1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اشتباكات بالأقصى وشوارع القدس خلال مسيرة الأعلام الإسرائيلية

٢٩ مايو ٢٠٢٢

شهدت البلدة القديمة بالقدس اشتباكات على خلفية مسيرة الأعلام. رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إن التلويح بالعلم الإسرائيلي في عاصمة إسرائيل مقبول تماماً، فيما ندد رئيس الوزراء الفلسطيني بما وصفه بمحاولات تغيير معالم القدس.

https://p.dw.com/p/4C17c
جانب من مسيرة الأعلام في المدينة القديمة بالقدس
سبقت المسيرة توترات ومواجهات حيث رفع الفلسطينيون على منازلهم أعلاماً فلسطينية، بينما رفعت مجموعات إسرائيلية أعلاماً إسرائيلية في الشوارع.صورة من: Ahmad Gharabli/AFP/Getty Images

شارك آلاف من الإسرائيليين القوميين في مسيرة الأعلام عبر الحي الإسلامي بالبلدة القديمة بالقدس اليوم الأحد (29 أيار/مايو 2022) في مسيرة مثيرة للجدل حذرت الفصائل الفلسطينية من أنها قد تعيد إشعال الصراع مع إسرائيل.

ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن قراره بالسماح للمسيرة بالمضي قدماً قائلاً إنها أصبحت حدثاً سنوياً. وقال اليوم الأحد: "التلويح بالعلم الإسرائيلي في عاصمة إسرائيل مقبول تماماً... أطلب من المشاركين الاحتفال بطريقة مسؤولة وكريمة".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم، إن مدينة القدس "كانت وستظل عبر السنين وإلى أبد الآبدين عاصمة دولة فلسطين وهي عربية الوجه والقلب واللسان"، وحذر من التبعات "الخطيرة" لمسيرة الأعلام الإسرائيلية.

وقالت الشرطة إن المسيرة ضمت سبعين ألف شخص.

توترات ما قبل المسيرة

وسبقت المسيرة توترات ومواجهات في باحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة إلى المسلمين، و"جبل الهيكل" المقدس بالنسبة إلى اليهود، وفي نقاط أخرى من البلدة القديمة حيث رفع الفلسطينيون على منازلهم أعلاماً فلسطينية، بينما سارت مجموعات من الإسرائيليين الذين حملوا أعلاماً إسرائيلية في الشوارع هاتفين ومغنين بمواكبة عناصر من الشرطة.

وقبل ساعات من انطلاق المسيرة، زار النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى حيث شوهدت أيضاً مجموعة كبيرة من اليهود، بينما أفادت الشرطة الإسرائيلية عن "مثيري شغب" فلسطينيين ألقوا حجارة في اتجاه الشرطة. وقال إيتمار بن غفير بعد خروجه من الباحة إنه جاء ليؤكد "أننا نحن -دولة إسرائيل- أصحاب السيادة" في المدينة.

ونظم عشرات الفلسطينيين مسيرة ترفع الأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين شرق القدس، قبل أن تندلع صدامات بينهم وبين الشرطة الإسرائيلية التي عمدت إلى منع رفع الأعلام الفلسطينية.  

ومع احتشاد قوميين يتشحون بالعلم الإسرائيلي عند باب العامود، حلقت طائرة مسيرة ترفع العلم الفلسطيني. وسارع رجل إلى الحشود ولوح بعلم فلسطين أيضاً أمامهم قبل أن تبعده القوات الإسرائيلية. وداخل المدينة، اندلعت اشتباكات صغيرة بين الحين والآخر.

وقالت الشرطة قبل المسيرة إن 2600 يهودي جابوا باحة الأقصى وهو عدد قياسي في يوم واحد. وارتدى بعض الزوار زياً دينياً وبدا أنهم يؤدون صلوات يهودية. ورفع البعض علم إسرائيل وغنوا النشيد الوطني.

اشباكات في البلدة القديمة

وأطلقت الشرطة في وقت سابق قنابل الصوت على الفلسطينيين الذين رشقوا أفرادها بالحجارة في مجمع المسجد الأقصى مع زيارة عدد قياسي من اليهود للموقع المقدس، وبدا أن بعضهم يصلي في تحد لحظر قائم منذ فترة طويلة.

ويُسمح لليهود بدخول باحة الأقصى، لكنهم ممنوعون من أداء الصلاة فيها لكن أعداد الذين يؤدون الصلاة خلسة في تزايد، ما يثير غضب الفلسطينيين الذي يعتبرون هذه الزيارات "اقتحامات" تسعى إلى "تهويد" المكان المقدس.

وهتف بعض الشبان الإسرائيليين المشاركين في المسيرة "الموت للعرب" لدى دخولهم من باب العامود، البوابة الرئيسية للحي الإسلامي بالبلدة القديمة ورددت مجموعة صغيرة عبارات سُباب للعرب أمام الحوائط العتيقة للقدس.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس بأن طواقمها تعاملت مع 24 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاعتداء بالضرب ورش غاز الفلفل خلال مواجهات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في محيط وداخل البلدة القديمة.

من جانبها أشارت الشرطة الإسرائيلية إلى "انتهاك" بعض اليهود "لقواعد الزيارة" واعتقال عدد منهم.

وأظهر تسجيل فيديو شاباً إسرائيلياً وهو يرش امرأة فلسطينية برذاذ الفلفل مما أدى لتبادل اللكمات والركلات. لكن بعض المشاركين في المسيرة قالوا إنهم جاؤوا يشاركون في سلام.

وذكرت الشرطة أن "مجموعة صغيرة من مثيري الشغب تحصنّوا داخل المسجد (القِبلي) وألقوا حجارة كبيرة في اتجاه قواتها". وقالت في بيان لاحق إنها اعتقلت "21 شخصاً" على الأقل في البلدة القديمة ومحيطها.

وتنظم المسيرة السنوية بالقدس احتفالاً بسيطرة إسرائيل على البلدة القديمة في حرب عام 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وتجتذب المسيرة الآلاف من المشاركين في شوارع المدينة الضيقة والحجرية.

وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم، بينما يريد الفلسطينيون الجزء الشرقي منها عاصمة لدولتهم المستقبلية. ويعتبر الفلسطينيون مسيرة اليوم الأحد استعراضاً إسرائيلياً للقوة وجزءا من حملة أوسع لتعزيز الوجود اليهودي في جميع أنحاء المدينة.

ع.ح./خ.س. (رويترز، أ ف ب، د ب أ)