين من أجل أعمال الإنقاذ يقوم الانتحاري الثاني بتفجير نفسه، الحادث يرشح وجود خلايا اكثر من الانتحاريين في لبنان، ليتحول هذا البلد من بلد نصرة في عهد ماجد الماجد، زعيم كتائب عزام الى بلد "جهاد". هذا التحول يعني ان لبنان سوف يشهد مزيدا من العمليات المماثلة التي تحمل نفس السيناريو القائم على إثارة الرعب وكسب اهتمام إعلامي أكثر من تحقيق اهداف نوعية في لبنان، التنظيم يوظف لغة الطائفية.

الحاددث انعكس سلبا على الوضع في بيروت، حيث تم قطع غالبية الطرق داخل في بيروت، ووضعت الحواجز امام بيوت ومكاتب المسؤوليين، اما الضاحية الجنوبية فقد شهدت حملة تفتيش وإجراءات مشددة من خلال نصب مفارز تفتيش جديدة، مما نتج عنها اختناقات سير وطوابير من السيارات. إجراءات الحكومة اللبنانية بنشر القوات على الأرض لوحدها سوف لا تكون فعالة بدون وجود بيانات ومعلومات بتعقب الشبكات الإرهابية والخلايا النائمة. يشار ان منظومة الامن والدفاع اللبنانية حققت نسبيا نتائج افضل بتعقب المطلوبين.

فروع جديدة "للدولة الاسلامية"

إن صعود "الدولة الاسلامية" وتمدد وتشكيل فروع جديدة لها يعكس اندفاع هذا التنظيم بتحقيق مزيد من الانجازات على الارض مقابل تراجع خصمه الظواهري. ما حدث في لبنان يكشف بأن" الدولة الاسلامية" حريصة على نشر وتشكيل فروع جديدة، ولا يتم الإعلان عنها خلال مرحلة التشكيل هذه ضمن إستراتيجية التمكين، اي لا يتم الاعلان الا بعد التمكن والقدرة، الكشف عن فرع "داعش" في لبنان يرجح ذلك.

ان الكشف عن تنظيم لبنان يعني شد انتباه الحكومات الى حجم التهديدات والعمل على كشف اي نشاط لتظيمات جديدة والحيلولة دون ظهوره. وقد كانت تجربة المملكة العربية السعودية افضل نموذج بالكشف عن تنظيم "داعش ـ الدولة لاسلامية "حيث أعلنت الداخلية السعودية في شهر مايس 2014 القبض على أثنين وستين إرهابياً متورطين في خلاياتنظيم مشبوه داخل المملكة على علاقة ب "داعش ت ألدولة الاسلامية" في سوريا،تستهدف تنفيذ عملياتإجرامية ضد منشآت حكومية واغتيالات. التحقيقات كشفت بأن "امير التنظيم"الذي تمت مبايعته من قبل هؤلاء في داخل المملكة السعودية كان من مدينة أبها، وهو جديد وغير معروفا سابقا. إن إعلان ظهور فروع الى "داعش ـ الدولة الاسلامية" في السعودية ودول أخرى يعني استهلاك للتنظيم وإضعاف لقدرة وتعرضه أكثر للاختراق والانشقاقات. ان إعلان فروع الى "الدولة الإسلامية" هي خارج القدرة التنظيمية ويعكس حجم اندفاعه وتمدده على الأرض.

إستقواء تنظيم "ألدولة الإسلامية "على الظواهري

الخطوات التي يتخذها أبو بكر البغدادي تكشف استقواء هذا التنظيم وربما تشجع فروع أخرى ان تستقوي على الظواهري و بيعتها للبغدادي ودولته الافتراضية ،ما يحصل ألان من تطورات يجعل ذراع البغدادي اعلى من الظواهري، بسبب ما حققه من حالة استقطاب ووهج وصعود سريع نسبيا في تأريخ هذا التنظيم. يحرص تنظيم "الدولة الإسلامية " على تعزيز تمويله من خلال سيطرته على مصادر الطاقة والبترول في العراق و سوريا وما حصل عليه من غنائم في أعقاب اجتياحه الى مدينة الموصل ومدن اخرى يوم 10 يونيو 2014. فالتنظيم استولى في وقت سابق على ابار الحسكة والسويدية ورميلان ورأس العين الممتدة مع الحدود العراقية، اما في العراق فهنالك عدد من الحقول في مدينة الموصل أبرزها القيارة وعين زالة وآبار أخرى ماعدا ترشيح سيطرته على مصفى بيجي الذي يعتبر اكبر مصافي النفط ومشتقاته في العراق ويشكل نسبة 40% من مصادر المنتجات النفطية العراقية.

إعلان البغدادي دولته أو خلافته الإسلامية، قد يدفع بعض مشايخ السلفية الجهادية دعم " الدولة الإسلامية" وهذا يعمل على تدفق مقاتلين جدد وكسب فصائل "جهادية" جديدة، ولا يستبعد ان تكون هنالك هدنة جديدة مابين النصرة و "الدولة الإسلامية" لتوحيد جهودهم في سوريا والمناطق الحدودية مع العراق.

توسع التنظيم سوف يحدث إرباكا لدى أجهزة الاستخبارات والحكومات المعنية بمتابعة التنظيم وتعقب قياداته، لكن في نفس الوقت من المتوقع ان يشهد التنظيم مشاكل تنظيمية بتوسعه هذا بالإضافة إلى مشاكل تعبوية تتعلق بإعداد مقاتليه وإمكانية فرض سيطرته على هذه المساحات الواسعة من الأراضي.

ومن المرجح ان تصعد " الدولة الإسلامية" من تهديدها لبغداد خلال المرحلة القادمة. الأهم والأخطر في تهديد "البغدادي" هو وجود خلايا نائمة وأعداد من الانتحاريين الأجانب بضيافة سكان محليين في بغداد وشبكة عمل، ممكن ان تنشط وتقوم بعمليات انتحارية .