1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجالية العربية تعاني أيضا من تبعات أزمة اليورو

١٦ فبراير ٢٠١٢

يهاجر العرب إلى أوروبا لتحسين أوضاعهم، غير أن الأزمة المالية التي تطحن بلدان الاتحاد الأوربي تربك حساباتهم وبالذات العمال غير المؤهلين، الذين يعملون في مهن بسيطة. فكيف أثرت الأزمة على أوضاع المهاجرين العرب؟

https://p.dw.com/p/143iJ
المهاجرون من ذوي الكفاءات المحدودة أكثر تأثرا بالأزمةصورة من: picture alliance/dpa

يتجاوز عدد العرب الذين يهاجرون سنويا إلى أوروبا المئات، أما المستقرون فيها فيتجاوز مئات الآلاف. ويأتي أغلب المهاجرين من بلدان فقيرة تنعدم فيها فرص حقيقية وآمنة للعمل، كما هو الحال في بلدان الشرق الأوسط وبلدان شمال إفريقيا. ويحاول المهاجرون توفير شيء من المال لتأمين المستقبل أوقصد بناء منزل في بلدانهم الأصلية يقضون فيه العطل أو فترة التقاعد، بينما آخرون يحرصون على الاستثمار في السياحة أو العقارأو غيرها من القطاعات المربحة. كما يعتبر إرسال المساعدات المالية للعائلات والأقارب في أرض الوطن الواجبات التي يحرص كثير من المهاجرين على الإلتزام بها. لكن الأزمة المالية التي تجتاح أوروبا أنعكست على كل مناحي الحياة، بما في ذلك على أوضاع المهاجرين.

Integration oder Paralellgesellschaft?
القدرة الشرائية للمهاجرين تراجعتصورة من: AP

عرب ألمانيا لم يتأثروا كثيرا

في اتصال مع دي دبيلو عر بية (DW-Arabia) يقول عبد الله أغما، وهو بنكي مغربي مقيم في ألمانيا إن "البطالة أصبحت واقعا، وعندما تتأثر اليد العاملة فإن نسبة الرواج المالي في البنوك يتراجع. فألمانيا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا تعتبر مصادر مالية مهمة للمغرب". على العكس من ذلك يرى التونسي محمد عبد الله، المسئول عن الهجرة والإندماج في مدينة بمبيرغ جنوب ألمانيا، أن" الأزمة لم تمس ألمانيا كثيرا وبالتالي لم يتأثر المهاجرون العرب بنفس الدرجة التي تم تسجيلها في إسبانيا وغيرها من الدول" الأوروبية الأخرى. وهذا يعود في نظره إلى، "السياسة الألمانية الناجعة في المجال المالي".

بين فقدان العمل والخوف من المستقبل

يعتبر ممر مضيق جبال طارق بين إسبانيا والمغرب قنطرة مفضلة للعبور الشرعي، وكذلك غير شرعية بواسطة "زوارق الموت" إلى "الفردوس الأوربي". وتعج إسبانيا على الخصوص بمهاجرين من أصول مغاربية يشتغلون في الحقول الفلاحية أو في مجال البناء أو محلات الوجبات السريعة. في حديث مع موقعنا من العاصمة الإسبانية مدريد تقول الباحثة الجامعية الإسبانية خيما أورتيز ديلكاستو، إن " أغلب المهاجرين المغاربيين فقدوا عملهم ومن لم يفقد عمله بعد فالخوف يتملكه من المستقبل الغامض لحياته المهنية. هناك صفوف طويلة أمام وكالات التشغيل، والكل يطمع في الفوز بفرصة عمل. وهناك أيضا صفوف طويلة أمام أبواب المنظمات الإنسانية التي توزع الأكل مجانا على الفقراء". وحول موقف الأسبان إزاء الأجانب في ظل هذه الأزمة، تقول الباحثة أورتيز ديلكاستو قائلة " إن الإسبان لا تصدر منهم تعليقات عنصرية تجاه الأجانب في عز الأزمة، لأنهم ـ أي الأجانب ـ ليسو السبب في أزمة سوق العمل".

Proteste in Spanien
الشباب الإسباني يتظاهر بسبب الأزمة الإقتصاديةصورة من: J. Simons

ألمانيا هي الأمل!

يقول محمد سامح الناقوري، عضو مجلس إدارة الإتحاد العام للمصريين في الخارج، في حديث مع موقعنا "أعرف شبابا في الثلاثينات والأربعينات من العمر فقدوا عملهم وجاءوا من بلدان أوروبية أخرى إلى ألمانيا ليشتغلون في أي شيء، حتى لو كان ذلك في أعمال لا توافق مؤهلاتهم". ويؤكد الناقوري، أن الأزمة المالية الحالية، "أثرت بشكل كبير على المقاولين الشباب، وأصحاب المطاعم. والغلاء في الأسعار يزيد الوضع تعقيدا".

ونجد فئات أخرى من العرب تستفيد من الأزمة الاقتصادية الأوربية كالمستثمرين الخليجيين، "فالسوق الأوربية أصبحت بالنسبة لدول كقطر وأبو ظبي مكاناً مفضلاً لاصطياد الفرص والاستثمار في القطاع الصناعي"، على حد تعبير كلينس كيغنر، مسئول التواصل بغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية في برلين وذلك في اتصال مع الدويتشه فيله.

غياب فرص الحصول على قروض

من بين الصعوبات التي تواجه المهاجرين العرب في أوروبا هو عدم ثقة المؤسسات المالية فيهم، وبالتالي يصعب الحصول على قروض لإنقاذ مشاريعهم المهددة بالإفلاس، ناهيك عن تمويل مشاريع جديدة، " فالعاطل مثلا لا يستطيع الحصول على قرض مالي (دون ضمانات) وهذا قرار احترازي لتفادي سقوط البنوك في أزمة"، كما يقول البنكي المغربي عبد الله أغمام.

وتحدثت الدويتشه فيله مع أحد العمال الذين فقدوا العمل بسبب الأزمة الحالية، ويقول أيمن من لبنان، الذي كان يعمل في أحد المطاعم " عندما تكون هناك أزمة فالزبائن يفضلون الأكل في البيت، ونادرا ما يذهبون إلى المطاعم. أنا الآن عاطل وقد قال لي رب العمل إنه سيتصل بي عندما يكون هناك زبائن. أعيش الآن على المساعدات الاجتماعية ولا أستطيع أن أوفر كل حاجياتي وحاجيات أسرتي الصغيرة. حتى السفر إلى بلدي لم أعد أستطع القيام به مرة كل سنة" كما كان الحال من قبل.

وتشجع أوروبا اليد العاملة الأجنبية ذات التخصصات الأكاديمية وليس اليد العاملة العادية، إذ بدأت بعض دول الاتحاد الأوربي في منح بطاقات زرقاء لليد العاملة المؤهلة، وذلك لتعويض النقص الحاصل في العديد من القطاعات.

عبد الرحمان عمار

مراجعة: عبده جميل المخلافي