هل تؤثر استقالة الرئيس فولف على شعبية ميركل؟
١٧ فبراير ٢٠١٢خلفت استقالة الرئيس الألماني كريستيان فولف آثارا سلبية على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي كانت تأمل في أن تركز جهودها في الفترة المقبلة على المباحثات الأوروبية الجارية من أجل التوصل لحل لأزمة اليورو. وبسبب استقالة رئيس البلاد وجدت ميركل نفسها مضطرة للبحث عن شخصية جديدة تشغل المنصب الشاغر، وهو ما دفعها إلى إلغاء الزيارة التي كانت مقررة إلى إيطاليا، حيث كان من المنتظر أن تلتقي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي.
وبالرغم من أن مهام الرئيس الاتحادي في ألمانيا تمثيلية في أغلبيتها، فإن المستشارة الألمانية حريصة على أن تتولى هذا المنصب شخصية قريبة من محيطها السياسي، على اعتبار أن القوانين التي يسنها البرلمان لا يمكن العمل بها إلا إذا وقًع عليها رئيس البلاد، وهو ما يعني بأنه في حال تولي شخصية معارضة لهذا المنصب، فإن ذلك قد يعرقل الأداء الحكومي للائتلاف الذي تقوده ميركل.
هل سينجح مرشح ميركل من جديد في الفوز بمنصب الرئاسة
ويتم اختيار الرئيس في ألمانيا من طرف الجمعية الاتحادية التي تتألف من أعضاء مجلس النواب، وممثلين عن الولايات الألمانية
ورغم توفر الائتلاف الحكومي على الأغلبية في الجمعية الاتحادية، غير أن الطريق أمام الشخص الذي يرشحه هذا الائتلاف لتولي منصب رئيس البلاد لا يكون دائما مفروشا بالورود، مثلما حصل عام 2010 مع كريستيان فولف الذي كانت تدعمه ميركل وائتلافها الحاكم ،لكنه لم يستطع الفوز إلا في الجولة الثالثة من الانتخابات. وقد يصبح الوضع أكثر تعقيدا هذه المرة بالنسبة إلى المستشارة الألمانية،إذا تأخر تعيين الرئيس الجديد إلى بعد انتخابات ولاية شليسفيش هولشتاين بشمال ألمانيا، المقررة في 6 من شهر مايو/ أيار المقبل. فخسارة ائتلاف الليبراليين والاتحاد المسيحي الديمقراطي في هذه الولاية يعني فقدان ميركل للأغلبية في مجلس الولايات الذي يتشكل منه نصف أعضاء الجمعية الاتحادية التي تختار رئيس البلاد.
شعبية ميركل لم تتأثر لحد الآن بتهم فولف
ورغم بعض الصعوبات التي سببتها استقالة كريستيان فولف للمستشارة الألمانية، إلا أن شعبيتها لم تتأثر بتاتا بل على العكس من ذلك، إذ زادت هذه الشعبية في الأسابيع الأخيرة وفق استطلاعات للرأي، إذ أبدى الكثير من الألمان إعجابهم بالطريقة التي تدير بها ميركل أزمة اليورو.غير أنه في حال ثبوت تهم الفساد وسوء استغلال السلطة ضد الرئيس السابق كريستيان فولف فإن ذلك قد يسبب حرجا كبيرا لميركل ويعرضها للانتقاد، لأنها ظلت لسنوات طويلة تدعم فولف وتقف إلى جانبه منذ أن كان رئيسا لولاية ساكسونيا السفلى.
وفي انتظار حدوث ذلك من عدمه، ستجتمع المستشارة الألمانية غدا السبت( 18 فبراير 2012) مع قادة الائتلاف الحكومي للاتفاق على مرشح جديد لمنصب الرئاسة الذي تركه كريستيان فولف شاغرا بعد أقل من عامين على تقلده لهذا المنصب خلفا لهورست كولير المستقيل أيضا.
ديك فولفغانغ/ هشام الدريوش
مراجعة: محمد المزياني