1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإمساك بشيء دافئ يزيدك لطفاً مع الآخرين!

٢٨ يونيو ٢٠١١

خمسة وعشرون خطأً شائعاً بعلم النفس، يعرضها كتاب ألّفَهُ أربعةُ علماء، يؤكدون فيه أن موسيقى موتزارت لا تجعل الأطفال عباقرة والأحلام لا تشير إلى رموز بعينها، لكن من يمسك بشيء دافئ في يده سيكون أكثر لطفا مع محدثه.

https://p.dw.com/p/11khp
هل الإمساك بشئ دافئ ـ ايا كانت طبيعته ـ يجعل الشخص لطيفاً؟صورة من: picture-alliance/ ZB

يعتقد الكثيرون في صحة أقاويل معينة، أضحت كما يبدو ثوابتاً لا غبار عليها في عالمهم مثل: "بصمتنا تنم عن شخصيتنا" أو"نحن نستخدم 10% فقط من مخنا" أو للذين يعتقدون بالأحلام"ما نحلم به له أهمية رمزية". إلا أن الكثير من الافتراضات المنتشرة ليست حقائق بالضرورة. هذا ما يبينه كتاب "لماذا لا يجعل موتزارت الأطفال أكثر ذكاء؟" الذي صدر في ألمانيا مؤخراً عن دار نشر "بريموس" والذي يكشف فيه أربعة من أساتذة علم النفس في أمريكا وكندا وبشكل بسيط وممتع عن 25 خطأ هي الأكثر شيوعا في علم النفس.

نُشِرَ هذا الكتاب لأولِ مرةٍ بالإنجليزية في الولايات المتحدة عام 2009. وأكد الأساتذة في كتابهم أن موسيقى موتزارت لا يمكنُ أن تُحوّلَ الأطفال حديثي الولادة إلى عباقرة وأنه لم يثبُت علميا، على الأقل، أن مجرد إسماع الأطفال موسيقى كلاسيكية لفترة طويلة يدعم ذكاء الأطفال الصغار حسبما ذكر مؤلفو الكتاب، سكوت ليلين فيلد وستيفن لين وجون روسكيو وباري بايرشتاين في الكتاب المشار إليه.

وذكر العلماء الأربعة أن هذا الافتراض يستند إلى مجرد تجربة أجراها طلاب جامعيون في سبعينيات القرن الماضي والذين ذهبوا إلى أن أداء المشاركين في هذه التجربة والذين استمعوا قبل التجربة إلى معزوفات لموتزارت على البيانو كان أفضل من أقرانهم الذين لم يستمعوا لمثل هذه المعزوفات. غير أن دراسات أخرى أوضحت تسبب الموسيقى في حدوث إثارة وقتية لدى مستمعيها أدت إلى تحفيز المخ وإحداث أثر شبيه بأثر تناول كوب من القهوة.

المعلومات الصحيحة أهم وأغرب من الخاطئة

وشدد الباحثون على خطأ الاعتقاد بأن الإنسان يستخدم 10% من مساحة المخ وأن ذلك لم يثبت علميا. وكذلك خطأ القول إن خبراء الخطوط يستطيعون معرفة شيء عن شخصيتنا من خلال توقيعنا، وقالوا إن هؤلاء الخبراء، إذا كانوا يستطيعون ذلك فإنهم يستطيعون أيضا قراءة الفنجان. وأشار الباحثون إلى أن الكثير من الدراسات العلمية أكدت خطأ هذه الاعتقادات. ودعا الباحثون قُراءَهم لالتزام الحذر فيما يتعلق بتفسير الأحلام وقالوا إنه على الرغم من أن أفكارنا ومشاعرنا اليومية تؤثر على الأحلام التي نحلم بها إلا أن سبب الأحلام هو نشاط المخ أكثر من كونها تعبيرا رمزيا عن رغبات لم تتحقق.

وهكذا تناول الباحثون هذه الأخطاء الأكثر شيوعا في علم النفس بالتحليل لإثبات خطأها. ومن بين هذه الأخطاء، أخطاء متعلقة بالإدراك وتطور نمو الذكاء والأساطير التي تشيع عن الوعي والعواطف والسلوكيات. كما حاول الباحثون تفسير سبب تمسك الناس بالمعتقدات الخاطئة المتعلقة بالنفس البشرية. وقالوا إن استخلاص النتائج بشكل خاطئ والتشويه الإعلامي لها أو الرغبة في الحصول على إجابات بسيطة على الأسئلة المتعلقة بالنفس البشرية من بين هذه الأسباب.

غير أن الباحثين أكدوا في الوقت ذاته أن الصحيح من المعلومات قد يكون أهم وأغرب من الخطأ منها وأن من بين هذه المعلومات أن العلماء نجحوا في تعليم الحمام كيفية التمييز بين أعمال الرسام الفرنسي كلود مونيه والفنان بيكاسو وأن الكلاب ذات الفصيلة النقية ترى أصحابها بنفس الشكل وأن من يمسك بشيء دافئ في يده يكون أكثر لطفا مع محدثه.

وأكد الباحثون صحة هذه العبارات وثبوتها علميا وأنها ليست أخطاءً شائعة.

(ع.خ/د.ب.ا)

مراجعة: عبده المخلافي