1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وداوها بالتي كانت هي الداء.. هل يصبح البعوض علاجا للملاريا؟

٧ مايو ٢٠٢٠

خلف وباء كورونا يتوارى مرض لا يقل خطورة عنه، إنه الملاريا الذي يحصد أرواح حوالي 400 ألف شخص سنويا حول العالم. باحثون من كينيا توصلوا إلى أن البعوض الناقل للمرض يمكن أن يكون هو العلاج لمكافحته. فكيف يصبح الداء هو الدواء؟

https://p.dw.com/p/3buVK
بعوضة وهي تمتص الدم.ز صورة رمزية لخطورة البعوض ودوره في نقل الامراض
البعوض ناقل مرض الملاريا قد يكون الأمل في القضاء عليهصورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul

يتوارى خلف تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أصبح "مالئ الدنيا وشاغل الناس"، مرض لا يقل خطورة عنه.  إنه مرض الملاريا الذي لا يزال أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في البلدان النامية. فبحسب منظمة الصحة العالمية، أصيب حوالي228 مليون شخص بالملاريا في عام2018، معظمهم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

كما أودى المرض بحياة أكثر من 400 ألف آخرين، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة. وتحذر منظمة الصحة العالمية من احتمال تضاعف عدد الوفيات هذا العام بسبب توقف وصول المساعدات للمناطق المتضررة نتيجة القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا.

وينتقل مرض الملاريا إلى البشر عن طريق اللدغ من إيناث بعوض الأنوفيل. وظل العلماء لسنوات يبحثون عن ميكروبات تتكون بشكل طبيعي لدى البعوض والتي يمكن أن تقضي على الملاريا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض التي ينقلها البعوض. وتوصل باحثون من كينيا إلى أنه يمكن الحد من انتقال الملاريا إلى البشر بشكل ملحوظ دون العبث بالنظام البيئي بأكمله، وذلك عن طريق اكتشاف نوع من الفطريات التي تتشكل داخل أمعاء البعوض والتي توقف انتقال مسببات الملاريا .ووفقاً للدراسة التي نشرتها  المجلة العلمية "نايشتر كوميونيكايشن Nature Communications"، لم يكن أي من البعوض الحامل لهذا النوع من الفطريات المعوية، حاملا للمادة المسببة للملاريا في الوقت نفسه.

طفل مصاب بالملاريا في أثناء معالجته في مستشفيات العاصمة اليمنية صنعاء بتاريخ 13.11.2019
معظم ضحايا مرض الملاريا من الأطفال دون سن الخامسةصورة من: picture-alliance/dpa/M. Mohammed

التحكم بالمرض بيولوجيا

ويعيش الميكروب أحادي الخلية داخل الأمعاء والأعضاء التناسلية للحشرات. وتم الكشف عن وجود فطر الأمعاء الدقيقة والمعروف علميا بـ Microsporidia MB في خمسة بالمائة من بعوض  الأنوفيل الذي تم فحصه من المنطقة عالية الخطورة حول بحيرة فيكتوريا في غرب كينيا.
ويقترح علماء الأحياء في المركز الدولي لفيزيولوجيا الحشرات والبيئة "Icipe" في العاصمة الكينية نيروبي، استخدام البعوض المصاب بالفطريات أو حتى جراثيم الفطريات كعامل بيولوجي مضاد للملاريا. ويمكن حقن ذكر البعوض الذي لا يلدغ بفطر الأمعاء ويصل عن طريق التزواج إلى إناثه. ووفقا للقائمين على الدراسة يجب أن يحمل 40 في المائة على الأقل من البعوض في المنطقة هذا النوع من الفطريات من أجل الحد بشكل كبير من عدوى الملاريا.

ويرى الباحثون أن استخدام المبيدات الحشرية أو الفطريات التي تقضي بشكل تام على البعوض الناقل للملاريا يهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن منه، في حين أن التحكم البيولوجي بالملاريا لن يكون له تأثير خطير على النظام البيئي لأنه يحافظ بهذا على البعوض كحلقة وصل مهمة في السلسلة الغذائية.

ألكسندر فرويد/ إ.م