1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمة لبنان تتجه إلى مزيد من التعقيدات

٢٠ يناير ٢٠١١

تتجه الأزمة السياسية في لبنان فيما يبدو إلى مزيد من التعقيدات. فبعد يوم من إعلان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل رفع بلاده يدها عن الوساطة المشتركة مع سوريا، علقت قطر وتركيا مساعيهما للتوسط بين أطراف الأزمة اللبنانية.

https://p.dw.com/p/100DK
الساحة اللبنانية.. أزمة تولد أزمات
سعد الحريري يؤكد ترشحه لرئاسة الوزراءصورة من: AP

لا يلبث لبنان يخرج من معضلة حتى يقع في أخرى. هكذا يجد اللبنانيون أنفسهم اليوم على شفا حرب أهلية جديدة، وقودها الصراع السياسي المتأجج بين قوى "14 آذار" وحزب الله الشيعي وحلفائه، لاسيما مع إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، التزامه بالترشح لرئاسة الوزراء "بغض النظر عن مناخات الترهيب"، وذلك بعد ساعات من رفع 3 من الوسطاء أيديهم عن جهود نزع فتيل الأزمة اللبنانية.

جاء خطاب الحريري اليوم الخميس (20 يناير/كانون الثاني) في وقت يزداد فيه الوضع الداخلي سوءً مع فشل محادثات الوساطة التي قادتها الدوحة وأنقرة مع تيار المستقبل، من جهة، و"حزب الله" وحلفائه، من جهة أخرى، والتي لم تنجح في إحراز أي تقدم. وكانت الرياض ودمشق تسعيان على مدار الأشهر الماضية إلى احتواء التداعيات المحتملة للقرار الاتهامي المرتقب من المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في قضية رفيق الحريري، الأمر الذي أدى أجج الصراع بين تيار المستقبل و"حزب الله" أسفر في النهاية عن تصدع الحكومة بانسحاب وزراء المعارضة.

وكان الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله، قد أكد مرارا أن القرار الظني المرتقب من المحكمة الدولية سيكون مسيسا لصالح توجيه اتهام إلى عناصر من حزبه بالضلوع في اغتيال الحريري. وفي المقابل، تتمسك قوى "14 آذار"، وتيار الحريري، بخيار الإبقاء على المحكمة، وهو ما يراه منتقدوه انسياقا وراء الضغوط الأميركية والغربية. وقال النائب المسيحي ميشال عون المتحالف مع حزب الله اليوم الخميس إنه لن يرضى بسعد الحريري رئيسا لحكومة لبنان، مؤكدا ان "قوى الأرض لا يمكنها أن تفرضه علينا".

دور الجيش اللبناني

هل ينجح الجيش اللبناني في احتواء الوضع.. سؤال على المحك
هل ينجح الجيش اللبناني في احتواء الوضع؟صورة من: AP

وتزداد الصورة غموضا مع تضارب تصريحات الوسطاء، ففي وقت تحدث فيه وزير الخارجية التركي دواد أوغلو عن "مؤشرات مرونة" لدى الأطراف، وصف نظيره السعودي الموقف في لبنان بـ "الخطير"، وذهب إلى أنه مرشح للانقسام على أساس طائفي، على حد تعبيره.

وتعليقا على تلك التصريحات، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني وسام سعادة إن الأجواء الآن ترفع احتمالات العمل الأمني والعسكري، "الذي يشاع بأنه أصبح قاب قوسين وأصبح رهن الساعات المقبلة". وأضاف في حوار لدويتشه فيله أن "الذي يمتلك السلاح الفعلي في لبنان هو معسكر حزب الله.. والمحك هنا هل يمكن للجيش اللبناني أن يتعامل بحسم، أو بطريقة تحتوي الأزمة لمنع انفلاته ولمنع تغيير القاعدة السياسية في لبنان".

وأشار سعادة إلى أن أوساط حزب الله، تتحدث منذ يومين عن "الحسم"، كما يتحدثون على صفحات مواقعهم الإلكترونية عن 20 ألفا من عناصرهم المسلحة يستعدون لغزو بيروت والمناطق الأخرى، وأضاف"لا نعرف إلى ماذا سيتمخض كل ذلك". وقد شدد الجيش اللبناني مدعوما بالدبابات اليوم الخميس من تواجده حول المباني الحكومية في بيروت.

واعتبر الكاتب اللبناني أن المطالب الثلاث لـ "حزب الله" والمتمثلة في سحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية، ووقف المساهمة اللبنانية في تمويل المحكمة، وإلغاء مذكرة التفاهم الموقعة بين لبنان والمحكمة، تعني عمليا "إجبار طرف على قبول أشياء لا تناسب قناعاته". وأضاف "لا أحد في 14 آذار مقتنع بسحب القضاة اللبنانيين أو وقف تمويل المحكمة، ولا أحد في لبنان مقتنع بأن تنفيذ هذه المطالب يمكنها أن تغير الوضع".

هلع في الشارع اللبناني

أجواء الحرب تملأ الأجواء واللبنانيون يترقبون
شبح الحرب يخيم على الأجواء في لبنانصورة من: AP

وأعرب سعادة عن قناعته بأنه "لا يمكن أن تكون التسوية على قاعدة ضرب المحكمة الدولية، وقوى 14 آذار، التي يمثلها سعد الحريري ترى أن ما يريده حزب الله وحلفاؤه ليس المحكمة الدولية، بل يرون أن أي موقف من الحريري ضد المحكمة لن يغير شيئا، لأن حزب الله لا يسعى سوى إلى إلغاء واستئصال القوى الأخرى المعارضة له"، على حد تصورهم، باعتبار أن "عنصر السلاح يمكنه حسم كل المعادلات في لبنان". بينما يعتبر حزب الله أن قرار المحكمة الدولية "مُسيَّس" ويهدف إلى إخضاع حزب الله إلى خطة تجريده من سلاحه، وأن الحزب غير ضالع في عملية اغتيال الحريري.

وحول تعليق الوسيطين القطري والتركي لجهودهما بعد يوم من رفع الرياض يدها عن الملف اللبناني، قال سعادة "الموقف التركي- القطري كان واضحا في أن من أنهى المحادثات هو حسن نصر الله، وليس سعد الحريري". وأعرب عن عدم يقينه مما إذا كانت هذه المفاوضات ستستأنف أم لا، قائلا "يبدو من توصيف المسؤولين أنها توقفت والمناخ ملبد".

ورأى سعادة أن جهود الوساطة جميعها مكملة لبعضهما البعض، لأن دولة قطر هي الراعية لصلح أيار 2008، الذي جرى بعد عملية حزب الله العسكرية في بيروت، وبالتالي هي المعنية بشكل أساسي بخرق صلح الدوحة. ولفت في هذا السياق إلى أن "حزب الله" لا ينفي خرقه لهذا الصلح، عندما تقدم وزراؤه بالاستقالة من الحكومة. ومن جهتها تتهم قوى الثامن من آذار (حزب الله وحلفاؤه) سعد الحريري بأنه ساهم في "فبركة شهود زور" تسببوا برأيهم في تسييس التحقيق الدولي في قضية الحريري وتوجيه الاتهام إلى سوريا.

وبحسب سعادة، فإن "التحدي الرئيسي الآن هو إنقاذ هذا البند في صلح الدوحة الذي يتكلم عن حظر استخدام السلاح مرة أخرى بعد 7 أيار2008". وتساءل "هل يمكن لهذه الجهود أن تنقذ البلد في اللحظة الأخيرة، وهل يلجأ حزب الله إلى الشارع.. هذه الأمور تطرح نفسها بقوة في لبنان.. اللبنانيون اليوم في حالة من الهلع والانتظار، لأن هناك من وعدهم بعملية برية ميدانية ليزرية(من ليزر)".

أميرة محمد

مراجعة. منصف السليمي