1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أكاديميو الغرب ومسؤوليتهم الأخلاقية في التعامل مع الأزمات

شيرين حامد فهمي٤ أغسطس ٢٠٠٦

يتحمل الأكاديميون أينما كانوا مسؤولية أخلاقية بالدرجة الأولى في إيضاح الحقائق للعامة وتنوير الطريق للساسة. شتيفين فيبر، باحث في مركز الدراسات الشرقية تحدث لنا عن هذه القضية وعن دور الأكاديمي الألماني في هذا السياق.

https://p.dw.com/p/8ql7
الاكاديميون مطالبون برفع أصواتهم والتخلص من سلبيتهمصورة من: AP

أجرى موقعنا حواراً مع الدكتور شتيفين فيبر، باحث في مركز الدراسات الشرقية في بيروت، الذي عاد تواً من لبنان، ليقص علينا انطباعاته – كباحث أكاديمي ألماني – عن الاوضاع الحالية في لبنان. توجه فيبر بالنقد إلى الحكومة الإسرائيلية بسبب طريقتها في ادارة تلك الأزمة، كما أشار بإصبع اللوم نحو الحكومات الأوروبية التي تسببت بسكوتها في استفحال الأزمة، وتحولها إلى كارثة إنسانية مُفجعة. وقد أكد الباحث الألماني على أهمية دور الأكاديمي في مثل تلك الأزمات، إلا أنه أوضح مدى صعوبة هذا الأمر بالنسبة للأكاديمي الألماني على وجه الخصوص نظرا لحضور التاريخ الألماني في عقليته عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

الوضع في لبنان يزداد سوءاً

Stefan Weber
الدكتور شتيفين فيبر، رئيس مركز الدراسات الشرقية في بيروت،صورة من: Stefan Weber

يتعجب فيبر من إصرار الحكومة الإسرائيلية على مواصلة الحرب في لبنان. فالحكومة الإسرائيلية لا تدرك الحقيقة التي تقول: إن الضرب المؤلم والمتزايد لا يُخلف إلا عنفاً مؤلماً ومتزايداً من الجانب الآخر. "إن القصف الإسرائيلي المستمر لن يُزد القوى اللبنانية الراديكالية إلا قوة والمعتدلة إلا ضعفاً؛ وهو الأمر الذي لن يكون في مصلحة إسرائيل، كما يظن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت".

إن الحكومة الإسرائيلية تعتقد مخطئةً بأن هذه الحرب ستسفر - في نهاية المطاف – عن وأد "المقاومة الإسلامية" المتمثلة في حزب الله وحماس، مما سيؤمن حدودها مع الدول العربية إلى الأبد، على حد قول فيبر. هذا فضلاً عن الضربات الإسرائيلية للبنى التحتية اللبنانية، وتدميرها للمؤسسات اللبنانية التي كانت مؤهلةً لإتمام العملية الديمقراطية اللبنانية والتي باتت حالياً في خبر كان، حسب رأيه.

وينتقل بنا أستاذ التاريخ إلى الحالة الإنسانية في داخل لبنان قائلاً: "هناك حالة من الإحباط تعتري حوالي 700 ألف لاجئ لبناني. ها هم اللبنانيون يعيشون ذكريات الحرب المؤلمة للمرة الثانية. ولعل خبرة الشعب اللبناني في التصدي للحروب إلى جانب النسيج اللبناني القائم على الأواصر العائلية والأسرية المتينة "هي التي مكنته من الصمود حتى هذه اللحظة". إلا أن هذا الصمود لن يستمر طويلاً، كما يرى فيبر. فعدم وجود الكهرباء الذي سيعيق بدوره وصول المياه إلى اللبنانيين يمثل العامل الأول والأهم لقتل مثل ذلك الصمود. هذا إلى جانب قطع الاتصالات ومنافذ المساعدة واستبداد الخوف بالمدنيين. ولا يملك فيبر هنا إلا توجيه اللوم – كل اللوم - إلى الحكومات الأوروبية التي وقفت جميعاً، باستثناء الحكومة الفرنسية، صامتةً أمام هذا المشهد المذري، حسب وصفه

الأكاديميون الغربيون عليهم عبـء ثقيل

Solidaritätskundgebung in Deutschland
علاقة الاكاديمي الالماني باسرائيل تحكمها عوامل تاريخية خاصةصورة من: AP

حينما سُئل فيبر عن دور الأكاديميين الغربيين – من وجهة نظره – في التصدي لمثل هذه الأزمة، أوضح قائلاً: "إن الواجب يُحتم على مجتمع الأكاديميين وضع الأمور في سياقها التاريخي، من أجل توضيح الحقيقة". إن تناول الأحداث من منطلق تاريخي، سيكشف لنا – في النهاية – أن إسرائيل هي التي تسببت في خلق ذلك "التطرف" من جانب الحركات المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين. وحذر فيبر الأكاديميين من التناول السطحي للأحداث الجارية، كما تفعل الكثير من دور الإعلام، خاصةً وأن المجتمعين اللبناني والإسرائيلي يتصفان بقدر كبير من التعقيد. ولم ينس فيبر أن يدعو الأكاديميين إلى الاهتمام بالقوى المدنية الباحثة عن السلام، سواءً على المستوى اللبناني أو المستوى الإسرائيلي ومن ثم الدعوة إلى دعمها ومساندتها، كحل لاجتياز مثل هذه الأزمة. وأكثر ما أوصى به فيبر الأكاديميين الغربيين هو حُسن استماعهم للجانب الآخر، والتحدث معهم مباشرةً لا التحدث عنهم. "لابد أن نتعلم التحدث مع غيرنا؛ لابد أن ندرك بأن الخطأ قد يصدر أيضاً من ناحية الغرب، وليس فقط من ناحية الشرق".

الأكاديمي الألماني...حالة خاصة

إلا أن فيبر استثنى الأكاديمي الألماني، باعتباره يمثل حالة خاصة وفريدة من نوعها. فنظراً للتاريخ الألماني مع اليهود ابان الحقبة النازية البشعة، أضحت هناك مواضيع بعينها لا يجوز التحدث أو الكتابة عنها. ومن تلك المواضيع انتقاد الدولة الإسرائيلية أو مناصرة أعداء إسرائيل. "فالكتابة عن الشعب الفلسطيني باعتباره شعب مكافح أمر غير جائز في الوسط الألماني، بل يعتبر خطيئة كبيرة من الناحية السياسية؛ ومن ثم، لن يقرأ له أحد، ولن يفهمه أحد". وقد تستغل إسرائيل "ذلك التاريخ" جيداً، لتدفع عنها أية انتقادات أو شُبهات.

وفوق ذلك، لا يتمتع الأكاديميون الألمان بجمهور واسع، كما هو الحال مثلاً في الولايات المتحدة. فالجماعة الأكاديمية الأمريكية – على عكس نظيرتها الألمانية – تحظى بقدر كبير من التأثير على الإدارة الأمريكية، وهو ما نراه ممثلاً بوضوح في مراكز الأبحاث الأمريكية Think Tank. ومن ثم، فإن الحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة ليست مُهددة كما هو الحال في ألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد