1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تكفي التهنئة الإلكترونية بالعيد وتعوض عن زيارة الأحبة؟

محي الدين حسين
١ سبتمبر ٢٠١٧

بحلول عيد الأضحى يتبادل الناس في البلدان الإسلامية التهاني من خلال الزيارات للشعور بنكهة العيد، إلا أن الكثير من المسلمين في ألمانيا تقتصر تهنئتهم على المعايدة الإلكترونية. ما سبب ذلك، وهل تكفي المباركة بهذه الطريقة؟

https://p.dw.com/p/2jDjd
Köln, Opferfest, Gebet in der Ditib-Zentralemoschee
المسلمون في كولونيا يتبادلون التهاني بعد صلاة العيد في المسجد المركزي في المدينةصورة من: DW/M. Hussein

أجواء العيد في كولونيا

استيقظ أيهم إبراهيم من النوم في اليوم الأول من عيد الأضحى على منبه رسائل "واتس آب" التي تلقاها بمناسبة العيد والتي تجاوزت ثلاثين رسالة منذ الليلة السابقة!
يقول اللاجئ السوري الشاب المقيم في ألمانيا منذ أكثر من سنتين، إنه رد على بعض الرسائل بسرعة ليعود ويكمل نومه، ويضيف لـDWعربية "العيد هنا في ألمانيا هو كأي يوم عادي. يجب علي أن أنام جيداً لأن عملي يبدأ بعد الظهر".
ويرى اللاجئ العشريني الذي يقيم في مدينة كولونيا، أن المباركات الإلكترونية تطغى على الزيارات رغم أن المرء لا يشعر بنكهة العيد إلا عندما يزور أهله وأصحابه ليتشارك معهم لحظات هذه المناسبة الجميلة. ويتابع "أحاول أن أجعل عيدي أجمل في بعض الأحيان بزيارة بعض أقاربي الذين يسكنون في مدينة زيغبورغ القريبة".
هذا لا يحصل مع أيهم فحسب، بل إن العديد من اللاجئين المسلمين في ألمانيا يتلقون رسائل المباركة الإلكترونية على الواتس أب والفيسبوك حتى قبل أسبوع من العيد. ويبدي بعضهم انزعاجهم من انتشار هذه الظاهرة، كالصحفي السوري مكسيم العيسى المقيم في برلين، والذي نشر رأيه "بصراحة" على الفيسبوك.

Screenshot Facebook Post Meksim Isa
صورة من: Meksim Isa/facebook

الخروج من القوقعة الإلكترونية
بعض المسلمين في ألمانيا يحاولون الخروج من هذه "القوقعة الإلكترونية" من خلال تكثيف زياراتهم للأهل والأصدقاء في العيد. كاللاجئة السورية فاطمة الأحمد التي أخذت إجازة من العمل في أيام العيد لتقضيها مع العائلة. التقينا فاطمة بعد صلاة العيد في المسجد المركزي في كولونيا، حيث أتت إلى هناك لتشعر بأجواء العيد. وتقول لـ DW عربية: "أعمل في إحدى الشركات في كولونيا، وقد أخذت إجازة للاستمتاع بالعيد وزيارة الأهل والخروج من القوقعة الإلكترونية التي يعيشها المغتربون هنا". وتضيف أنها أيضاً تتلقى العديد من المباركات الإلكترونية والتي تكون أغلبها على شكل بطاقات معايدة جاهزة أو مقاطع فيديو صغيرة عن طريق الواتس أب والفيسبوك.

المباركة الإلكترونية تسبب الضغط النفسي
وحول ظاهرة المباركات الإلكترونية في العيد وطغيانها على الزيارات العادية، يقول الخبير الاجتماعي الألماني المغربي محمد عسيلة لـ DWعربية، إن هذا النوع من المباركة لا يعوض نهائياً عن الزيارات وتبادل الأحاديث، ولا يخفي في الوقت ذاته أن التواصل الإلكتروني يطغى على العلاقات الاجتماعية في هذا الوقت وخاصة بين المغتربين عن وطنهم.
و عن أسبابها يقول عسيلة: "يلجأ الناس للمباركات الإلكترونية نظراً لسرعة التواصل من خلالها، فيمكن للمرء اختصار المدة التي يحتاج فيها للمباركة، خاصة وأن العديد من المسلمين في ألمانيا قد يكونون على رأس عملهم في العيد".
ولكن الخبير في شؤون الاندماج والذي يقيم في مدينة فوبرتال يؤكد أنه يجب على الناس ألا يجعلوا التهنئة الإلكترونية تطغى على حياتهم، وإن كان لابد منها في بعض الأحيان مع مراعاة الجانب الأخلاقي وعدم إزعاج الآخرين. و يضيف " أحياناً تُرسَل هذه الرسائل في ساعة متأخرة من الليل أو قد ينتظر المرسل رداً سريعاً من المرسل إليه، وإلا فسوف يشعر بنوع من الغبن أو سوء الفهم على أن المرسل إليه لا يريد التواصل معه بسبب عدم الرد على الرسالة بسرعة، الأمر الذي يشكل ضغطاً نفسياً لأحد الجانبين أو كليهما".
وتختم فاطمة حديثها معنا عن العيد، بأنها لا تجيب على جميع الرسائل الكثيرة التي تتلقاها، تجنبا للضغط النفسي وتضيف: "من يتذكرني بالفعل في العيد، سيزورني أو يحاول الاتصال بي شخصيا على الأقل".

Mohamed Asila, Integrationsexperte in Deutschland
الخبير الاجتماعي محمد عسيلة: التهنئة الالكترونية لا تعوض عن الزيارة والمباركة التقليدية بالعيدصورة من: privat
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد