1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

150910 Erdöl Alternativen

١٥ سبتمبر ٢٠١٠

يدخل النفط ومشتقاته في معظم الأشياء التي نستعملها: الكمبيوتر والملابس والأدوية وحتى أحمر الشفاه والمكياج. ولكي لا ينضب النفط قبل العثور على بديل له، يجري العلماء الألمان تجارب على النبات لتكريره كما يكرر النفط في المصافي

https://p.dw.com/p/PCtl
قريبا سيصنع أحمر الشفاه من النبات بدلا من النفطصورة من: picture-alliance/ dpa

تتوقف قيمة النفط على إمكانية الاستعاضة عنه في المستقبل. وهذا الأمر ليس سهلا بالنسبة للصناعات الكيميائية وخاصة البلاستيك والأصباغ ومواد التجميل وغيرها من المواد التي نستعملها يوميا والتي تعتمد بشكل كبير على النفط. لكن هناك بدائل رغم أنها مازالت في مرحلة جنينية، المقصود بذلك "الكتلة الحيوية" أي النباتات، كمصدر عضوي بديل عن النفط الأحفوري، والتي يمكن زراعتها لتصبح مصدرا لا ينضب للطاقة. ويجري العلماء تجارب على تكرير المواد العضوية، وتتابع دول الأوبك المصدرة للنفط هذه التجارب باهتمام بالغ.

يتوقع العلماء مستقبلا زاهرا للكائنات العضوية ويأملون أن تحل ذات يوم محل النفط. ومطلوب من هذه الكائنات أن تنشط في ما يطلق عليه اسم معامل التكرير الأحيائية، وهي مصاف ٍ لتكرير النباتات العضوية بدلا من تكرير النفط، فعلى سبيل المثال يمكن استخراج النشا، الذي يعتبر أساسيا لجميع المنتجات البلاستيكية، من الحبوب. فهل من الممكن حقا الاستعاضة عن النفط بالمواد العضوية كالنباتات والكائنات العضوية الدقيقة؟

لا صناعات كيميائية بدون نفط

Rapsfeld im Erzgebirge
حقل مزروع بالخردل الأصفر المستخدم لإنتاج الديزل العضويصورة من: BMU/Böhme

ما زال النفط يشكل أحد أهم المواد الخام لكثير من المنتجات، لكن 90 بالمائة منه يستخدم كوقود ويُنفث في الهواء. وحتى الآن لا يوجد بديل فعلي عن مشتقات النفط وخاصة الديزل والبنزين. لكن المنسوجات تنتج من النفط، وحتى أحمر الشفاه وكريمات الجسم ولهّايات الأطفال. فهل علينا الاستغناء عن كل هذه السلع إذا نضب النفط؟ وما مدى تبعية الصناعات الكيميائية للنفط؟ التبعية في الوقت الحالي كبيرة جدا، كما يقول يورغ روترمل رئيسُ اتحاد الصناعات الكيميائية في ألمانيا "فالصناعات الكيميائية الألمانية تغطي 85 بالمائة من حاجتها للمواد الخام من النفط والغاز. أما المواد العضوية فتشكل نسبة 13 بالمائة"

لكن الأمر يختلف بالنسبة للوقود، حيث يتم في الأثناء استخراج الديزل العضوي بكميات كبيرة من بذور عباد الشمس والحبوب والخردل الأصفر والشمندر أو بنجر السكر. لكن ثبت أن هذه السياسة كانت خاطئة لأنها أدت إلى مجاعات في دول العالم الثالث، فبدلا من زراعة الحقول لتغذية البشر، جرى زراعتها لاستخراج الديزل العضوي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير.

فهل سيدفع البشر ثمن استخدام المواد العضوية بدلا من النفط ؟ يعترف يورغ روترمل بأن "التنافس على الأراضي الزراعية سيبقى قائما، لأن مساحة هذه الأراضي محدودة، ولا يمكننا زيادة مساحة كوكبنا كما يحلو لنا".

التوفيق بين غذاء الإنسان واحتياجات الصناعة

لذلك يسعى العلماء في مدينة شتوتغارت إلى استغلال القش والتبن وليس السنابل في أبحاثهم الرامية إلى إيجاد مواد خام بديلة عن النفط، فالنشا موجود في القش أيضا كما هو موجود في السنابل، كما تقول سوزانه زيبك من معهد فراونهوفر لأبحاث الهندسة البينية "يهمّنا أن تستعمل المواد الغذائية للصناعات الغذائية وليس للعمليات الكيميائية، لذلك نسعى إلى استغلال السكر الموجود في القش لأن القش لا يستخدم كمادة غذائية".


وفعلا نجح الباحثون في مسعاهم: بكتيريا الخميرة استطاعت تحليل النشا الموجود في القش وتحويله إلى سكر يمكن استخراج مادة الـ "بيوغرانولات" منه، وهي المادة الخام اللازمة لإنتاج البلاستيك. لكن، ولإنتاج كميات كافية من هذه المادة، لا بد من زراعة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.

فهل نحن أمام معضلة ليس لها حل؟ يورغ روترميل رئيس اتحاد الصناعات الكيميائية في ألمانيا لا يبدو متفائلا بإيجاد حل سريع لهذه المعضلة "لن نشهد في جيلنا الحالي اليوم الذي تحل فيه الكتلة الحيوية محل النفط، لذلك علينا تطوير بدائل أخرى في مجال الطاقة، كاستغلال الطاقة الشمسية وحرارة الأرض وغيرها من البدائل. ولن يتمكن جيلنا من الاستعاضة بالكتلة الحيوية عن حقول النفط ومناجم الفحم الموجودة حاليا".

مصفاة لتكرير النبات بدلا من تكرير النفط

Biomasseheizkraftwerk Pfaffenhofen
محطة لتوليد الطاقة من الكتلة الحيوية - النبات. في عام 2009 أنتجت هذه المحطات في ألمانيا أكثر من 30 مليار كيلو واطصورة من: BMU / Bernd Müller

ورغم ذلك فقد نجح العلماء في استخدام مادة البيوغرانولات المستخرجة من قش النبات في الصناعات النسيجية عبر آلات خاصة قادرة على نسج ألياف دقيقة. صحيح أنها أغلى بعشر مرات من المنسوجات المصنوعة من مشتقات النفط، لكنها تتحلل عضويا.

وفي الأثناء يمكن حتى صناعة جوارب النايلون من المواد العضوية، وهو ما يمثل طفرة تقنية، ويبعث التفاؤل لدى هاينريش بلانك من معهد تقنيات النسيج في مدينة دينكيندورف: "الصناعات الكيميائية تتطور، وعلم الأحياء يتطور والتكنولوجيا العضوية تتطور أيضا. وأعتقد أن يوما سيأتي يمكننا فيه الاستغناء تماما عن المواد الخام المشتقة من النفط".

وحتى وإن كانت النباتات أو ما يسمى بالكتلة الحيوية قادرة حتى الآن على الحلول محل قسم من منتجات النفط، كما هو الحال مع الخردل، فإن استخدامه لإنتاج العديد من السلع كالجوارب ومواد التجميل بات ممكنا أيضا. ولأن النفط سينتهي عاجلا أم آجلا، ستشرع ألمانيا ببناء أول مصفاة لتكرير النباتات في مدينة لوينا Leuna بشرق البلاد.

أندرياس نويهاوس/ عبد الرحمن عثمان

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد