التوليب: رحلة الأزهار الملونة من الشرق إلى أوروبا
يحتل التوليب مكانة مميزة في قلوب عشاق الزهور، فباقة من أزهار التوليب كفيلة بإشاعة أجواء الربيع حتى في أيام الشتاء الباردة. رحلة طويلة قطعها التوليب قبل وصوله إلى أوروبا في القرن السابع عشر.
بطل قصة حب
في فيلم "حمى التوليب" يضع حبيبان كل أملهما على زهرة توليب، فبعد ازدهار تجارة أزهار التوليب في القرن الـ 17 بشكل كبير في هولندا، وضع الحبيبان صوفيا ويان أملهما على هذه التجارة التي لا تخلو من المخاطر والتي عرفت وقتها بقدرتها على تحويل البعض للثراء الفاحش أو للفقر المدقع.
أساطير حول رحلة وصول التوليب لهولندا
ثمة أساطير عديدة تحكي عن رحلة وصول التوليب من إيران إلى أوروبا، وتقول إحدى الأساطير، إن أحد تجار القماش عثر في رحلته وبين بضائعه على زهرة بنية قبيحة، ألقى بها دون اهتمام في كومة من القمامة. وبعد أسابيع ظهرت مجموعة من الأزهار الجميلة غير المألوفة.
هكذا وصل التوليب إلى هولندا
استغرق الأمر بعض الوقت حتى تم زرع التوليب في الأراضي الهولندية للمرة الأولى، وبدأ الأمر عندما كتب سفير القيصر الروسي لدى السلطان التركي، في خطاباته عن جمال هذه الزهرة التي جلبها معه إلى فيينا للمرة الأولى، لتنتقل بعد ذلك مع أستاذ جامعي إلى مدينة لايدن الهولندية وتبدأ عملية زراعتها هناك.
"كوكنهوف" تحتضن ملايين أزهار التوليب
حديقة "كوكنهوف" هي أكبر وأشهر مزارع التوليب والتي تجتذب إليها سنويا ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم. تفتح الحديقة التي تبعد عن أمستردام نحو 20 كيلومترا، أبوابها للزوار في الفترة بين نهاية آذار/مارس ونهاية نيسان/أبريل سنويا. يمكن للزوار التعرف على نحو سبعة ملايين من أزهار التوليب المختلفة المقسمة لأكثر من 800 نوع.
أكبر حديقة للتوليب في آسيا
ولا يتوقف عشق التوليب على أوروبا فقط، إذ تحتوي حديقة "انديرا غاندي" في كشمير الهندية على أكثر من مليون من أزهار التوليب. ويرجع تاريخ التوليب في آسيا لعشق حكام الدولة المغولية في الهند، لهذه الأزهار وقيامهم بزراعتها بشكل مكثف خلال القرن السادس عشر.
الاصطفاء الصناعي
عملية الاصطفاء الصناعي مهمة للحصول على أنواع جديدة من التوليب وهي تتم حتى يومنا هذا في هولندا. شكل التوليب الموجود في الصورة يسمى "كريسبا" وهو نوع وليد الصدفة نتيجة تزاوج بين زهرتين مختلفتين.
صداقة مع الثلوج
كثيرا ما تعود أزهار التوليب سريعا لبيوت عشاقه، بمجرد نهاية موسم أعياد الميلاد، إذ يمكن الحصول على التوليب حتى في الشتاء وقبل موسمه المعروف في الربيع. ولا تتضرر أزهار التوليب حال حدوث تساقط الثلوج في نهاية فصل الشتاء أو بداية الربيع، فالثلوج تعمل على حماية الزهرة. سيلكا فونش/ ا.ف