اردوغان يواجه مشاكل متزايدة عشية زيارة شرودر لأنقرة
طالب المستشار الألماني غيرهارد شرودر قبيل توجهه اليوم إلى العاصمة التركية حكومة أنقرة المضي قدما على طريق الإصلاحات التي باشرت بها. واعتبر الزعيم الألماني ذلك شرطاً ضرورياً لبدء مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أوائل تشرين الأول/ أكتوبر القادم. وقال شرودر " لابد من مواصلة الإصلاح إلى النقطة التي يمكننا فيها القول أن التراجع عنها غير ممكن." وعنى بذلك تحقيق المزيد من الحريات المدنية وإعطاء الأقليات والقوميات حقوقها الذاتية في إطار تركيا ديمقراطية. وعبر شرودر عن قناعته بأن مفاوضات الانضمام ستبدأ في موعدها المقرر.
مشكلتا قبرص وأرمينيا
رغم تحديد موعد بدء المفاوضات الانضمام في 3 تشرين الأول/ أكتوبر القادم فإن معظم المراقبين يرى أنها ستكون صعبة على ضوء العديد من المشاكل التي تواجهها. ويزيد من حدة المشاكل زيادة مطالب المفوضية الأوروبية من أنقرة يوماً بعد يوم. فإضافة إلى الإصلاح هناك مطالب أخرى تتعلق بقبرص وأرمينيا. فبالنسبة لقبرص تطالب المفوضية أنقرة بتصديق معاهدة السوق الجمركية المشتركة بحيث تشمل بلدان الاتحاد العشر الجديدة ومن ضمنها قبرص. ويعني تصديقها اعتراف الحكومة التركية بحكومة قبرص التي تمثل الجالية اليونانية الأصل. وهو الأمر الذي يصعب على حكومة اردوغان القبول به على ضوء المد القومي الذي تشهده تركيا حالياً. أما بالنسبة لموضوع أرمينيا فإن المفوضية الأوروبية تطالب الحكومة التركية الاعتراف بمسؤولية بلادها عن المجاز التي ارتكبها العثمانيون بحق الشعب الأرمني قبل 90 عاماً.
زيادة نفوذ المعارضين للانضمام
لمع نجم اردوغان بشكل أقوى عندما انتزع قبل بضعة اشهر قرار تحديد بدء مفاوضات الانضمام من القمة الأوروبية. غير أنه يواجه اليوم معارضة شعبية متزايدة من قبل المعارضين للانضمام. ويعود هذا الأمر إلى اعتقاد الكثير من الأتراك أن دول الاتحاد الأوربي غير جادة في ضم بلادهم إلى اتحادها. ولا يدل على ذلك زيادة قوائم مطالبها وإنما شحن أجواء العداء ضد تركيا دخل هذه الدول. وقد ظهر ذلك مثلاً خلال حملة التصويت للدستور الأوروبي. ففي فرنسا تطالب العديد من القوى، لا سيما المحافظة منها الناخبين بعدم التصويت لدستور اتحاد ستكون تركيا عضواً فيه. من ناحية أخرى يخشى الكثير من الأتراك المعارضين للانضمام من تقسيم بلادهم وفقدانها لهويتها إذا خضعت لمطالب الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار يقولون مثلاً ان إعطاء القوميات غير التركية حقوقها سيعني إقامة دولة كردية وعدم بقاء تركيا موحدة.
اردوغان قادر على تجاوز المآزق
على الرغم من تراكم المشاكل أمام اردوغان فإن حلها ليس من قبيل المستحيل النسبة له وهو المعروف بقدرته على المناورة والخروج من المآزق. ومما لا شك فيه أن سيراهن على مشكلة الوقت في حل بعضها مثل مشكلة قبرص. أما على صعيد أرمينا فيبدو أنه وجد مدخلاً إلى حل. فقد اقترح تشكيل لجنة من المؤرخين للبت في الأمر. وقد أيده في ذلك المستشار شرودر الذي رأى في الاقتراح خطوة على الطريق الصحيح. ويعتقد العديد من المراقبين أن الرأي العام التركي سيتغير إزاء مسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على ضوء المكاسب الاقتصادية التي ستجنيها تركيا من وراءه. وهو أمر لا بد للحكومة التركية الحالية وأية حكومة أخرى قادمة المراهنة عليه.
تركيا وألمانيا علاقات متميزة
تقيم ألمانيا وتركيا علاقات تاريخية ومتميزة منذ أيام السلطة العثمانية. وقامت هذه العلاقة على المصالح المشتركة وطموحات الألمان بتعزيز مواقعهم في الشرق الأوسط آنذاك. وقد استمرت هذه العلاقات المتميزة حتى يومنا هذا. فتركيا اليوم الشريك الاقتصادي الأهم لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط. وتقوم عشرات الشراكات الألمانية بإنتاج مختلف البضائع والسلع بما فيها السيارات والآلات. كما يزور تركيا سنوياً نحو 3 ملايين سائح ألماني. وعلى الجانب الآخر يعيش في ألمانيا أكثر من 2.5 مليون تركي يشكلون أكبر جالية أجنبية فيها.