1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البوذية ... "موضة العصر" في ألمانيا

١٣ أكتوبر ٢٠٠٧

تشهد الديانة البوذية رواجاً في ألمانيا كونها ديانة منفتحة ومتسامحة، لا تمت إلى العنف والتطرف بصلة. ويساعد على ذلك بشكل خاص فضول الألمان وحبهم لاستكشاف ما هو غريب وجديد، بالإضافة إلى شعبية الزعيم الروحي التبتي دالاي لاما.

https://p.dw.com/p/BpH7
يعيش في برلين قرابة 5000 بوذي ألمانيصورة من: dpa

تثير الديانة البوذية بشكل متزايد فضول الألمان، الذين يقبلون للتعرّف عليها واعتناقها، رغم أنها دخلت عليهم من شرق آسيا منذ عقود ليست ببعيدة. ولا توجد حتى الآن أي إحصائيات دقيقة فيما يخص عدد معتنقيها في ألمانيا، لكن الاتحاد البوذي الألماني يقدر عدد أتباعه بنحو 130 ألفاً. مما يعني أنها أضحت تمتلك أرضية شعبية لا بأس بها.

"موضة العصر"

Mönche in Burma
رهبان بوذيون في المعبد أثناء تأئديتهم الطقوس البوذيةصورة من: AP

تصف هيلغا لاتينتسا رئيسة الاتحاد البوذي الألماني الديانة البوذية بأنها "موضة العصر". تعبير لاتينتسا هذا لم يأتي من الفراغ، بل تؤكده موجة الاهتمام المتنامي بالديانة البوذية التي تجتاح بعض فئات المجتمع الألماني حالياً على حساب معتقداتهم الأخرى. على سبيل المثال، تجاوز عدد الألمان الذين اعتنقوا البوذية مؤخراً أعداد معتنقي الديانة الإسلامية البالغ عددهم نحو أربعين ألفاً، حسب إحصائيات وزارة الداخلية الألمانية الصادرة الشهر المنصرم. وهنا لابد للمرء من وقفة عند السؤال عن السر الكامن وراء تخلي الألمان عن معتقداتهم لصالح البوذية.

يعزو بعض معلمي هذه الديانة السبب إلى أنها ديانة متسامحة ومنفتحة على الجميع، فعلى خلاف الأديان الأخرى لم يشهد التاريخ نشوب حرب كانت الديانة البوذية أحد أطرافها. علاوة على ذلك فإن ما يسمعه المواطن الألماني العادي عن التطرف المتنامي بين ديانات أخرى يثير في نفسه الخوف منها. أما الديانة البوذية بالنسبة له فهي ديانة تسلك طريق الاعتدال والوسطية، ناهيك عنها أنه لم يسمع المرء حتى الآن عن وجود "بوذيين متطرفين".

دور متميز للدالاي لاما في الترويج للبوذية

Der Dalai Lama während einer Pressekonferenz in Freiburg
الزعيم البوذي الروحي والمعروف بالدالاي لاما يعد من الشخصيات البارزة والمحبوبة في العالمصورة من: AP

يرى كثيرون ومن بينهم ديفيد شنايدر، وهو معلم مخضرم للديانة البوذية أن الاهتمام بهذه الديانة يعود أيضاً إلى القدسية التي يتمتع بها الزعيم الروحي البوذي الدالاي لاما الحالي . وفي هذا السياق تقول أستاذة علم الديانات اينكن برول: "رغم تعامل وسائل الإعلام معه على غرار تعاملها مع نجوم الفن، فإنه حافظ على تنسكه وتواضعه، وهو الأمر الذي يؤهله لأن يكون سفيراً ممتازاً لديانته". وتضيف برول بأن الدالاي لاما يلعب دوراً فعالاً تجاه من يريد التعرف على البوذية وما تكنه في طياتها من طقوس روحانية وجسدية، وهذا ما يستجيب لرغبات الألمان الذين يفتقدون ذلك في معتقداتهم السائدة. تقول برول على هذا الصعيد: "مخاطبة الأحاسيس أمر في غاية الأهمية، وهذا تماماً ما تفعله البوذية عبر التأمل والتمارين البدنية وتمارين الجمال البسيطة".

البوذية تعني: "أقل بؤساً وأكثر سعادة"

Buddhistische Frauen unterschiedlicher Hautfarben meditieren
البحث عن السعادة من خلال الدين أحد دوفع الانتماء إليهصورة من: AP

هناك رواج ملموس للبوذية في ألمانياً حالياً كونها تمتلك إجابات للكثير من مشاكل الحياة اليومية على أساس أن غالبية الناس تريد أن تكون أكثر سعادة من خلال هذه الإجابات حسب هيلغا لاتينتسا. ولا يقلل من أهمية ذلك حسب لاتينتسا أن اهتمام البعض بالبوذية يندرج في إطار الاهتمام السطحي.

فولكر فيبرشت، أحد معتنقي البوذية، يؤكد على دورها الإيجابي في حياته، فبعد نحو عقدين من البحث عن أي شيء يملأ حياته بالسعادة وجد فيبرشت ضالته في "النظام الفلسفي البوذي الذي يمكن الاعتماد عليه ". بالنسبة له تعني البوذية "أقل بؤساً وأكثر سعادة". وهي تعلمه أيضاً بأن طريقة الحياة مشروع أبدي. ومن وجهة نظره تعد البوذية "هدية قيّمة بلا حدود".

تامسين فالكر / إعداد محمد سامي الحبال

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد