أكد صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الأربعاء (20 مايو/ أيار 2020) للإذاعة الفلسطينية الرسمية أن القرار الفلسطيني بالتحلل من الاتفاقيات مع الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية "دخل حيز التنفيذ بشكل فوري".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن مساء أمس التحلل من جميع الاتفاقيات مع حكومتي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ردا على الخطط الإسرائيلية لضم أراض فلسطينية، وقال مخططات الضمّ أظهرت أن إسرائيل لم تعد تلتزم باتفاقيات السلامالموقعة مع الفلسطينيين. وبالتالي، أصبحت السلطة الفلسطينية "في حِلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأميركية والإسرائيلية" بما في ذلك اتفاقات التنسيق الأمني. لكنه لم يكشف عن تفاصيل ما تعنيه هذه الخطوة.
ويرى المحلل في مجموعة الأزمات الدولية طارق باقوني أن القيادة الفلسطينية لم تكن واضحة في ما تقدمت به بشأن إنهاء التنسيق. ويقول "لا يمكن تفكيك التنسيق الأمني بين عشية وضحاها"، مضيفا أن تأثير هذا "لا يقتصر على حرية الحركة بل يشمل كل شيء، حتى مصدر المواد الغذائية". ويؤكد أن عباس يسعى إلى الضغط على إسرائيل للتراجع عن مخططات الضم.
وليست تصريحات الرئيس الفلسطيني الأولى من نوعها، فقد سبق له أن أطلق تهديدات بإنهاء التعاون الأمني مع إسرائيل من دون تنفيذها.
ومن جانبه حض المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إسرائيل اليوم الأربعاء على "التراجع عن تهديداتها بضم" أجزاء من الضفة الغربية، وحض القادة الفلسطينيين "على العودة إلى المحادثات مع كافة أعضاء اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط"، وهي الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقال ملادينوف خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء: "أدعو زملائي في اللجنة الرباعية إلى العمل مع الأمم المتحدة والتوصل سريعاً لاقتراح يسمح للجنة بلعب دورها كوسيط، والعمل بصورة مشتركة مع دول المنطقة للتقدم في تحقيق السلام".
وأكد ملادينوف إنه سيحاور الخميس القادة الفلسطينيين بشأن النتائج العملية لهذا الإعلان والتي لم يحددها عباس.
وحذر ملادينوف من أن "ضم أجزاء من الضفة الغربية...يمثل خرقاً خطيراً للقانون الدولي ويسدد ضربة قاضية لحل الدولتين"، مضيفاً أن ذلك "يغلق الباب أمام استئناف المفاوضات ويقوض الجهود الهادفة لتحقيق السلام الإقليمي وجهودنا الأوسع في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين".
وخلال مداخلات أخرى في جلسة مجلس الأمن، حذرت دول أعضاء في المجلس مثل إندونيسيا ودول أوروبية إسرائيل من مشاريعها. وفي إعلان مشترك، أعادت فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإستونيا التأكيد على أنها "لا تعترف بأي تغيير في حدود عام 1967، إلا إذا كان أمراً يقرره الإسرائيليون والفلسطينيون".
وأضافت تلك الدول "نحض إسرائيل بشدة على الامتناع عن اتخاذ أي قرار أحادي الجانب يقود إلى ضم أراض فلسطينية محتلة ويكون بذلك متعارضاً مع القانون الدولي"، مؤكدةً تأييدها لحل الدولتين.
فيما قال وزير الخارجية الفرنسي إن فرنسا تعمل مع شركائها الأوروبيين للتوصل إلى إجراءات منع ورد مشتركة في حال قررت إسرائيل ضم جزء من الضفة الغربية.
ألمانيا مطالبة بالضغط
وتسيطر إسرائيل على جميع مداخل ومخارج الضفة الغربية، وتتطلب كل التحركات الصغيرة والكبيرة من جانب الفلسطينيين تنسيقا أمنيا مع الجانب الإسرائيلي. ويحتاج الرئيس الفلسطيني إلى تنسيق تنقلاته بين رام الله حيث مقر الحكومة الفلسطينية وغيرها من المدن الفلسطينية، مع الإسرائيليين الذين يحتلون أجزاء واسعة من الضفة الغربية.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قد دعا من جانبه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى أن تضع ألمانيا ثقلها الاقتصادي خلف موقفها السياسي الداعم لحل الدولتين والوقوف بوجه التهديد الإسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الغربية. وقال اشتية في بيان عقب إطلاق اجتماعات اللجنة التوجيهية الوزارية الألمانية الفلسطينية الخامسة عبر الانترنت، إن مخطط الضم الإسرائيلي "ينهي إمكانية إقامة دولة فلسطينية ويهدد أمن واستقرار المنطقة وينتهك القرارات والقوانين الدولية".
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومة ستبدأ مناقشات يوم الأول من يوليو/ تموز بشأن خطته لبسط السيادة الإسرائيلية على الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
ولا يوجد موعد معلن بعد لضم تلك الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
ع.ش/ص.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
ياسر عرفات
بالرغم من تبنيه وقيادته للخيار المسلح، أطلق ياسر عرفات (1929-2004) ومنذ بداية السبعينات عدة إشارات وركز في خطاباته على رغبته في السلام، أشهره خطابه في الأمم المتحدة عام 1974. كان الهدف من أولى اتفاقيات أوسلو التوصل إلى اتفاق سلام دائم خلال خمسة أعوام يفضي إلى إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب. وتقديراً لجهوده في إحلال السلام نال عرفات (أبو عمار) مع إسحاق رابين وشمعون بيريز جائزة نوبل للسلام.
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
إسحاق رابين
بدأ إسحاق رابين (1922-1995) حياته في المجال العسكري قبل أن يتجه إلى العمل السياسي متقلداً عدة مناصب سياسية رفيعة أبرزها رئاسة الوزراء. قبل توقيع اتفاقية أوسلو اعترف رابين بمنظمة التحرير باعتبارها "الممثل" للشعب الفلسطيني. وفي أحدى أمسيات تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1995 لقي رابين مصرعه على يد متشدد يميني معاد للسلام في ختام فعالية تحت شعار "نعم للسلام، لا للعنف" (صورة لرابين قبل دقائق من الاغتيال).
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
محمود عباس
لعب محمود عباس (أبو مازن)، المولود في عام 1935، دوراً بارزاً في إتفاقية أوسلو عام 1993. وبصفته أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقع الاتفاق المذكور. بعد ذلك لعب دوراً محورياً في التفاهمات والبروتوكولات التالية كاتفاق غزة وأريحا وبرتوكول باريس الاقتصادي. وبعد رحيل عرفات ترأس عباس السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير. (عباس في أقصى اليمين)
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
شمعون بيريز
منذ تأسيس إسرائيل وحتى رحيله بقي بيريز (1923-2016) رقماً يصعب تجاوزه: وزيراً للدفاع، ورئيساً للوزراء، ورئيساً للدولة وغيرها من المناصب الرفيعة. ووقع بصفته وزيراً للخارجية اتفاقية أوسلو إلى جانب محمود عباس. "السلام يشبه الحب إلى حد بعيد. إنه عملية رومانسية يجب أن تُعاش ويُستثمر فيها ويوثق بها. كما أننا لا يمكننا فرض الحب، وكذلك لا يمكننا فرض السلام"، يوضح بيريز رؤيته. (حفل منح جائزة نوبل للسلام)
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
أحمد قريع
انخرط أحمد قريع، المولود عام 1937، في منظمة التحرير منذ نهاية ستينات القرن الماضي. ينعت بأنه "مهندس أوسلو" على الجانب الفلسطيني. وبعد الاتفاق لعب دوراً محورياً في كل محطات عملية السلام: بروتوكول باريس الاقتصادي، واتفاقية أوسلو الثانية، مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، ومفاوضات طابا عام 2001، ومؤتمر أنابوليس للسلام عام 2007. (قريع مع وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي).
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
بيل كلينتون
ما كان لإتفاق أوسلو وما تلاه أن يرى النور لولا جهود الرئيس الأمريكي الأسبق (1993- 2001) بيل كلينتون. وقد وصف الكثير من المراقبين كلينتون بأنه أكثر رئيس أمريكي كرس جهده لعملية السلام. وقد رعى أيضاً مفاوضات السلام بين إسرائيل وكل من الأردن وسوريا ولبنان. (في الصورة الملك الراحل حسين ورابين عند الإعلان عن توقيع إعلان واشنطن في تموز/يوليو 1994، والذي سبق اتفاقية وادي عربة).
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
تيري رود لارسن
بعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 جرت سلسلة طويلة من المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف لأشهر في دول عديدة، بدون تحقيق تقدم فعلي، إلى أن فتحت بدون علم أحد، محادثات سرية في أوسلو بعيداً عن آلية مدريد الشاقة. واستضافت النرويج بين كانون الثاني/ يناير وآب/ أغسطس من عام 1993 ليس أقل من 14 اجتماعاً سرياً. وكان المحرك الرئيسي الأكاديمي والدبلوماسي النرويجي تيري رود لارسن.
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
بنيامين نتيناهو
تولى بنيامين نتانياهو، المولود عام 1949، رئاسة الوزراء للمرة الأولى في 1996 في انتخابات حصل خلالها على دعم كبير من معارضي أوسلو. ومؤخراً قال نتيناهو إن أي دولة فلسطينية في المستقبل ينبغي أن تكون منزوعة السلاح وأن تعترف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وهي شروط يقول الفلسطينيون إنها تظهر أنه ليس جاداً في مساعي إحلال السلام.
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
حماس والجهاد وفصائل فلسطينية
منذ الإعلان عن ولادة اتفاقية أوسلو أعلنت حركة حماس وبالمثل الجهاد الإسلامي وعدة فصائل فلسطينية أخرى معارضتها للاتفاقية. وبالأمس (12 أيلول/ سبتمبر 2018) ومن قطاع غزة الذي تحكمه حماس منذ عام 2007 بعد عامين من انسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين الإسرائيليين، قال أحد قادة الحركة وهو محمود الزهار إن اتفاق أوسلو لم يكن معاهدة للسلام لكنه كان "استسلاماً بنسبة مئة في المئة" بالنسبة للفلسطينيين.
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
اليمين الإسرائيلي
اليوم وكما كان عليه الحال قبل ربع قرن يعارض جزء من المجتمع الإسرائيلي أسس وما تمخضت عنه عملية السلام. وأظهر استطلاع أجراه معهد الديموقراطية الإسرائيلي وجامعة تل أبيب في آب/ أغسطس أن 47% من المشاركين يفضلون حلّ الدولتين فيما يعارضه 46%. وقبل شهور نقلت صحيفة جروزليم بوست عن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله إن السلام في الشرق الأوسط "سيأتي مع مجيء المسيح" (اليهودي).
-
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
دونالد ترامب
في بداية 2017 قال الرئيس الأمريكي ترامب إن "حل الدولتين" ليس الطريق الوحيد لتحقيق السلام. وفي بداية العام الجاري نقلت واشنطن سفارتها إلى القدس وبعد ذلك أوقفت تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وقررت أخيرا إغلاق بعثة منظمة التحرير في واشنطن بعد 25 عاماً على استقبال عرفات بكل مراسم الشرف في البيت الأبيض. إعداد: خالد سلامة