1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إغلاق عام في ألمانيا.. ما هي أهم الإجراءات والقيود المفروضة؟

١٤ ديسمبر ٢٠٢٠

إغلاق وتشديد لإجراءات مواجهة تفشي جائحة كورونا في ألمانيا في ذورة موسم أعياد الميلاد ورأس السنة. لكن ما هي الإجراءات الجديدة التي سيتم تطبيقها وماذا تعني بالنسبة للناس وأصحاب المحلات التجارية التي عليها الإغلاق؟

https://p.dw.com/p/3miUn
ستشهد ألمانيا إغلاقا عاما صارما يستثني محلات بيع المواد الغذائية والحاجات اليومية
ستشهد ألمانيا إغلاقا عاما صارما يستثني محلات بيع المواد الغذائية والحاجات اليوميةصورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance

كما حصل في مارس/ آذار الماضي عندما أغلقت لأول مرة المطاعم والمقاهي والمحلات أبوابها وتحولت الحياة العامة إلى هدوء تام، تعيد ألمانيا الإغلاق مرة أخرىلمواجهة تفشي ووباء كورونا والارتفاع الكبير في عدد الإصابات. والآن باتت القيود بالنسبة للناس أشد، لأن أعداد المصابين والمتوفين جراء الإصابة بعدوى فيروس كورونا تشكل ضغطا كبيرا على الساسة. وجميع الإجراءات التي قررتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع رؤساء وزراء الولايات الألمانية الـ 16 يوم الأحد (13 كانون الأول/ ديسمبر 2020) سيتم تطبيقها أولا حتى العاشر من يناير/ كانون الثاني المقبل. فإغلاق قصير وشديد من شأنه الاتيان بالتحول. وليس معروفا ماذا سيحصل إذا ظلت حتى مطلع يناير/ كانون الثاني حالات العدوى مرتفعة فوق نسبة 50 إصابة مقابل 100 ألف نسمة في غضون سبعة أيام. ويتوقع الكثير من الخبراء أن يبقى عدد الإصابات مرتفعا، وبالتالي من المحتمل تمديد إجراءات الإغلاق إلى ما بعد العاشر من يناير/ كانون الثاني.

الرئيس الالماني شتاينماير يحث الالمان على التفاؤل قبل الإغلاق العام
الرئيس الالماني شتاينماير يحث الالمان على التفاؤل قبل الإغلاق العامصورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance

قواعد اللقاء والاجتماع مع الآخرين

بالنسبة إلى الأصدقاء والأقارب أو المعارف يمكن لهم مواصلة الالتقاء، بشرط ألا يتجاةز عددهم الخمسة وينتموا لأسرتين لا أكثر، والأطفال تحت الـ 14 غير محسوبين، وإلا فإن العائلات لن تتمكن من عقد لقاءات خارج العائلة. وخلال أعياد الميلاد من الـ 24 حتى الـ 26 ديسمبر/ كانون الأول هناك تخفيف للقيود بحيث يمكن لأربعة أشخاص من "محيط العائلة المباشر" ومن أكثر من أسرتين اللقاء، وبهذا يتم تجاوز قاعدة خمسة أشخاص من العائلة الواحدة. وقرار الإغلاق يحدد الأشخاص الذين يمكن استقبالهم: أزواج شركاء الحياة والأقارب المباشرين والإخوة وأطفالهم إضافة إلى جميع الأشخاص الذين ينتمون لبيوت هؤلاء الأشخاص. وحتى بالنسبة إلى فترة اعياد الميلاد الأطفال دون الـ 14 سنة لا يُحسبون. وحجم خوف السياسيين من ارتفاع حالات العدوى بعد أعياد الميلاد يكشفه النداء المُلح لتقليص التواصل مع الآخرين في الأيام التي تسبق الاحتفال كإجراء احترازي. وبعد عيد الميلاد تنطبق مجددا قاعدة الخمسة أشخاص. وحفل رأس السنة سيكون بعدها بأيام حفلا باهتا بحيث يُحظر التجمع في ليلة رأس السنة واليوم الأول من السنة الجديدة. كما حظرت البلديات في بعض الأماكن التي حددتها استخدام المفرقعات والألعاب النارية.

تشدد أكثر حيث تكون الإصابات عالية

وفي الأماكن التي بها أعداد الإصابات بعدوى الفيروس مرتفعة جدا، بإمكان السلطات المحلية فرض قيود أشد للحد من التواصل بين الناس. فولاية براندنبورغ حيث ارتفعت حالات العدوى فيها مؤخرا فرضت حظر تجول ليلي بداية من منتصف الأسبوع. وفي ساكسونيا يكون من الواجب في المناطق التي سجلت ابتداء من 200 عدوى جديدة بين 100 ألف نسمة في غضون سبعة أيام ألا يغادر الناس بيوتهم إلا لأسباب وجيهة، مثل شراء الحاجيات وممارسة الرياضة بالهواء الطلق في دائرة قطرها 15 كلم بالنسبة للمسكن.

أعباء الشرطة الالمانية ستزداد في مراقبة الحياة العامة
أعباء الشرطة الالمانية ستزداد في مراقبة الحياة العامة صورة من: Sebastian Gollnow/dpa/picture alliance

أين يمكن للناس شراء حاجياتهم وما هي المحلات التي تبقى مفتوحة؟

جميع المتاجر تقريبا ستغلق ابتداء من الأربعاء (16 كانون الأول/ ديسمبر 2020) إضافة إلى المطاعم والفنادق والمقاهي والمنشآت الثقافية المغلقة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني. وهذا الإغلاق قبل أعياد الميلاد يمثل ضربة قوية لتجارة التجزئة التي تحقق عادة في موسم عيد الميلاد مبيعات بنحو مليار يورو يوميا. وبالتالي يكون من السهل ذكر المحلات التي ستبقى مفتوحة، وهي محلات بيع المواد الغذائية والمشروبات والأسواق الأسبوعية والصيدليات ومحلات لوازم الأطفال الرضع. وحتى محطات الوقود وورشات إصلاح السيارات يمكنها استقبال الزبائن إضافة إلى محلات بيع وإصلاح الدراجات الهوائية. كما تبقى عيادات الأطباء والمعالجة الفيزيائية مفتوحة أيضا، بالإضافة إلى فروع مؤسسة البريد والبنوك. ومن لم يشتر بعد شجرة عيد الميلاد، يجب عليه أن يسرع الآن، لأن أسواقها ستغلق ابتداء من الأربعاء مثل محلات الحلاقة. ولا يزال ممكنا طلب الأطعمة من المطاعم التي توفر هذه الخدمة وتوصلها للبيوت. ويبقى محظورا تناول المشروبات الكحولية في الشارع والأماكن العامة.

عدم السفر قدر الإمكان

والإجراءات التي تستهدف السفر تبدو وكأنها من عالم آخر، إذ يوصي الساسة بإلحاح بعدم السفر إلى الخارج. ومن يأتي من مناطق خطر في الخارج، يجب أن يبلغ عن نفسه ويدخل في حجر صحي لعشرة أيام. أو تقديم اختبار سلبي لاختصار مدة الحجر الصحي إلى خمسة أيام.

الكنائس في عيد الميلاد

وحتى داخل الكنائس سيكون حفل عيد الميلاد مختلفا: إذ يجب الالتزام مسافة التباعد مترا ونصف المتر ووضع الكمامة. ولا يسمح بالإنشاد في الكنيسة هذه السنة. وهذه القواعد تسري أيضا على الكنس والمساجد أيضا وغيرها من دور العبادة. والكثير من الناس، كما كشفت استطلاعات رأي عن ذلك سيتخلون عن زيارة الكنيسة في عيد الميلاد هذه السنة.

الحماية للأشخاص المهددين

في دور العجزة والرعاية الصحية يجب أن تخضع الساكنة والممرضون لاختبارات كورونا، والحكومة تتكفل بتأمين كممامات طبية خاصة لوقاية هؤلاء. والأماكن التي بها حالات عدوى مرتفعة يتوجب على زوار دور رعاية المسنين تقديم نتيجة اختبار كورونا سلبي جديد.

تهافت أخير على المحلات التجارية يمكن تفهمه، لكنه ليس في صالح مكافحة الجائحة
تهافت أخير على المحلات التجارية يمكن تفهمه، لكنه ليس في صالح مكافحة الجائحةصورة من: Christophe Gateau/dpa/picture alliance

المدارس ورياض الأطفال

المدارس بصفة عامة ستغلق من 16 ديسمبر/ كانون الأول حتى العاشر من يناير/ كانون الثاني، لكن يبقى التعليم عن بعد عبر الانترنت لدى انتهاء فترة عطلة عيد الميلاد، حسب ما تراه كل ولاية مناسبا لظروفها. ففي برلين مثلا "التدريس في البيت" يجب إتاحته لجميع التلاميذ، وبالنسبة لتلاميذ المرحلة الابتدائية يجب توفير عناية طارئة وإمكانية الحضور إلى المدرسة، لأنه في برلين كما في باقي الولايات إغلاق المدارس صعب جدا بالنسبة إلى الآباء الذين يشتغلون مثلا في المستشفيات والقطاع الصحي مثلا.

على ماذا يحصل الآن أصحاب المحلات المغلقة؟

تجارة التجزئة مثل محلات الملابس كانت تأمل في الحصول على معاملة سخية مثل المطاعم والمنشآت الثقافية المغلقة منذ أسابيع. والتي تحصل على حتى 75 في المائة من عائداتها من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي. لكن معاملة تجارة التجزئة بهذه الطريقة السخية سيكون مكلفا جدا، فالمتاجر التي عليها الإغلاق الآن ستحصل على مساعدة لتغطية تكاليفها الثابتة مثل بدل الإيجار. وهل هذا سيكفي لضمان بقاء المتاجر وخاصة الصغيرة منها، فهذا يبقى من عالم الغيب. إذن ستكون احتفالات هذا العام بأعياد الميلاد والسنة الجديدة هادئة وباهتة. وفي الـ 5 من يناير/ كانون الثاني من المقرر أن تجتمع المستشارة ميركل مجددا مع رؤساء وزراء الولايات الـ 16 لبحث كيفية التصرف بعد العاشر من يناير/ كانون الثاني المقبل.

ينس توراو/ م.أ.م