1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Eine Reportage aus Bagda

٦ نوفمبر ٢٠١٠

ينتشر الخوف والذعر في أوساط مسيحيي العراق بعد عملية الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة التي أودت بحياة عدد كبير من المصلين. وقد تحدثت دويتشه فيله مع مسيحيين عراقيين عن مخاوفهم وحياتهم في ظل القلق الذي يعتريهم.

https://p.dw.com/p/Pzvw
أحداث كنيسة "سيدة النجاة" ادت إلى مقتل أكثر من خمسين شخصاًصورة من: AP

لحظات الخوف مازالت تتخطف مخيلة "دانا " ذي العشرة أعوام وهو يترقب بقلق مبهم يستمده من محيطه المراقب لما تبثه وكالات الأنباء بأخبارها العاجلة وتفاصيل الهجوم المسلح على كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة قلب العاصمة العراقية بغداد. فمسرح الجريمة دار للعبارة، أبطاله رجال ملغمون بأكثر أنواع الأسلحة فتكاً، والضحايا أبرياء يوم القداس.

وكان مسلحون قد احتجزوا رهائن داخل كنيسة سيدة النجاة، وهي واحدة من أكبر الكنائس في بغداد أثناء قداس الأحد وطالبوا بالإفراج عن سجناء من تنظيم القاعدة في العراق ومصر وأدى الحادث إلى مقتل 52 رهينة وجرح 56 آخرين على الأقل.

Geiselnahme Kirche in Bagdad Irak
الدمار الكبير الذي خلفته أحداث كنيسة سيدة النجاةصورة من: AP

ويعود استهداف العائلات المسيحية بالذاكرة إلى أحداث التهجير التي تعرضت لها هذه الطائفة بعد أحداث عام 2003، فقد أعربت مسيحية خلال حديث إلى دويتشه فيله عن قلقها من عودة مسلسل الاستهداف، فيما رجح ناشطون حقوقيون أن أحداث كنيسة النجاة تنبئ بهجرة مسيحية جديدة، خاصة بعد الأنباء التي أفادت باقتراح تقدم به وزير الهجرة الفرنسي، لاستضافة 150 مسيحياً عراقياً إثر التفجير الذي طال الكنيسة.

العنف قد يدفع الكثيرين إلى الهجرة

والتقت دويتشه فيله مع عائلة دانيال نوزاد (44 عاماً) المكونة من سبعة أفراد، أكبرهم وفاء (22 عاماً)، وأصغرهم دانا التي لم تتجاوز ربيعها العاشر. ويقول دانيال "رحمة الرب ألهمتني الحياة من جديد، فقد تأخرت عن القداس بسبب تعطل سيارتي، وهكذا أصبحت شاهد عيان على الفاجعة".

ويصف دانيال لدويتشه فيله ما حدث بالقول: "مسلحون طوال القامة، يرتدون سترات ناسفة، اقتحموا الكنيسة، وكانوا مدججين بالأسلحة والقنابل. الحادث تفاقم بسرعة كبيرة. ودوي الرصاص استمر لساعات، يرافقها صراخ الأطفال والنساء، لتنتهي الحادثة بفاجعة مقتل 52 من المصليين، وجرح عدد آخر".

ويستدرك قائلاً: "الحياة في العراق، وخاصة بغداد، لم تعد آمنة بشكل مطلق، فالاستقرار الأمني هش إلى درجة كبيرة، وينهار بين طرفة عين وأخرى. حياتنا تشوبها المخاوف، والقلق مستمر، ولا سبيل لنا سوى الهجرة".

وكان عدد من كنائس بغداد والموصل قد تعرض خلال السنوات الماضية إلى تفجيرات، أشدها عام 2005، فيما هاجر حوالي 100 ألف مسيحي من الموصل قبل أكثر من سنتين بعد مقتل العشرات منهم في المنطقة ذاتها.

NO FLASH Beerdigung nach Geiselnahme Kirche Bagdad
صورة من: picture alliance/dpa

عائلة دانيال ليست وحدها التي تعيش دوامة القلق والخوف، فهناك عدد كبير آخر من العائلات التي تعيش نفس المصير، ومن بينها عائلة أبو شيلان. وهذه تعاني بشكل مزدوج، فهي مهجرة أصلاً من الموصل، واستقرت في بغداد منذ أكثر من سنتين. وهي كما يقول أبو شيلان، تستعد لمغادرة العراق بشكل نهائي.

يقول أبو شيلان في حوار مع دويتشه فيله: "إن عائلته ستهاجر إلى أوروبا عن طريق منظمة الهجرة الدولية لأن البقاء في العراق أصبح صعباً جداً، فنحن الطائفة الأضعف والأصغر في البلاد". لكنه عبر في الوقت نفسه عن ألمه عندما يفكر في هجرة بلده، وعن حزنه الشديد على ما آلت إليه الظروف في "بغداد السلام".

واستنادا إلى إحصاءات غير رسمية انخفض عدد المسيحيين في العراق من مليون و300 ألف إلى 700 ألف حالياً، فيما يقدر عدد اللاجئين منهم بـ200 ألف شخص.

إرادة البقاء على الرغم من الخطر

أفيان ازودي (34 عاماً) تتحدث بحزن شديد وعيون متعبة قائلة: "إن جراحي لم تندمل بعد على أخويها اللذين فقدتهما في عام 2006، وأن مجزرة سيدة النجاة أضافت لها جرحا جديداً بفقدها زوجها. وتوضح أفيان لدويتشه فيله أنها لا ترغب في هجرة العراق، بالرغم من أن أقاربها في أوروبا رتبوا أمر خروجها. وتضيف قائلة: "نعيش منذ أكثر من 30 عاماً في منطقة الكرادة، وعلاقتنا بالمسلمين في أفضل حال، ولم يكن الدين يوماً سبباً في تنافرنا، فبعضنا يشارك الأخر في الفرح والحزن". وتؤكد أن اعتزازها بمنطقتها وجيرانها يلغي فكرة الهجرة، بالرغم من مخاوفها الكبيرة من الاستهداف الذي طالهم .

في حين أبدت سوميه حنا توما (35 عاماً) قلقها من عودة استهداف المسيحيين الذي سيؤدي، بحسب قولها، إلى هجرة جديدة لهذه الطائفة. وتقول سوميه: "بدأت أخشى إرسال أطفالي إلى المدرسة وأخشى الخروج للتسوق، وقلقلي يتزايد يوماً بعد آخر، والأحوال لا تبشر بانفراج للأزمة". وتعتقد سوميه أن الأيام القادمة ستشهد نزوحاً مسيحياً جديداً بعد هذه الأحداث.

سوزان فياض ـ بغداد

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد