1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أطلس التغير المناخي في ألمانيا

١١ أغسطس ٢٠١١

منذ أسابيع وسماء ألمانيا ملبدة بالغيوم والمطر يهطل بشكل يومي تقريبا، في حين تشهد دول عربية صيفا حارا للسنة الثانية على التوالي. لكن ورغم الغيوم وأمطار الصيف، وصل التغير المناخي إلى ألمانيا أيضا، كما يظهر من أطلس المناخ

https://p.dw.com/p/12E7x
رئيس هيئة الأأرصاد الجوية الأالمانية ومدير قسم الأأبحاث في الهيئة يقدمان أطلس المناخ في مؤتمر صحفيصورة من: picture-alliance/dpa

تتخذ هيئة الأرصاد الجوية الألمانية، وهي هيئة رسمية، من مدينة أوفينباخ في ولاية هسن مقرا لها. من هنا يتم إطلاع الجمهور على حالة الطقس في ألمانيا منذ 130 عاما. وتصف النشرة الجوية حالة الطقس الآنية في الجو، لكن المناخ يصف احتمالات الأحوال الجوية في منطقة محددة لفترة طويلة من الزمن. وكثير من خبراء الأرصاد الجوية هم في الوقت نفسه خبراء في المناخ ويقدمون أبحاثا عن المناخ وتقلباته لحماية المواطنين وممتلكاتهم.

لذلك بدأ مدير هيئة الأرصاد الجوية الألمانية، غيرهارد أدريان، الحديث في مؤتمره الصحفي بكلمات تحذيرية حين تحدث عن المناخ في عام 2010 والنصف الأول من العام الجاري وقال: "لم يكن عام 2010 عاما جيدا لحماية المناخ. فقد وصل حجم انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم إلى 31 مليار طن، وهذه حصيلة محزنة". وأضاف أدريان أن التغير المناخي سيرفع من درجات الحرارة في العالم، وكون هذا الصيف في ألمانيا كان صيفا مطيرا وغائما لن يغير من هذه الحقيقة شيئا، فألمانيا ليست سوى جزء صغير جدا من المساحة الإجمالية للعالم.

Infografik DWD Temperaturentwicklung Deutschland 681x383 DEU

ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1,1 درجة حتى الآن

ويظهر من البيانات التي جمعها واضعو أطلس المناخ أن معدل درجات الحرارة في ألمانيا كان 16,2 درجة مئوية في الفترة بين عامي 1970 و1980، أما في الأعوام 2000 وحتى 2010 فقد بلغت 18,2 درجة مئوية، أي بارتفاع درجتين خلال أربعين عاما. ويتوقع العلماء أن يبلغ الارتفاع 3 درجات حتى نهاية القرن وخاصة في جنوب ألمانيا. ولاحظ الخبراء التقلبات في كمية الأمطار المتساقطة على ألمانيا خلال الشهر الماضي تموز/ يوليو 2011، حيث سقط على مدينة روستوك في أقصى الشمال 343 ليترا من الأمطار لكل متر مربع واحد، وهذه كمية أعلى بخمس مرات من معدل الأمطار السنوي في هذا الشهر في رستوك. في حين بلغت كمية الأمطار في الشهر الماضي في مدينة كاسل بوسط ألمانيا 33 ليترا للمتر المربع الواحد، وهي نصف الكمية المعتادة. ويفسر الخبراء هذا التباين والتذبذب في كمية الأمطار بظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة.

وقال سفين بلوغر، أحد أشهر مقدمي النشرات الجوية في التليفزيون الألماني، إنه يمكن قياس التغير في درجات الحرارة في ألمانيا : "خلال المائة سنة الماضية، ارتفعت درجة الحرارة في ألمانيا مقدار 1,1 درجة مئوية". قد يبدو هذا الرقم للوهلة الأولى ليس كثيرا، لكن "إذا عرفنا أن درجة حرارة الأرض قد ارتفعت بمقدار 4,5 درجة مئوية منذ انتهاء العصر الجليدي الأخير، يتضح لنا أن مدى تسارع ارتفاع درجة الحرارة". ويؤكد الخبير الألماني غيرهارد مولر فيسترماير على ذلك ويضرب مثلا بشهر نيسان أبريل الماضي ويقول: "كان الشهر حارا جدا، كان شهرا مشمسا وجافا وكانت درجات الحرارة أعلى من معدلها السنوي بمقدار 4,2 درجة".

Sven Plöger Meteorologe und Wettermoderator
سفين بلوغر، مقدم النشرات الجوية في التليفزيون الألمانيصورة من: picture-alliance

لا يوجد حل سحري للتغير المناخي

لكن البعض يشكك بأن الإنسان هو المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة، ويقولون إن الطقس في العصور الوسطى كان شديد الحرارة أيضا، وذلك قبل الثورة الصناعية وقبل الزيادة الهائلة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وحقا فإن علماء الأرصاد الجوية عاجزون حتى الآن عن تحديد سبب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. ويقول سفين بلوغر: "كوكبنا عبارة عن بنية معقدة، بحيث أننا لا نستطيع – وعلينا الاعتراف بذلك – فهمه أو حتى الاقتراب من فهمه وتحليله". لكن ومن جهة أخرى تمكن العلم من إثبات وجود صلة بين بعض القضايا: "تأثير غازات الدفيئة ومنها ثاني أكسيد الكربون".

ورغم أنْ لا أحد يتحدث هذه الأيام عن التغير المناخي بسبب الأمطار الكثيرة التي هطلت هذا الصيف، إلا أن ألمانيا تشهد ومنذ مطلع الثمانينات نقاشات حول حماية المناخ والبيئة. وكان حزب الخضر بمثابة المحرك لهذه النقاشات، والآن باتت جميع الأحزاب لأخرى تتبنى مبادئ حماية المناخ والبيئة. وقد أثمرت هذه النقاشات وساهمت في رفع الوعي البيئي لدى المواطن العادي ووجدت تشجيعا من قبل المسؤولين والسياسيين. وفي السنوات الأخيرة تبنت عدة مدن ألمانية سياسات بيئية، ومنها بلدية برلين، التي قررت زراعة أشجار جديدة في الشوارع وبالقرب من البيوت وفتح ممرات لتيارات الهواء البارد في المدينة.

كاي ألكسندر شولتس/ عبد الرحمن عثمان

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد