1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوكرانيا- الوقائع تكشف كذب بوتين بعدم استهداف المدنيين!

٥ يوليو ٢٠٢٢

منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، قتل آلاف المدنيين، وتم تدمير مناطق واسعة جراء القصف. بيد أن فلاديمير بوتين يؤكد مرارا أن جنوده لا يهاجمون البنية التحتية المدنية. إلا أن الحقائق التي يتم جمعها وتوثيقها تثبت العكس.

https://p.dw.com/p/4Ddw0
سيدة أوكرانية تمشي وسط الدمر 30.06.2022
بالرغم من الدمار الواسع ومقتل الآلاف ينفي بوتين استهداف قواته المدنيين والبينة التحتية المدنية في أوكرانياصورة من: Alexander Reka/dpa/picture alliance

صاروخ يصيب مركزا تجاريا في كريمنتشوك، فيوقع قتلى وجرحى ويدمر المبنى. منذ بداية الحرب الروسية ولغاية الآن قتل آلاف الأوكرانيين، ومع ذلك فإن الحكومة الروسية، برئاسة فلاديمير بوتين، تدعي مرارا بأن "الجيش الروسي لا يهاجم البنية التحتية المدنية". بيد أن الصحافيين والمنظمات غير الحكومية والمنظمات السياسية تثبت عكس ذلك.

وفي حوار مع DW يقول فولفغانغ بينيديك، رئيس لجنة الخبراء المعنية بانتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في أوكرانيا، "نحن نرى نمطا واضحا من انتهاكات القانون الإنساني الدولي الذي من المفترض أن يحمي المدنيين"، ويتابع بأن روسيا لا تأخذ القانون الإنساني الدولي في الاعتبار، أو لا تأخذه في الاعتبار بشكل كاف" ويضيف بأن "الادعاء بعدم مهاجمة روسيا للبنية التحتية المدنية كذبة جوفاء".

هجمات روسية على أهداف مدنية

وثقت الأمم المتحدة مقتل 4731 مدنيا وإصابة 5900 آخرين في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط (حتى 27 يونيو/ حزيران)، لكنها تتوقع أعدادا أكبر. كما توثق مجموعة بيلينغكات/ Bellingcat الدولية المختصة بالأبحاث الدولية، الهجمات على البنية التحتية المدنية بالتفصيل في خريطة منذ بداية الحرب العدوانية في أوكرانيا.

لقد رأينا عددا كبيرا من البنية التحتية المدنية المدمرة والمدنيين الجرحى يقتلون، يقول نيك ووتر رئيس قسم العدالة والمساءلة في بيلينغكات، لـ DW. ومع ذلك، فإن المجموعة الدولية لا تنشر في الخريطة التي توضح الدمار، من هو المتسبب بشكل رئيسي في هذا الدمار، حتى لا تجعل نفسها طرفا في النزاع أو عرضة للخطر. ومع ذلك، فإن أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع هذه المؤسسة الدولية لرصد الدمار وإظهاره للعلن، هو توفير معلومات محددة لمحاسبة المسؤولين عنها في المستقبل.

ومع ذلك، هناك حالات محددة تقدم فيها المنظمات وعدد من الصحافيين حقائق تفيد بأن روسيا مسؤولة عن الهجمات على البنية التحتية المدنية. اختارت DW ستة أمثلة تم توثيقها والتحقيق فيها بشكل جيد.

هجوم على مركز تجاري في كريمنتشوك (27 يونيو/ حزيران)

وفقا لمصادر أوكرانية، أصابت صواريخ روسية مركزا تجاريا يضم أكثر من 1000 زائر في مدينة كريمنتشوك في 27 يونيو/ حزيران. وقتل ما لا يقل عن 11 شخصا وجرح أكثر من 50 آخرين.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية الهجوم، لكنها ذكرت على موقعها الإلكتروني ما يلي: "قصف الجنود الروس مخزنا للأسلحة والذخيرة التي وصلت من الولايات المتحدة وأوروبا". وأدى قصف الذخيرة إلى اضرام النار في مركز التسوق القريب. لكن روسيا لا تقدم أي دلائل تثبت ادعاءها.

ويظهر فيديو كاميرا مراقبة نشره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم، ويمكن ملاحظة كيف يصيب الصاروخ مباشرة مركز التسوق وليس كما تدعي روسيا.

وكتبت المخابرات البريطانية على تويتر أن هناك احتمالا بأن يكون المركز التجاري قد أصيب عن طريق الخطأ وأن الغارة الجوية أرادت إصابة شيء آخر قريب. وتظهر الأبحاث التي أجرتها بيلينغكات أن المصانع في المنطقة المجاورة تعرضت للهجوم أيضا، كما نشرت وكالة الأنباء الألمانية (dpa) تقريرا مفصلا عن الموضوع.

الهجوم على محطة السكك الحديدية في كراماتورسك (8 أبريل/ نيسان)

في صباح يوم 8 أبريل/ نيسان، وقع هجوم صاروخي على محطة السكك الحديدية في مدينة كراماتورسك في شرق أوكرانيا. ويقال إن حوالي 4 آلاف شخص كانوا هناك حينها، حسبما قال عمدة المدينة، أولكسندر هونشارينكو.

بعد حوالي 15 دقيقة من الهجوم، وصل مراسلو واشنطن بوست إلى المحطة. وأبلغوا عن 20 حالة وفاة على الأقل، بينهم أطفال. ووفقا لحاكم المنطقة، كان هناك ما لا يقل عن 50 قتيلا وحوالي 100 جريح.

تم العثور على صاروخ Tochka-U أمام مبنى المحطة، لكن روسيا تنفي استخدام صواريخ من هذا النوع. ومع ذلك، تشير الأبحاث التي أجرتها Bellingcat إلى أن صواريخ Tochka U كانت تستخدم بالفعل من قبل الوحدات الروسية في أوكرانيا. كما ذكرت منظمة العفو الدولية أن روسيا استخدمت هذا النوع من الصواريخ في أوكرانيا.

وترى وزارة الدفاع البريطانية أنه من الممكن أن يكون قد حدث خطأ في الهجوم بسبب السيطرة غير الدقيقة على الأسلحة.

مذبحة بوتشا.. بين الاتهامات الغربية والنفي الروسي

مذبحة في بوتشا (نهاية مارس/ بداية أبريل)

انتشرت الصور من مدينة بوتشا، القريبة من كييف، في جميع أنحاء العالم في بداية أبريل/ نيسان. وظلت مئات الجثث ملقاة في الشوارع بعد أن غادر الجنود الروس المدينة في أواخر مارس/ آذار. وقتل السكان على أيدي الجنود الروس وتعرضوا لسوء المعاملة، حسبما قال الجانب الأوكراني.

وردت روسيا مرة أخرى مباشرة عبر تويتر، حيث كتبت وزارة الخارجية أن "كل شيء كذبة. كل الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها نظام كييف في بوتشا ليست سوى استفزاز آخر". لكن هذا ليس صحيحا، كما بحث فريق DW لتقصي الحقائق في مارس/ آذار.

ويظهر بحث أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن صور الأقمار الصناعية لشركة ماكسار الأمريكية تظهر أن الجثث كانت ملقاة في شارع يابلونسكا في بوتشا منذ 19 مارس/ آذار، وفي بعض الحالات حتى منذ 11 مارس/ آذار. تنفي هذه التسجيلات بوضوح الرواية الروسية بأن الجثث لم تظهر إلا بعد انسحاب القوات الروسية في 30 مارس/ آذار.

ويقدم تحقيق أجرته مجلة دير شبيغل دليلا إضافيا على أن الجنود الروس هم الذين قتلوا المدنيين في بوتشا. وكما ذكرت المجلة الألمانية، فإن جهاز المخابرات الخارجية الألمانية BND اعترض وسجل حركة المرور اللاسلكية للجناة المزعومين. وبناء على ذلك، تبادل الجنود الروس المعلومات حول قتل المدنيين.

وفي مقابلة مع DW، يصف عمدة بوتشا أيضا أعمال روسيا القاسية ضد السكان المدنيين. حيث أصيب نحو 90 في المئة من المدنيين الذين قتلوا بأعيرة نارية.

الهجوم على مسرح ماريوبول (16 مارس/ آذار)

أصيب مسرح مدينة ماريوبول ودمر بقنبلة واحدة على الأقل صباح يوم 16 مارس/ آذار. ويقدر تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس للأنباء أن ما لا يقل عن 600 شخص قتلوا في الهجوم. وتشير منظمة العفو الدولية إلى عدد أقل في تقريرها، لكنها تعرّف القصف بأنه "جريمة حرب روسية". وقد لجأ العديد من المدنيين إلى مسرح المدينة المحاصرة آنذاك.

وهكذا، توصلت لجنة خبراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أيضا إلى استنتاج مفاده أن "الدمار الواسع للمسرح الذي حمل إشارات واضحة لوجود أطفال بداخله كان بسبب القصف الروسي. أما بالنسبة للادعاء بأن التدمير تم من قبل فوج آزوف الأوكراني، كما ادعى الجانب الروسي، فلا يوجد ما يشير إلى ذلك.

هجوم على مستشفى للولادة في ماريوبول (9 مارس/آذار)

في أوائل مارس/آذار، ذكرت عدة وسائل إعلام أن روسيا قصفت مستشفى للولادة في ماريوبول. وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أفاد رئيس البلدية سيرغي أورلوف بعد يوم من الهجوم بمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم طفل، فضلا عن 17 جريحا على الأقل، معظمهم من النساء الحوامل والأطباء.

ونفت روسيا الهجوم، بما في ذلك السفارة الروسية في المملكة المتحدة التي كتبت على تويتر أن: المستشفى لم يعد يعمل وبدلا من ذلك استخدم لأغراض عسكرية. وبالرغم من أنه قد تم حذف التغريدة، لكن لا يزال من الممكن عرضها عن طريق الأرشيف. كما وثق صحافيون من وكالة أسوشيتد برس للأنباء الهجوم، حيث يمكن رؤية النساء الحوامل المصابات عبر فيديو خاص، كما تم نشر صور للهجوم عبر وكالات AP و DPA.

قنبلة عنقودية تضرب روضة أطفال في أوتختيركا (25 فبراير/ شباط)

بعد يوم واحد فقط من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أصيبت روضة أطفال في مدينة أوخيتركا بالقنابل العنقودية. ويقال إن ثلاثة أشخاص، بينهم طفل، قتلوا في الهجوم. أفاد تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية بالعثور على بقايا صاروخ أوراغان عيار 220 ملم بالقرب من روضة الأطفال. كما تظهر صورة طائرة بدون طيار المبنى بعد الهجوم.

وخلص تقييم للمصادر العامة من بيلينغكات حول الهجوم إلى أن القوات الروسية كانت في أوخيتركا وحولها وقت الهجوم، ومن المرجح جدا أن المتسبب بالهجوم هو القوات الروسية التي كانت هناك.

كاثرين فيسولفكي/ ماركوس لوتكي/ ع.أ.ج