1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المرشد السابق للإخوان المسلمين مهدي عاكف في سطور

٢٣ سبتمبر ٢٠١٧

توفى المرشد العام السابق للإخوان المسلمين بمصر، محمد مهدي عاكف عن عمر يناهز 89 عامًا، في مشفى حكومي، وسط القاهرة. وكان عاكف قد نقل من السجن إلى المستشفى للعلاج، بعد أن قضى قرابة ثلث عمره مسجونا.

https://p.dw.com/p/2kYs8
Mahdi Akef, Leiter der Muslimbruderschaft
صورة من: Getty Images/K.Desouki

توفي المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف والذي ساعد في تحويل هذا الفصيل الإسلامي إلى أحد أقوى قوى المعارضة الجمعة في مستشفى القصر العيني في القاهرة عن عمر يناهز 89 عاما بعد أن قضى قرابة ثلث عمره مسجونا.

ويُعد عاكف، صاحب لقب "أول مرشد عام سابق" للجماعة، حيث تم انتخاب محمد بديع خلفا له، بعد انتهاء فترة ولايته في يناير/كانون الثاني عام 2010، وإعلان عدم رغبته في الاستمرار في موقع المرشد العام، ليسجل بذلك سابقة في تاريخ الجماعة بمصر.

ولد عاكف في 12 يوليو/تموز 1928، وهو العام نفسه الذي تأسست فيه جماعة الإخوان المسلمين، على يدي حسن البنا، في فبراير/ شباط من العام ذاته، والتحق عاكف بمدرسة المنصورة الابتدائية (تعليم أساسي).

بعدها، انتقل إلى القاهرة ليعيش بمنطقة السكاكيني الشعبية، ثم حصل على شهادة التوجيهية (الثانوية العامة) من مدرسة فؤاد الأول الثانوية، والتحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية، وتخرج في مايو/آيار 1950، وعمل بعد تخرجه مدرسا للرياضة البدنية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية.

وهو متزوج من وفاء عزت، أخت القائم بأعمال المرشد الحالي للإخوان، محمود عزت، والمختفي عن الأنظار منذ فض قوات الأمن المصرية اعتصامي رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، ونهضة مصر (غرب)، صيف 2013، ما أسقط مئات القتلى بين أنصار محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، وهو منتمي للإخوان، وأطاح به الجيش، عام 2013، بعد عام واحد في الحكم.

عرف عاكف الإخوان في وقت مبكر من عام 1940، وتربى على أيدي شيوخ الإخوان وعلمائهم، وعلى رأسهم حسن البنا (مؤسس الجماعة)، وترأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليا) في الحرب ضد الإنجليز بمنطقة القناة (شمال شرق)، حتى قامت ثورة 1952 (المعروفة بحركة الضباط الأحرار)، ثم سلَّم معسكرات الجامعة لكمال الدين حسين، المسؤول عن الحرس الوطني (جهاز تابع للدولة) آنذاك.

كان آخر موقع شغله عاكف في الإخوان، قبل صدور قرار بحل الجماعة عام 1954، هو رئاسة قسم الطلاب، وكان رئيسا لقسم التربية الرياضية بالمركز العام للإخوان. وبعد محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر في 1954، أوقف عاكف وجرى الحكم عليه بالسجن المؤبد، وهو الحبس 25 سنة في مصر، قبل أن يُفرج عنه بعد 20 عاما في صفقة مشهورة بين الرئيس الأسبق أنور السادات والجماعة التي قصد دعمها لمواجهة المعارضة اليسارية.

خرج عاكف من السجن عام 1974، في عهد الرئيس الراحل أنور السادات (1970- 1981)، وعين في وظيفة حكومية معنية بالشباب على درجة مدير عام، ثم انتقل إلى السعودية، ليعمل مستشارا للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومسؤولا عن مخيماتها الدولية ومؤتمراتها. واشترك في تنظيم المخيمات للشباب الإسلامي في دول عديدة منها السعودية، والأردن، وماليزيا، وبنغلاديش، وتركيا، وأستراليا، ومالي، وكينيا، وقبرص، وألمانيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.

سافر عاكف عام 1980 إلى ألمانيا، حيث عمل مديرا للمركز الإسلامي في ميونيخ، قبل أن يعود إلى مصر، عام 1986، ليتولى مجددا رئاسة قسم الشباب والطلاب في جماعة الإخوان. وكان عاكف أحد 35 عضوا في مجلس الشعب (إحدى غرفتي البرلمان) مثلوا كتلة برلمانية للإخوان، عام 1987، وذلك عن دائرة شرقي القاهرة، ويرى عاكف أنه استفاد كثيرا من هذه التجربة البرلمانية في مجال السياسة، وفق تصريحات صحيفة له.

شغل عاكف عضوية "مكتب الإرشاد" في جماعة الإخوان بين عامي 1987 و2009. ومع بداية 1995 بلغ التوتر بين الإخوان والحكومة المصرية مداه، فمثل عاكف أمام المحكمة العسكرية، في 1996، بتهمة مسؤوليته عن التنظيم العالمي للإخوان، وحكم عليه بالحبس ثلاث سنوات. وبعد وفاة مأمون الهضيبي، في يناير/ كانون الثاني 2004، شغل عاكف منصب المرشد العام للجماعة، ليصبح المرشد السابع.

وفي عهده كانت الإخوان أكثر علنا في المشهد السياسي، وأعلنت النزول في مظاهرات عام 2005، وأطلقت مبادرة شهيرة للإصلاح. وانتهت فترة ولاية عاكف، في يناير/كانون ثاني 2010، ورفض إعادة انتخابه مرشدا، وترك المنصب، بانتخاب محمد بديع مرشدا، في 16 يناير/ كانون الثاني 2010، ليصبح عاكف صاحب لقب أول مرشد عام سابق في تاريخ الجماعة.

وتحت قيادته، فازت الجماعة بنحو 20% من مقاعد مجلس الشعب في انتخابات العام 2005، وهو إنجاز مهم للحركة التي كانت السلطات متسامحة معها آنذاك رغم كونها محظورة. وخلال هذه الفترة، بدت الجماعة أكثر فصيل معارض منظم ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، قائدة الاحتجاج ضد قسوة الشرطة، والفساد، وانعدام المساواة. وخلافا لأسلافه من قادة الجماعة الذين بقوا في القيادة حتى وفاتهم، قرر عاكف التقاعد في العام 2010 بعد فترة واحدة قوامها ستة أعوام. وفي 2012، كان لعاكف موقف رافض لتقديم الجماعة مرشحا لانتخابات الرئاسة، لكنه نزل على "شورى" الجماعة، وفق تصريحات صحفية له.

 بدأت آخر فترات سجن عاكف في تموز/يوليو 2013، بعد أيام من إطاحة الجيش الرئيس محمد مرسي. وكانت المحكمة قضت بسجنه 25 عاما، لكن محكمة النقض ألغت الحكم في كانون الثاني/ يناير 2016، لتُعاد محاكمته من جديد. وفي كانون الثاني/يناير 2017، تدهورت الحالة الصحية لعاكف ما استدعى نقله لمستشفى خاص لتلقي العلاج.

وودع عاكف الحياة الجمعة (22 سبتمبر/ أيلول) وقال محامي جماعة الإخوان، عبد المنعم عبد المقصود لفرانس برس ان عاكف سيشيع في مساء نفس اليوم إلى المدافن التي دفن فيها مرشدو جماعة الإخوان السابقون في مدينة نصر بشرق القاهرة. وقال عبد المقصود ان الراحل كان "أوصى بعدم إقامة سرادق عزاء له وبأن يتم تشييعه من مسجد قرب منزله في منطقة التجمع الخامس، ولكن ذلك لن يكون ممكنا لأسباب أمنية وسيتم تشييعه من مسجد المستشفى إلى المدافن مباشرة".

ع.أج/ (رويترز، أ ف ب، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد