1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التعتيم الإعلامي في مناطق التنظيمات المتطرفة - حرب دون شهود

١٢ أكتوبر ٢٠١٤

تواجه المراسلين الحربيين مصاعب جمة في تغطية التطورات بالمناطق التي تسيطر عليها تنظيمات إسلامية متطرفة، إذ تفرض هذه التنظيمات تعتيماً إعلامياً، الأمر الذي يتيح لها التلاعب بالحقائق ويفتح الباب أمام "تزوير التاريخ".

https://p.dw.com/p/1DTwO
Symbolbild Versicherungsschaden
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul

باتت المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق والتي تحفل بعمليات الخطف وقطع الرؤوس وبالكراهية للصحافيين الغربيين، مناطق يسود فيها تعتيم إعلامي يوقع المراسلين في حيرة من أمرهم. وفي هذا السياق يقول كبير مراسلي صحيفة ليبيراسيون الفرنسية جان-بيار بيران: "لا نعرف ماذا يحصل في الفلوجة والرمادي والموصل. وهي مدن كبيرة وفق التصنيف الفرنسي".

ويضيف بيران في تصريح لوكالة فرانس برس على هامش تسلمه جائزة بايو- كالفادوس الفرنسية للمراسلين الحربيين التي مُنحت السبت: "إنها حرب بدون شهود. التاريخ يتعرض للتزوير. والشهادات التي ستتوفر لاحقاً لن تكون لها القيمة ذاتها للنقل المباشر. فالذاكرة تغير كل شيء".

Islamischer Staat Propaganda
صورة دعائية لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراقصورة من: picture alliance/abaca

فشل التغطية

وحتى المصور البلجيكي المستقل لوران فان در ستوك الذي حصل مراراً على جوائز لتحقيقاته في سوريا في 2012 و2013، والمعروف بشبكات علاقاته الميدانية، "لن يذهب" إلى منطقة يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية".

من جانبه يقر الصحافي في لوموند الفرنسية جان- فيليب ريمي، الذي أنجز تحقيق 2013 في سوريا مع لوران فان در ستوك بـ"فشل" التغطية. ويضيف بالقول: "عندما يتحول الصحافي طريدة أو يُستخدم في آلة دعاية، يصبح الأمر بالغ التعقيد". ومنذ آب/ أغسطس قطع تنظيم "الدولة الإسلامية" رؤوس أربع رهائن غربيين، منهم صحافيان أمريكيان.

وقال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، إن "تنظيم الدولة الإسلامية يبني قسماً من أسطورته على العنف الذي يمارسه على الصحافيين، والتعتيم على ما يحصل في الداخل". وأضاف "للأسف لم يعد ممكناً تغطية النزاع إلا من خلال مصادر غير مباشرة".

تحكم داعش بوسائل الإعلام

من جانبه يعترف رئيس لجنة تحكيم جائزة بايو 2014، الصحافي الأميركي جون راندال الذي عمل مراسلاً حربياً لصحيفة واشنطن بوست طوال ثلاثين عاماً، بأنه "يشعر بالتشاؤم الشديد" إزاء التغطية الإعلامية لما يحدث في سوريا والعراق. وقال "لا يقتصر الأمر على عدم قدرتنا على الذهاب إلى ارض المعركة، بل أن هذه المجموعات المتطرفة باتت تتحكم في جميع وسائل الإعلام الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي".

ويشير الصحافي الأمريكي – كمثال على ذلك- إلى "ريبورتاج" أُنجز عن "دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم المتطرف في سوريا والعراق، تم بثه على موقع فايس نيوز الاخباري في نيويورك. لكن هذا الشريط الوثائقي الذي أنجزه الصحافي البريطاني-الفلسطيني مدين ديرية أثار جدلاً.

وأكد لوران فان در ستوك بالقول: "إنه شريط دعائي". وأضاف أن الشريط يجعلنا "أحيانا نشعر أن تنظيم الدولة الإسلامية نفسه هو الذي يصور المشاهد" و"هذا يعني أنه لم يسمح إلا لصحافيين يشاطرونه عدداً من القيم بدءا بالدين بالذهاب معه" إلى الميدان لتصوير الشريط.

تحول إيديولوجي

من اريتريا إلى منطقة بلوشستان في باكستان مروراً بأفغانستان التي يتعذر الوصول إلى بعض مناطقها إلا بعد شهر من المشي، لا يعتبر "التعتيم الإعلامي" مسألة جديدة، كما تقول منظمة "مراسلون بلا حدود". لكن "ثمة تحول إيديولوجي" كما يقول جان- بيار بيرين الذي نقل وقائع الحرب في أفغانستان منذ فترة الاحتلال السوفييتي.

وأوضح أن "التنقل مع مجاهدين لم يكن ينطوي على مخاطر تزيد عن تلك الملازمة للحرب كأن يقتلك الجيش السوفييتي أو ينفجر لغم تحت قدميك أو تسقط ضحية عمليات قصف. لكنه لم يكن يعني بالضرورة أن تتعرض للخطف والضرب والتعذيب والإعدام. لم يكن الصحافي يعتبر عدواً".

ولاحظ جان-فيليب ريمي وجود هذه الظاهرة في الصومال، وأضاف بالقول: "مررنا بمرحلة أولى كانت تنطوي على كثير من المخاطر، لكنها مخاطر مقبولة من نوع زعماء حرب أشرار يطلقون النار بسبب أو بدونه". ويشير ريمي إلى أنه عندما ظهر البعد الإيديولوجي وبدأت حركة الشباب الإسلامية(الصومالية) بالتمدد، "قالوا لم نعد نريد التحدث إلا مع صحافيين من الأفضل أن يكونوا صوماليين مسلمين، ونعرفهم منذ فترة طويلة". ويعتبر الصحافي الفرنسي إلى أن هذا الأمر كان السبب في اختفاء "المقالات العميقة القيمة الجديرة بالقراءة" المتعلقة بتطورات المنطقة.

ع.غ/ م.س (آ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد