1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إدانة واسعة للاعتداء على كنيسة الإسكندرية ومبارك يشير إلى"أصابع خارجية"

١ يناير ٢٠١١

اتهمت مصر أطرافا خارجية بالوقوف وراء الاعتداء الإرهابي على كنسية في الإسكندرية مع بدء العام الجديد، أودى بحياة عشرات القتلى والجرحى من الأقباط. الاعتداء قوبل بإدانة محلية ودولية واسعة والبابا يدعو لحماية المسيحيين.

https://p.dw.com/p/zsIu
الهجوم على كنيسة القديسين في الاسكندرية يودي بحياة العشراتصورة من: AP

أكد الرئيس المصري حسني مبارك في كلمة ألقاها بعد انفجارا ستهدف كنيسة بمدينة الإسكندرية، توفر أدلة لدى القاهرة تثبت تورط "أصابع خارجية" في الهجوم الذي أوقع 21 قتيلا وأكثر من أربعين جريحاً، حسب أحدث حصيلة.

وقال الرئيس مبارك في الكلمة التي نقلها التلفزيون المصري الرسمي وبثتها وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الهجوم هو"عملية إرهابية تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة لما تراه من شرور الإرهاب بمنطقتنا وخارجها." وأضاف متوعدا مدبري الهجوم "أقول بكل ثقة إننا سنتعقب المخططين لهذا العمل الإرهابي ومرتكبيه وسنلاحق المتورطين في التعامل معهم". وفي وقت سابق ناشد مبارك المصريين أن يتصدوا - مسلمين ومسيحيين - للإرهاب.

وشهدت مدينة الإسكندرية إثر حادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين، أجواء متوترة. وخرجت مظاهرات غاضبة شارك فيها مئات الأقباط، وتخللتها اشتباكات بين رجال الشرطة ومتظاهرين أقباط، ورفع بعض المتظاهرين شعارات تتهم قوات الأمن بالتقصير في حماية المسيحيين. كما احتشد مسلمون ومسيحيون في مظاهرة أخرى للتنديد بالإرهاب والدعوة للتعايش بين المسلمين والمسيحيين في البلاد.

القاهرة ترجح سيناريو التفجير الانتحاري

Bombenanschlag auf Kopten in Alexandria / Ägypten
متظاهرون غاضبون بعد اعتداء الاسكندرية يتهمون الامن بعدم حماية المسيحيينصورة من: AP

ووقع حادث الاعتداء على كنيسة القديسيين نصف ساعة فقط في أول يوم من أيام العام الجديد، وفي بيان لوزارة الداخلية المصرية رجح أن يكون "شخص انتحاري" نفذ الاعتداء. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر أمني في الوزارة قوله "باستكمال عمليات الفحص لواقعة الانفجار تأكد عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير بإحدى السيارات أو بالطريق العام". وقالت نرمين نبيل التي نجت من انفجار السيارة المفخخة وأصيبت بجروح "لو أنهى الأسقف القداس قبل دقيقتين لكان حمام الدم أسوأ". وتناثرت أمام الكنيسة الملابس التي غطتها الدماء، كما تناثرت الدماء داخل الكنيسة وفي عيادة مجاورة.

بابا الفاتيكان يدعو للدفاع عن المسيحيين

ولقي الاعتداء على كنيسة القديسين إدانة واسعة من داخل مصر وخارجها، إذ أدان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الاعتداء معرباً عن صدمته إزاء الحادث، وقال اليوم في برلين: "أدين بشدة هذا العمل الوحشي الذي وقع ضد أشخاص كانوا يريدون الاحتفال بالعام الجديد في سلام خلال قداس". وأضاف الوزير الألماني: "هذا التصرف الساخر من قبل الجناة يظهر مدى أهمية التصدي بحزم للإرهاب وعدم التسامح الديني". كذلك أدانت فرنسا الاعتداء.

ومن جهته وصف شيخ الأزهر أحمد الطيب، الهجوم بأنه "جريمة نكراء". كما أدانه رئيس الوزراء أحمد نظيف ورئيس البرلمان فتحي سرور ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف. وأدان مفتى الديار المصرية علي جمعة الهجوم داعيا المصريين إلى "التكاتف والوحدة والتآلف".

وطلب البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم من قادة العالم الدفاع عن المسيحيين من الانتهاكات وعدم التسامح الديني، وقال البابا أثناء قداس رأس السنة في كاتدرائية القديس بطرس أمام "التوترات التي تحمل تهديدا في الوقت الراهن وأمام أعمال التمييز خصوصا ولاسيما عدم التسامح الديني، أوجه مرة أخرى دعوة ملحة إلى عدم الاستسلام للإحباط والانصياع".

ومن جهته دعا بطريرك كنيسة اللاتين في القدس المونسنيور فؤاد طوال اليوم مسيحيي الشرق الأوسط إلى التحلي "بالشجاعة". وإثر حادث الاعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية، قال طوال وهو أعلى مسؤول كاثوليكي في الأراضي المقدسة أثناء قداس بمقر البطريركية في القدس، إن "هذه المجزرة الجديدة يجب أن تدفعنا إلى التفكير في دعوتنا كمسيحيين في هذه المنطقة والتي لا يمكن أن تتخلى عن عبادة الصليب".

وأعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، في بيان صحفي صدر اليوم عن تعازيه الحارة لمصر، مؤكدا أسفه الشديد لتزامن هذا "الاعتداء الأثيم مع دخول السنة الميلادية الجديدة". وأدانت الهجوم جامعة الدول العربية والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، كما أدانته دول عربية عديدة بينها السعودية وسوريا ولبنان والأردن والكويت وقطر. كما أدانت حركة حماس وحزب الله اللبناني حادث الاعتداء على الكنيسة.

متظاهرون يتهمون الأمن بعدم حماية المسيحيين

Ägypten Bombenanschlag auf koptische Christen
رجال الاطفاء والاسعاف في مكان وقوع الهجوم وقد طوقته قوات الامنصورة من: AP

ورداً على الانفجار نظم اليوم السبت (1 كانون الثاني/ يناير) نحو ألف مسيحي مظاهرة أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية احتجاجا على الانفجار، واتهموا الأمن بعدم توفير الحماية المناسبة للكنائس وعدم أخذ تهديد تنظيم القاعدة مأخذ الجد. إذ كانت جماعة تطلق على نفسها "دولة العراق الإسلامية" على صلة بتنظيم القاعدة، هددت في 31 تشرين ثان/نوفمبر الماضي باستهداف الكنائس القبطية المصرية ما لم يتم الإفراج عن مسلمات "مأسورات في سجون أديرة" في مصر. ورشق متظاهرون قوات الأمن بالحجارة مما دفعها إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، حسب ما ذكرت مصادر رسمية.

ومن جهة أخرى، نظم المئات من المسيحيين والمسلمين مسيرة بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية، التي وقع فيها الحادث، أعربوا فيها عن استنكارهم للانفجار وطالبوا بتعزيز الوحدة الوطنية في البلاد.

ويعد الأقباط أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط ويشكلون نحو 10% من سكان مصر البالغ عددهم 80 مليون. ويشتكي الأقباط عادة من التفرقة ضدهم، وقد تعرضوا لهجمات طائفية.

وفي سياق متصل باستهداف المسيحيين بعد اعتداء الإسكندرية، كشف مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية اليوم أن رئيس الوزراء، نوري المالكي دعا المسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية إلى وضع خطة أمنية واضحة لحماية المسيحيين في بغداد والمحافظات. وكان مسلحون مجهولون فجروا أمس الجمعة عبوات ناسفة في عدة مناطق من بغداد استهدفت منازل مسيحيين وتسبب بمقتل شخصين وإصابة 14 آخرين بجروح مختلفة حسب إحصائيات أمنية.

(ع. ج/ دب أ، رويترز، أ ف ب)

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد