1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الألمان يتبادلون التهم بشأن المسؤولية عن نشاط النازييين

٦ فبراير ٢٠٠٥

اشتدت حدة الجدل بشأن منع نشاط النازيين على الساحة السياسية الألمانية مجدداً. وفي الوقت الذي يحذر فيه المراقبون من زيادة نفوذهم تتبادل المعارضة والحكومة الاتهامات القاسية.

https://p.dw.com/p/6CzI
معسكر الاعتقال اوسفيتش الشاهد على جرائم النازيينصورة من: AP

حمّل رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي المعارض ادموند شتويبر حكومة المستشار غيرهارد شرودر مسؤولية زيادة نفوذ الحزب القومي الألماني اليميني المتطرف. وقال شتويبر في مقابلة مع جريدة "فيلت ام سونتاغ" أن فشل السياسة الاقتصادية لشرودر والارتفاع القياسي في عدد العاطلين عن العمل أوجد الأرضية الخصبة لتقوية شوكة اليمينيين. واعتبر شتويبر ذلك تهديداً للديمقراطية في ألمانيا. وأضاف في هذا السياق " إن من يريد طرد نواب الحزب المذكور من البرلمانات المحلية عليه التغلب على نسبة البطالة التي وصلت إلى أرقام قياسية، ومع زيادة أعداد العاطلين عن العمل إلى أكثر من 5 ملايين أصبحت ألمانيا في حالة لم تشهدها منذ عام 1932 على حد تعبيره. ومن المعروف أن هذا الوضع مهّد لوصول النازيين إلى الحكم بزعامة هتلر عام 1933. ودعمت انجيلا ميركل رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي الشقيق وهو أكبر أحزاب المعارضة شتويبر في انتقاداته للحكومة، وقالت في مقابلة مع قناة التلفزيون N24 أن المستشار وحكومته يتحملان مسؤولية على صعيد ارتفاع نسبة البطالة. واعتبرت أن أفضل السبل لمواجهة التطرف اليميني واليساري تتلخص في تحقيق ظروف اقتصادية معقولة للناس.

الائتلاف الحاكم يرد ويتهم

Bundestag debattiert über EU-Beitrittsverhandlungen mit der Türkei
فرانس مونتيفيرنغصورة من: dpa

أثار ربط الحزبين المسيحيين المعارضين لمشكلة النازيين بمشكلة ارتفاع نسبة البطالة إلى مستويات قياسية حفيظة الائتلاف الحاكم المؤلف من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر. فقد صرح فرانس مونتيفيرنغ رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي (حزب شرودر) أن على الديمقراطيين الآن تقرير ما إذا كانوا سيواجهون اليمينيين المتطرفين بشكل مشترك. وأضاف أن "الخلاف بيننا يناسب النازيين."، غير أنه اتهم شتويبر بارتكاب خطأ كبير عندما يستخدم النازيين الجدد كأداة ضد الاشتراكيين الديمقراطيين. وذهب نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب لودفيغ ستيغلر إلى ابعد من ذلك واتهم شتويبر بالغباء السياسي واللامسؤولية. واعتبر أن من يبرر زيادة قوة اليمين المتطرف بالبطالة لم يفهم بعد حجم وأبعاد الجرائم التي ارتكبت من قبل النازيين. أما رئيسة حزب الخضر كلاوديا روث فاتهمت شتويبر بالخروج الخطير عما تسمح به أعراف ممارسة العمل السياسي واصفة تصريحاته بالغباء والقباحة.

ضرورة المواجهة المشتركة

Horst Köhler in der Knesset
الرئيس الألماني هورست كولرصورة من: AP

وفي الوقت الذي تتبادل فيه المعارضة والحكومة التهم حول الجهة المسؤولة عن زيادة نفوذ النازيين دعا الرئيس الألماني هورست كولر إلى مواجهة اليمين المتطرف بشكل مشترك ووجه كولر من مدينة درسدن دعوة لليقظة محذراً من فقدان الأعصاب في فضح مزاعمهم. وبدورها حذرت نائبة رئيس المجلس المركزي للطائفة اليهودية في ألمانيا شارلوته كنوبلوخ من تحميل كل طرف للآخر المسؤولية. وقالت في حديث لجريدة "بيلد ام سونتاغ" أن المرء وقف وقتاً طويلاً موقف المتفرج إزاء نشاط النازيين الجديد في ألمانيا، وطالبت بموقف حازم لمواجهتهم من قبل الجميع.

صعوبة حظر الأحزاب في ألمانيا

اشتد الجدل في ألمانيا حول مشروعية نشاط النازيين على ضوء حادثة برلمان سكسونيا المحلي قبل أسابيع. فقد رفض برلمانيو الحزب القومي الألماني/ الحزب النازي في هذا البرلمان الوقوف دقيقة صمت تكريماً لضحايا المحرقة النازية. وعلى ضوء ذلك ارتفعت الأصوات المطالبة بمنع الحزب وعدم الاكتفاء بالتصريحات والاحتجاجات السياسية. وأيد فكرة المنع شخصيات من مختلف التيارات السياسية. غير أن حظر حزب سياسي في ألمانيا ليس بالأمر السهل لأن الأمر يتطلب قراراً من المحكمة الدستورية العلياً. وهذه المحكمة لا تستطيع الحظر إلا إذا كان هناك أدلة دامغة على خرق الحزب المعني للدستور الألماني الذي يكفل حرية التعبير والعمل السياسي. يجدر ذكره أن الحكومة الألمانية فشلت سابقاً في دفع المحكمة لاتخاذ قرار بمنع الحزب لعدم مشروعية الشهود المقدمين. فقد كان هؤلاء في غالبيتهم من عملاء أجهزة الأمن الألمانية، وعليه لا يمكن اعتبارهم شهوداً محايدين.

تحذيرات من تعزيز موقع النازيين

وفي الوقت الذي يستمر فيه الجدل على الساحة السياسية حذر العديد من المراقبين والمحليين من احتمال زيادة قوة النازيين في ولايات غرب ألمانيا. فقد صرح الخبير السياسي المعروف كريستوف بوترفيغه خطر وصول الحزب إلى برلمان ولاية نوردهاين- ويستفاليا خلال الانتخابات البرلمانية المحلية هناك في 22 مايو/أيار القادم. واعتبر المناخ السياسي مناسباً لفوزهم هناك بعد نجاحهم بالوصول إلى برلمان ولاية سكسونيا. وتوقع أن يتخذ النازيون إصلاح سوق العمل/هارتس 4 وتخفيض الضرائب على الشرائح العليا حجة لكسب أصوات الناخبين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد