1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Abdullah Saudi-Arabien

٢ أغسطس ٢٠١٠

قبل خمس سنوات تم تنصيب الملك عبد الله رسميا على عرش المملكة العربية السعودية بعد وفاة أخيه الملك فهد. وخلال السنوات الماضية أثبت الملك الجديد قدرته على القيام بإصلاحات شجاعة، غير أن هناك من يرى أنها خطوات حذرة لا تكفي.

https://p.dw.com/p/OaLS
إصلاحات شجاعة قام بها الملك عبد الله خلال 5 سنواتصورة من: picture-alliance/dpa

الاستمرارية هي أحد أهم أركان المملكة العربية السعودية. وهكذا ارتقى عبد الله بن عبد العزيز في الثالث من أغسطس (آب) 2005 عرش المملكة ليكون الخامس بين الأبناء الخمسة والأربعين الذين أنجبهم مؤسس المملكة. كان الملك السابق، الأخ غير الشقيق فهد، يعاني في السنوات العشر الأخيرة قبل وفاته من تبعات الجلطة التي أصابته عام 1996 والتي جعلته إلى حد كبير لا يستطيع إدارة دفة الحكم، ولذلك تحتم عليه ترك مهام منصبه لولي العهد عبد الله الذي لم يكن يصغر أخاه – الذي توفي عن 84 عاماً - سوى بثلاثة أعوام. وهكذا تم الحفاظ – ظاهرياً - على مبدأ الاستمرارية.

إرادة التغيير

لكن الأيام أثبتت عكس ذلك، إذ ليس هناك مجال لم يُحدِث فيه الملك الجديد تغييرات. لم يكن التغيير دائماً على نحو فجائي، بل كان في بعض الأحيان مُعداً له منذ فترة طويلة، أي خلال تلك السنوات التي تولى فيها عبد الله الحكم فعلياً. غير أن التغيير أضحى منذ جلوس عبد الله على العرش أكثر وضوحاً وصراحةً، سواء داخلياً على الصعيدين الاجتماعي والثقافي، أو في مجال العلاقات الخارجية، أي تجاه الولايات المتحدة والدول المجاورة وكذلك تجاه إسرائيل.

König Fadh von Saudi-Arabien gestorben
الملك فهد وجورج بوش الأب: علاقة وثيقةصورة من: AP

كان الملك الراحل فهد رمزاً لإدمان التبذير والإفراط في الترف في السعودية، ولهذا كان هدفاً لنقد الدوائر المحافظة لأن أسلوب حياته كان يتناقض مع "نمط الحياة الإسلامي" الذي يطالب به البعض بإصرار كبير في السعودية. تغير ذلك على يد عبد الله بسرعة شديدة، لسوء حظ المصيف الإسباني الفاخر ماربيلا ومالكي كازينوهات لندن. وإذا كان فهد قد أنفق الملايين في نشر المذهب الوهابي، فإن الملك الجديد يركز جهوده على تطوير نظام التعليم في المملكة وبناء جامعات جديدة ومدارس أفضل.

على الصعيد الخارجي انتهج عبد الله نهجاً جديداً أيضاً. كانت الرابطة التي تربط فهد بالولايات المتحدة لا تتزعزع (قال فهد يوماً: "بعد الله نضع ثقتنا في الولايات المتحدة")، أما موقف الملك عبد الله فكان أكثر مراعاةً للظروف: لقد وقف موقفاً نقدياً تجاه حرب العراق التي شنها جورج دبليو بوش، فيما كان سلفه فهد شارك بقوات سعودية في تحالف بوش الأب لتحرير الكويت، كما قام عبد الله بتقليص الدعم السعودي للجماعات والحركات الإسلامية في العالم، وشن حرباً قاسية ضد الإرهابيين داخل بلاده. هذه الجماعات، وعلى رأسها "القاعدة"، تشكل تحدياً للعائلة المالكة في السعودية، غير أن محاربتها كانت إشارة واضحة في اتجاه الولايات المتحدة وبقية دول العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)؛ كانت الإشارة تعني: صحيح أن معظم منفذي ضربات 11 سبتمبر (أيلول) سعوديون، لكن السعودية تدين أفعالهم كل الإدانة.

تشجيع الحوار بين الأديان

Kommunalwahlen in Saudi Arabien
2005 أجريت لأول مرة انتخابات محليةصورة من: AP

وفي إطار تحسين صورة المملكة تندرج جهود الرياض في عهد الملك عبد الله لتخفيف حدة الصراعات في المنطقة، لا سيما إنهاء الصراع في الشرق الأوسط. منذ أن كان ولياً للعهد أطلق عبد الله من بيروت مبادرة الجامعة العربية للسلام التي تعرض على إسرائيل السلام والاعتراف بها مقابل استعادة الأراضي التي غزتها إسرائيل عام 1967. هذه المبادرة تم إطلاقها مرة أخرى من الرياض عام 2007، غير أنها بقيت حتى اليوم بدون رد فعل رسمي إسرائيلي. هذه المبادرة كانت، وتبقى، تحولاً واضحاً عن خط سلفه فهد المعادي لإسرائيل معاداة صريحة. كما أن الملك يبذل جهوداً حثيثة في مجال آخر يتجاوز مجرد تجميل صورة المملكة السعودية خارجياً، ونعني مجال الحوار بين العالم الإسلامي وأتباع الديانات الأخرى، وذلك عبر مؤتمرات دولية كالتي عقدت في عام 2008 في مكة ومدريد ونيويورك.

أما على الصعيد الداخلي فقد قام عبد الله بخطوات أولى في اتجاه القيام بإصلاحات سياسية واجتماعية، ومنها إجراء انتخابات محلية لأول مرة في عام 2005، لكن تلك الخطوة لم تتكرر بعد أربع سنوات. ليس في السعودية أحزاب سياسية، كما أن المملكة لا تعرف برلماناً منتخباً. بدلاً من ذلك هناك "مجلس شورى" يضم 90 عضواً يقوم الملك بتعينهم. ولا بد أن الملك على وعي بأن تركيبة هذا المجلس يجب أن تتغير هي الأخرى مع الزمن: فالطبقة الوسطى التي يرتفع مستوى تعليمها عاماً بعد الآخر تطالب بالتغيير، ولهذا فإن مبدأ الاستمرارية في المجال السياسي والاجتماعي الداخلي لن يعيش طويلاً، لا سيما في ظل الانتقادات التي توجهها منظمات حقوق الإنسان إلى السعودية، ومطالبتها إياها بتحقيق إصلاحات جذرية وسريعة في المملكة لإلغاء عقوبة الإعدام ووقف الانتهاكات الحادة التي يتعرض إليها مواطنوها، وخاصة في مجال حقوق المرأة وحرية الرأي .

بيتر فيليب / سمير جريس

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد