1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتخابات أوروبا.. وأخيراً التصويت من سن السادسة عشرة!

أوليفر بيبر
٢٧ مايو ٢٠٢٤

سيتمكن أكثر من مليون شاب في ألمانيا من التصويت في الانتخابات الأوروبية بعد خفض سن التصويت، فهل هذه خطوة متأخرة؟ أم مجرد بداية؟

https://p.dw.com/p/4gCVQ
صورة بتاريخ 07 شباط/غبراير لمبنى البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ
مبنى البرلمان الأوروبي في ستراسبورغصورة من: Jean-Francois Badias/AP/picture alliance

عندما يستقل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً القطار في ألمانيا هذه الأيام، فإنهم يلاحظون وجود العديد من الملصقات على الرصيف، وهي، إلى حد ما، مخصصة لهم فقط، على سبيل المثال لا الحصر: "استعد لأول مرة". والهدف هو تشجيع الشباب على الإدلاء بأصواتهم في  الانتخابات الأوروبيةيوم التاسع من حزيران/يونيو القادم. وقد جاءت الفكرة عن طريق ثلاثة من طلاب التصميم الإعلامي، مايا شتاينباخ وماريا فيكتوريا يونكر وفابيان نافارو.

يقول الطلاب لـ DW: "نريد أن نظهر أن الانتخابات تجربة إيجابية ومثيرة. الشباب في هذا العمر في مرحلة يتخذون فيها قراراتهم المهمة الأولى: أول قبلة، أول علاقة، أول انتخابات". ولأول مرة في الانتخابات الأوروبية، أصبح بإمكان الشباب الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً فما فوق التصويت في ألمانيا. وبالإضافة إلى أكثر من 1000 ملصق في محطات القطار الألمانية، فإن حملة الاتحاد الأوروبي تغطي أكثر من مليون نقطة أخرى. وهنا فإن التحدي يكمن في مخاطبة الشباب بالطريقة المناسبة لجذبهم لا تنفيرهم.

مجتمع يشيخ

بدأت ديلارا بوركهارت الاهتمام بالسياسة في سن الخامسة عشرة. وكانت تود أن يُسمح لها بالتصويت في وهي بذلك العمر. وفي عام 2019، أصبحت أصغر عضو يدخل البرلمان الأوروبي، وهي الآن في القائمة الاتحادية للحزب الديمقراطي الاشتراكي للمرة الثانية.

"مشاركة من تبلغ أعمارهم 16 عاماً أو أكثر في الانتخابات خطوة مهمة لموازنة الاختلال الديموغرافي وزيادة صوت الشباب في المحافل السياسية.  مجتمعنا يشيخ ويندر أن يسمع صوت الشباب في النقاش السياسي"، قالت ديلارا بوركهارت لـ DW.

ووفقا لأرقام يوروستات، هيئة الإحصاء التابعة  للاتحاد الأوروبي، احتلت ألمانيا المركز الرابع في أوروبا في عام 2022 بمتوسط ​​عمر 45.8 عاماً، بما يخص شيخوخة المجتمع بعد إيطاليا والبرتغال واليونان. وبطبيعة الحال، فإن ذلك له عواقب على كيفية صنع القرار السياسي ومصالح الفئات التي تؤخذ بعين الاعتبار. وفي أحدث دراسة أجرتها "مؤسسة- فودافون"، لا يزال ثلاثة من كل أربعة شباب تتراوح أعمارهم بين 14 و24 سنة غير راضين عن الطريقة التي تأخذ بها السياسة مصالحهم بعين الاعتبار مص.

صورة لموظفة رعاية لسيدة عجوز (تاريخ الصورة 22 شباط/فبراير 2019)
تعاني ألمانيا من شيخوخة المجنمع بشكل يهدد بتراجع عدد سكانها بشكل كبير خلال العقود الثلاثة القادمةصورة من: Sandra Beckefeldt/STORY/picture alliance

الشباب يشعرون بالإهمال

التضخم، والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وأسعار الإيجارات المرتفعة، وتغير المناخ، من بين القضايا الأكثر إلحاحاً بالنسبة للشباب. بصفتها المتحدثة باسم السياسة البيئية لأعضاء البرلمان الأوروبي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، تقوم ديلارا بوركهارت بحملات لحماية للمناخ وتبقي متابعيها على اطلاع دائم بآخر المستجدات وذلك باستخدام منصات التواصل الاجتماعي كإكس وتيك توك وإنستغرام.

"غالباً ما يتفاجأ الشباب عندما أخبرهم عما أقوم به في بروكسل. ثم يقولون أشياء مثل: 'لم أكن أعلم أن الاتحاد الأوروبي يهتم بهذا الأمر' أو 'أنت تهتم بما نفكر فيه'. ومن ثم يعلقون: 'نلحظ عدم اهتمام الساسة بنا'"، تقول السياسية الشابة لـ DW.

تكشف ديلارا بوركهارت أنها زارت في الآونة الأخيرة مدرسة مهنية وطرحت السؤال التالي على طلاب أحد الصفوف: "ما هي علاقة السياسة بحياتك اليومية؟". لم يرفع أي طالب أو طالبة يده للجواب.

ترى السياسية الشابة أن بعض الساسة لم يدركوا بعد أن الشباب يحصلون في المقام الأول على المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "على مدى السنوات الخمس الماضية، كنت أحد الزملاء القلائل الذين استخدموا شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف للغاية. لكنني لاحظت أيضاً أن العديد من الزملاء يقومون بتنشيط قنواتهم فقط خلال أوقات الحملات الانتخابية. ذلك النهج لا يبني ثقة ولا يفتح قنوات تواصل مع الشباب".

البرلمان الأوروبي يناقش مشروع قانون الذكاء الأصطناعي

هل ألمانيا "ديمقراطية غير مكتملة"؟

يعتبر البروفيسور هيرمان هوسنر أن أفضل طريقة لمعرفة سبب فشل الأحزاب في العقود الأخيرة تكمن في كيفية تعاطيها مع ملف الشباب. وهيرمان هوسنر هو محامي دولة وقاضي سابق في المحكمة الدستورية الفيدرالية ويكافح منذ 30 عاماً لخفض سن التصويت.

يوضح صوت الشباب في ألمانيا لـ DW: "الديمقراطية تعني أن يكون الجميع قادراً على التصويت. لكن هذا ليس هو الحال، لأن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً لا يُسمح لهم بالتصويت، فنحن مجرد ديمقراطية غير مكتملة".

في ست ولايات اتحادية، يُسمح الآن للشباب البالغين من العمر 16 عاماً وما فوق بالتصويت في انتخابات الولايات: في  هامبورغ، وبريمن، وشليسفيغ هولشتاين، وميكلنبورغ- فوربومرن، وبادن فورتمبيرغ، وبراندنبورغ. ولكن فيما يتعلق بالانتخابات الاتحادية يتطلب السماح بالتصويت من 16 عاماً فما فوق بتعديل القانون الأساسي (الدستور الألماني).

هذا وتمنح ألمانيا وبلجيكا والنمسا واليونان ومالطا الشباب واليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً حق التصويت أيضا في الانتخابات الأوروبية.

"تشير أبحاث الشباب وعلم النفس إلى أنه بين سن الثانية عشرة والرابعة عشرة، يمر الشباب بطفرة في التطور الفكري. وفي هذه السن يمكنهم مثل البالغين التفكير بشكل تجريدي إلى حد كبير، وبشكل منطقي وافتراضي أيضاً. كما يمكنهم كذلك فهم الآخرين ووضع أنفسهم في مكانهم وأخذ اهتماماتهم في عين الاعتبار، إلى جانب إدراك وفهم الروابط المركبة فكرياً".

خطوة على الطريق

من جهة أخرى يرى معارضو السماح للشباب واليافعين بالتصويت أن هذه الفئة تفتقر إلى النضج والقدرة على الحكم في القضايا السياسية.

في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة، كان 39 بالمائة من جميع الناخبين المؤهلين يبلغون من العمر 60 عاماً فما فوق، في حين أن الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 عاماً يشكلون 14بالمائة فقط من الناخبين. ويذهب البروفيسور هيرمان هوسنر إلى أبعد من ذلك ويناضل بالفعل من أجل حق التصويت اعتباراً من سن الرابعة عشرة.

أعده للعربية: خالد سلامة