1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الخوف من إرهابيي داعش ...حتى في منطقة الكاريبي

٢٥ مارس ٢٠١٧

لم تعد منطقة الكاريبي التي تعد جنة سياحية بعيدة عن تنظيم "داعش"، فهو يعمل على تجنيد عناصر من ترينداد وتوباغو. وفي السنوات الأربع الأخيرة سافر مئات منهم للقتال في سوريا. فلماذا منطقة الكاريبي؟

https://p.dw.com/p/2Zv9i
Trinidad und Tobago - Pigeon Point
صورة من: picture-alliance/robertharding/Y. Levy

"الوضع الاقتصادي والاجتماعي حاسم، فهم لا يذهبون إلى الحرب لأسباب دينية فقط"، كما يرى عمر عبد الله رئيس "الجبهة الإسلامية ترينداد" في مقابلة مع DW، ويضيف: "الحكومة تتهم المسلمين وهم لا يحصلون على عمل ويتهمونهم بالإجرام والإرهاب".

1.3 مليون نسمة يعيشون في ترينداد وتوباغو، وستة في المائة منهم يعتنقون الإسلام. وتفيد معلومات وزارة الأمن القومي أن 130 مقاتلا والعديد من أعضاء عائلاتهم سافروا في السنوات الأربع الماضية إلى سوريا. وللمقارنة نذكر بأن الولايات المتحدة ألأمريكية التي يعيش فيها 320 مليون نسمة سافر منها 250 شخصا.

ونسيج سكان المستعمرة البريطانية السابقة ترينداد وتوباغو مختلط، فهو يتكون من أحفاد الأفارقة الذين جاءوا كعبيد وعمال السكك الحديدية من الهنود إضافة إلى مهاجرين من أصول أوروبية ومن أمريكا اللاتينية. وغالبية السكان تدين بالمسيحية و18 في المائة من الهندوس.

انقلاب باسم الله

منذ رحيل مقاتلين من الكاريبي إلى سوريا وضعت هذه الجزيرة تحت مراقبة أمريكية وكذلك "الجبهة الإسلامية ترينداد" تخضع لتلك الرقابة. في "دليل الحركات الإسلامية، للمؤلف باري روبن، تُصنف الحركة "كتهديد محتمل". قائدها عمر عبد الله يُعتبر كمتشدد إسلامي ومنتقد قوي للسياسة الأمريكي، وهو ينتمي لواحدة من الحركات الإسلامية التي اكتسبت قوة في خضم موجة من الجريمة في مطلع الألفية الثانية، وفقاً للمؤلف باري روبين. وأحد العوامل الرئيسية "للإسلام الإفريقي في ترينداد" هو تأثير حركة "قوة السود" في السبعينات.

فقبل 27 عاما جلبت مجموعات إسلامية راديكالية الاهتمام إليها في ترينداد وتوباغو. في أغسطس/آب 1990 احتل متمردو حركة "جماعة المسلمين" مقر البرلمان في العاصمة. وقال زعيمها آنذاك ياسين أبو بكر عبر التلفزة: "الله أطاح برئيس الوزراء، وهو سينهي الفساد والسرقة وزنا المحارم وتفشي المخدرات". وبعد ستة أيام استسلم المتمردون.

وداعا جنة الإيقاعات الموسيقية

وفي ذلك الوقت ظهر أنه من الصعب فهم وقوع محاولة انقلاب في ترينداد، فمجموعة الجزر تُعد جنة للاستجمام في منطقة الكاريبي التي تستقبل زائريها بنغمات الكاليبسو. ويصل دخل الفرد الواحد فيها إلى 18.000 دولار سنويا ما يجعل سكانها من الناس الميسورين حسب المعطيات في أمريكا اللاتينية. لكن انهيار سعر النفط الأخير يضع البلاد أمام صعوبات. ففي السنة الماضية تراجعت حركة تصدير النفط بنحو 70 في المائة، وتقلص تصدير الغاز بـ 45 في المائة، وهذه الخسائر في العائدات جعلت الناتج القومي يتراجع بنحو 6.7 في المائة، كما زادت نسبة البطالة. 

أحد قراء صحيفة Daily Express قال:"لو أن الحكومة كانت تقوم بواجباتها لبحثت عن الشباب في التجمعات السكنية حيث يعيش الكثيرون بلا آفاق، لأن داعش يرحب بهذه النفوس".

Trinidad und Tobago Moschee in Port of Spain
مسجد ياسين أبو بكر في ترينداد توباغمصورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Nunes

إلى حد الآن ركزت مراقبة السلطات الحكومية على المساجد عوض الأحياء الفقيرة. وفي منتصف فبراير/شباط دعا وزير الأمن القومي الجنرال إدموند ديلون إلى اجتماع مع عدد من ممثلي الجالية المسلمة. هذا الجنرال طالب ممثلي الجالية بتقديم معلومات والإبلاغ عن من يجندون مقاتلين لدى السلطات المعنية. في الوقت نفسه أعلن رئيس وزراء ترينداد أن حكومته تعتزم تجريم العضوية في منظمة إرهابية، كما أن السفر إلى مناطق نزاعات تابعة لتنظيم "داعش" بحاجة في المستقبل إلى ترخيص.

تعاون صعب

قوبلت هذه الإجراءات داخل الجالية المسلمة التي تطغى عليها الخصومة بالشكوك والرفض. وأفادت تقارير إعلامية أن الكثير من الجاليات تخشى أن تقود هذه الإجراءات إلى سمعة سيئة. ويعلق عمر عبد الله من الجبهة الإسلامية بالقول:"غريب أننا نتعرض للتمييز ليس من زعماء دينيين آخرين، بل من الحكومة". عبد الله والعديد من الزعماء المسلمين الآخرين لم يتم استدعاؤهم إلى اللقاء الرسمي في فبراير/شباط مع ممثلي الحكومة.

ولا يمكن لعمر عبد الله أن يتصور التعاون مع الحكومة في قضايا مكافحة الإرهاب، ولم يعلق إذا كان سيعطي معلومات للحكومة عن الذين يريدون السفر "للجهاد" في سوريا. ويقول: "ليس لدي أية إشكالية لو أراد شخص ما السفر إلى سوريا، لكن إذا أراد أخي أن يستمع إلى رأيي فإنني سأنصحه بعدم السفر إلى هناك. فهنا في ترينداد توباغو يوجد الكثير الذي يجب فعله لنشر رسالة الإسلام".

أستريد برانغه/ م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد