1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الأوضاع في ليبيا تعقدت إلى حد تصور سيناريو التقسيم"

١٠ أبريل ٢٠١١

يعتقد الخبير كمال بن يونس أن تزامن المبادرة الإفريقية للوساطة في ليبيا مع إشارات غربية "باستحالة الحسم العسكري" لا يسقط فرضية رحيل القذافي، لكنه يضع، في حوار مع دويتشه فيله، علامة استفهام حول نجاح وحيادية الدور الإفريقي.

https://p.dw.com/p/10r1v
بن يونس: صعوبة المبادرة تكمن في أن الذين يقومون بها هم أساساً في رؤساء الدول القريبة من النظام الليبي.صورة من: dapd

في الوقت الذي بدأت فيه فرضيات سقوط العقيد الليبي معمر القذافي تتراجع بعض الشيء، وأصبحت فيه الحرب سجالاً بين قوات الثوار والقوات الموالية للقذافي، أعلن الاتحاد الإفريقي عن مبادرة لحل الأزمة الليبية. وتهدف وساطة الوفد الإفريقي برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى فتح "مرحلة انتقالية" عبر المصادقة على إصلاحات سياسية من شأنها أن تقضي على "أسباب الأزمة الحالية"، كما جاء في بيان لأعضاء الوفد.

وبعد محطته الأولى في طرابلس للقاء القذافي، من المفترض أن يتوجه الوفد الإفريقي بعد ذلك إلى بنغازي، معقل الثوار في شرق البلاد، لمحاولة إقناعهم بوقف إطلاق النار في مهمة تبدو دقيقة، وسط أنباء عن رفض زعماء المعارضة رفضهم للمبادرة، طالما لا يزال العقيد القذافي وأبناؤه في الحكم. عن أهمية هذه المبادرة وتوقيتها حاورت دويتشه فيله كمال بن يونس، رئيس تحرير مجلة "الدراسات الدولية" التونسية. وإليكم نص المقابلة:

دويتشه فيله: تأتي مبادرة الاتحاد الأفريقي للوساطة من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا في ظل معارك الكر والفر التي لم ترجح فيها الكفة على الأرض لأي من طرفي الصراع. ففي مصلحة من ستصب المبادرة الإفريقية والحال كذلك؟

كمال بن يونس: اعتقد أن هذه الوساطة جاءت متأخرة لكن أهميتها تكمن في أنها تأتي في وقت أدلى فيه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" بتصريح مهم لمجلة "دير شبيغل" الألمانية أعلن فيه أنه لا يمكن حصر الصراع مع النظام الليبي عسكرياً فقط، ولا بد من مبادرات سياسية. السؤال المهم هنا هو هل ستحسم هذه المبادرة النزاع الذي تطور إلى ثورة شعبية مسلحة في عدة مدن ليبية؟

Kamal Ben Younes Journalist Tunesien
كمال بن يونس، رئيس تحرير مجلة "الدراسات الدولية" التونسيةصورة من: DW

أرى أن ذلك سيكون صعباً جداً، خاصة أن الذين يقومون بالوساطة هم أساساً من رؤساء الدول القريبة من النظام الليبي وبالأساس الرئيس الموريتاني ورئيس جمهورية جنوب إفريقيا. ولا يخفى الدور الذي لعبه القذافي خلال السنوات الماضية في بناء الاتحاد الإفريقي وفي تقديم دعم مالي لكثير من الدول الإفريقية. المعارضة الليبية قد ترحب بهذه المبادرة مؤقتاً حقناً للدماء ولاستعادة الأنفاس. كما يصعب بتقديري أن تتنازل واشنطن وحكومات بريطانيا وفرنسا وعدد من الدول تورطت في المعركة العسكرية ضد قوات القذافي وأن تقبل بسهولة ببقاء القذافي بالشروط القديمة.

إذن هل يمكن الحديث عن نوع من التناغم الغربي-الإفريقي؟

لا، اعتقد أن تصريح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي تضمن عناصر جديدة بشان الأزمة الليبية، لكنه في الوقت نفسه فإن هذه العناصر ليست بالجديدة في حقيقة الأمر. فحرب العراق مثلاً لم تحسم إلا بعد الانتقال من مرحلة العمليات العسكرية إلى وفاق سياسي مع رموز من المعارضة العراقية السابقة وأطراف سياسية عراقية، ومن ثم إيران. وكذلك الحال في أفغانستان، فهناك اتصالات بريطانية وأطلسية مع طالبان، وهناك تأكيدات على أن الحسم العسكري وحده ليس بكاف في ليبيا.

وتشير تطورات الأمور في ليبيا إلى أن الأزمة ستسمر، حتى وإن هدأت العمليات العسكرية مؤقتاً. وقد يضيق الخناق على المعارضة في الشرق وعلى القذافي الغرب، لكن هذه الأزمة لن تُحسم إلا إذا وجد الطرفان حلاً سياسياً شاملاً، ينال موافقة الأطراف الدولية الكبرى. واعتقد أن مصير (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي (والرئيس الأمريكي باراك ) أوباما و (رئيس الوزراء البريطاني ديفيد) كامرون اليوم بات مرتبطاً بحسم الملف الليبي. ولا يغيب عن أذهاننا أن هناك أطرافاً مهمة جداً مرتبطة بهذا الملف، بما في ذلك تونس ومصر والدول المجاورة لليبيا، فاستمرار التوتر في ليبيا أو بقاء القذافي في الحكم قد يؤدي إلى تعقيدات أمنية وسياسية واقتصادية كثيرة.

يرأس الوفد الإفريقي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، لماذا موريتانيا بالذات؟

الرئيس الموريتاني صديق مقرب من العقيد القذافي، وهذه نقطة قوة بالنسبة للوسيط، لكنها في الوقت نفسه نقطة ضعف لأن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز هو الآخر عسكري وصل إلى الحكم من خلال انقلاب، وقد لا تقبل به بسهولة عدة أطراف، لاسيما المعارضة الليبية. وهنا يجب ألا يغيب عن الجميع أن المعارضة الليبية أعلنت أمس (السبت) أن عدد القتلى في صفوفها وصل إلى عشرة آلاف إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى، ناهيك عن الأعداد الكبيرة من المشردين.

إن الحسم والتراجع إلى حل سياسي يضمن بقاء القذافي في الحكم صعب جداً رغم وجود أصدقاء عديدين لبقاء القذافي في الحكم، لاسيما قادة بعض الدول العربية مثل الجزائر ومصر وقادة الدول الذين يتمنون عدم نجاح الثورة في ليبيا حتى لا يتواصل مشوار التغيير والثورات.

NO FLASH Libyen Gaddafi
صورة من: picture alliance/dpa

لكن المبادرة الإفريقية لم تتضمن نصاً واضحاً بشأن مستقبل معمر القذافي. هل سيكون هذا عنصراً لنجاح هذه المبادرة أم سبباً في فشلها؟

المبادرة الإفريقية ستكون أساساً لحل سياسي، حالها في ذلك حال خارطة الطريق التركية، وقد تدعمها بعض الدول الغربية، خاصة تلك التي لم تكن متحمسة منذ البداية للحسم العسكري، ومن بينها إيطاليا وألمانيا ودول أخرى. لكني أعتقد أن الأوضاع تعقدت جداً في ليبيا بشكل بات يصعب معه التراجع، إلا إذا تم تبني سيناريو تقسيم ليبيا إلى منطقتين، منطقة شرقية تابعة لبنغازي مثلما كانت سابقاً إمارة "برقة"، وإمارة طرابلس، أما إجدابيا فستكون المنطقة الوسطى.

أجرى الحوار: عماد م. غانم

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد