1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إرهاب داعش ومصلحة ألمانيا في التحرك لوقفه

بيتينا ماركس/ علاء جمعة١٠ نوفمبر ٢٠١٤

التقدم الذي يحرزه تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا وعدم وجود إستراتيجية واضحة لمحاربته، كانت الدافع وراء سياسيين ألمان لاستضافة خبراء لوضع آليات محددة تساعد على مكافحة الإرهاب خلال الفترة المقبلة.

https://p.dw.com/p/1DjAz
صورة من: picture alliance/ZUMA Press/M. Dairieh

التقدم المستمر الذي تحرزه التنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم "الدولة الإسلامية" على الأرض في سوريا والعراق، يثير دهشة المجتمع الدولي، والذي يبدوا انه لم يتخذ بعد إستراتيجية محددة، توضح طبيعة التعامل مع هذه التنظيمات المتشددة. فالسؤال المطروح الان : هل يجب على أوروبا التدخل لوقف الإرهاب وكيف يمكن فعل ذلك؟ سؤال طرح من قبل السياسيين الألمان، لتتم مناقشته مع خبراء سياسيين، في جلسة خاصة في برلين، وذلك من أجل الوصول إلى إستراتيجية واضحة تعتمد عليها ألمانيا في مكافحة ظاهرة التطرف الإسلامي.

مدير القسم السياسي في وزارة الدفاع والدبلوماسي السابق "غيزا اندرياس فون غاير" يرى أن الأوروبيين لا يستطيعون تجاهل دائرة العنف في العراق وسوريا، وذلك لعدة أسباب أهمها "أن الآلاف من الأوروبيين انضموا للتنظيمات الإرهابية هناك وهو ما بات يشكل خطرا على أوروبا نفسها حال عودتهم، كونهم أصبحوا متدربين على الأسلحة وأعضاء في تنظيمات إرهابية. كذالك ليس لأوروبا أي مصلحة في وجود دول ضعيفة وغير مستقرة سياسيا في تلك المنطقة"، كما أن حالة عدم الاستقرار الدائم في الشرق الأوسط وخطر تفكك أي من الدول القائمة هنالك قد ينتج تطورا سياسيا نتائجهُ غير معروفة لسكان المنطقة وعلى العالم بأسره.

الوزن السياسي لألمانيا يفرض عليها التدخل

فالتر بوش من مؤسسة العلوم والسياسة والباحث في قضايا الإرهاب، يرى أيضا انه من غير الممكن أن تنأى ألمانيا بنفسها عن الصراع الدائر في العراق وسوريا، ويرى أن "الوزن السياسي لألمانيا، والتي تعتبر سياساتها محركا لبقية الدول الأوروبية، كبير ومهم، يفرض عليها أن تتخذ تدابير سياسية ضد الإرهاب الدائر"، وأكد الخبير النمساوي أن "إشراك ألمانيا لدول المنطقة، وبالأخص تركيا، سيفيد في إيجاد أرضية صلبة للعمل المشترك ضد الإرهاب"، إلا انه حذر من خطورة الاعتماد الكلي على أنقرة في وقف الإرهاب، معتبرا أن ذلك أمرا مستحيلا، وذلك لطول الحدود بين تركيا من جهة وبين العراق وسوريا من جهة أخرى، لذلك فانه من الصعب على السلطات التركية ضبط الحدود بشكل مطلق لمنع تهريب المقاتلين والسلاح للتنظيمات الإرهابية.

Türkei Syrien Kurden Irak Peshmerga Kobane
قوات الببشمركة العراقية دخلت كوباني السورية لتقديم الدعم للمقاتلين الاكراد في حربهم ضد داعشصورة من: Reuters/Kadir Baris

من ناحية أخرى قلل الخبير النمساوي من قدرة الأكراد على صد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية وذلك "لانهم وبالرغم من اشتراكهم في القتال الدائر ضد هذا التنظيم فإن لهم أولويات مختلفة، كما أن هنالك العديد من الأكراد الذين يحملون أفكار التنظيمات الإسلامية المتشددة ، ناهيك على أن العديد من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، في العراق، هم من الأكراد".

مفوض وزارة الخارجية الألمانية لشؤون الشرق الأوسط "ميغول بيرغر" أكد أن على ألمانيا وأوربا الالتزام بمكافحة الإرهاب، كون "أن ما نسبته 20 بالمئة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، والذي يقدر المراقبون عددهم بـ 15 ألف مقاتل، هم من أوروبا، وهم يشكلون النواة الصلبة لهذا التنظيم". بحسب تقديرات أجهزة المخابرات الغربية فإن حوالي 30 ألف مقاتل متمرس ينتمون إلى تنظيم القاعد قد يشكلون احتياطا بشريا لتنظيم داعش، يضاف إلى ذلك الآلاف من أفراد الجيش العراقي السابق، الذي تم تفكيكه لدى دخول القوات الأمريكية لبغداد، وتم تهميش مقاتليه من الحكومات الشيعية المتعاقبة، والذين قد تستعين بهم المنظمات الإرهابية لتقوية شوكتها، وأكد المشاركون على أهمية تجفيف مصادر التنظيمات المالية، والعمل على وقف تلقيها لأية أسلحة أو مقاتلين.

الأسد ليس شريكا

Syrien Präsident Baschar al-Assad September 2013
يسوق بشار الأسد نفسه على انه طرف في محاربة الارهابصورة من: Reuters

من جهة أخرى تم التطرق في الحوار إلى دور الحكومة العراقية في الخطط المستقبلية لمحاربة داعش، وأكد المجتمعون على أنه من الضروري للدول الغربية التنسيق مع حكومة بغداد، في عملية التصدي للإرهاب ووضع الخطط اللازمة، مؤكدين بان الحكومة العراقية الجديدة بقيادة "العبادي" يقع على عاتقها التقرب من السنة في العراق، والعمل على وضع خطط مستقبلية مشتركة.

وأجمع الحضور على أن الرئيس السوري بشار الأسد ليس شريكا لألمانيا ولا للغرب في الحرب على الإرهاب، وذلك بسبب حكمه الجائر الذي أشعل فتيل الحرب في سوريا، وادي إلى مقتل عشرات الآلاف المدنيين. وأجمع الخبراء على الضعف العسكري لقوات الأسد وعدم قدرتها على استعادة المناطق السورية، التي تم السيطرة عليها من قبل الإرهابيين، وبأن الأسد يمثل ظاهرة مؤقتة، بينما قد تشكل ظاهرة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي تحديا لألمانيا ولدول الغرب لفترة طويلة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد