مناورات في سماء ألمانيا.. من يعوض خسائر المسافرين المحتملة؟

ليس من الواضح بعد فيما إذا كانت مناورات حلف الناتوالجوية " Air Defender 23" في الفترة ما بين 12 و24 يونيو/ حزيران القادم ستسبب فوضى في حركة الطيران أم فقط بعض المشاكل وفي أماكن محددة؛ لكن بالتأكيد ستكون هناك بعض الاضطرابات في حركة الطيران وسيتأثر بعض المسافرين جوا بذلك. ستشارك في مناورات الناتو الجوية هذه 220 طائرة حربية وسيتم إغلاق جزء كبير من المجال الجوي خلال المناورات.

والمسافرون خلال فترة المناورات عليهم أن يتوقعوا تأخر طائراتهم أو حتى إلغاء رحلتهم. "من المتوقع أن تتعطل مسارات الطائرات المدنية" تقول كارولينا فويتال من مركز المستهلك الأوروبي في ألمانيا، وتضيف "الوضع في المجال الجوي الألماني متوتر جدا. فالآن هناك ضغط حركة بشكل غير معقول".

قواعد الاتحاد الأوروبي واضحة

ضمن الاتحاد الأوروبي القواعد واضحة والأمور منظمة بالنسبة للمسافرين جوا، فيما يتعلق بتأخر أو إلغاء الرحلات الجوية. فلائحة حقوق المسافرين جوا تسري على جميع الركاب الذين يقلعون من مطارات دول الاتحاد الأوروبي، إذا كان مقر شركة الطيران في إحدى هذه الدول، حسب فويتال، التي توضح بأن ذلك يتضمن حق التعويض بمئات اليورو، وشروط التعويض واضحة تماما.

فمن حق المسافر أن يطالب شركة الطيران بالتعويض إذا كان إخطار التأخير أو إلغاء الرحلة قد جاء خلال فترة أقل من 14 يوما من موعد الرحلة المحدد. ولكن الشركة غير ملزمة بالتعويض إذا كانت هناك ظروف استثنائية طارئة لم يكن منعها ممكنا حتى باتخاذ تدابير معقولة. و"، هذه تعتبر من الظروف الاستثنائية، حسب رأيي" تقول فويتال.

كذلك يرى المحامي باول ديغوت، المختص بقانون الطيران، أن "مناورات حلف الناتو الجوية هي بالتأكيدظروف استثنائية غير عادية، يمكن أن تستند إليها شركات الطيران فيما يتعلق بحركة الطيران غير المنتظمة". ويضيف "لكن على شركات الطيران إثبات اتخاذها التدابير المعقولة لتجنب عدم انتظام حركة الطيران أو لتكون أقل ضررا بالنسبة للمسافرين".

قواعد المسؤولية على المستوى العالمي

حقوق الركاب غير الواردة في لائحة الاتحاد الأوروبي لحقوق المسافرين جوا، ليست هناك قواعد عامة أخرى تنظمها وتضمنها، تقول كارولينا قويتال من مركز حماية المستهلك الأوروبي في ألمانيا، وتوضح بأنه "ليس هناك شيء في العالم يمكن مقارنته (باللائحة الأوروبية)". وصحيح أن معاهدة مونتريال تنص على مسؤولية شركات الطيران عن الأضرار الناجمة عن التأخير، ولكن ليس واضحا بشكل مفصل ماذا يعني ذلك بالضبط. ويوضح المحامي باول ديغوت بأن شركات الطيران غير ملزمة بتعويض الخسائر إذا أثبتت أنها قد اتخذت كل التدابير المعقولة لتجنب الأضرار الناجمة عن تأخير الرحلة أو أن اتخاذ تلك التدابير لم يكن ممكنا. ويمكن لشركات الطيران التنصل من المسؤولية بالإشارة إلى أن مناورات حلف الناتو الجوية هي ظروف استثنائية.

وتجدر الإشارة إلى أنه فقط 72 بالمائة من دول العالم قد صادقت على معاهدة مونتريال، حسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA). "ونتيجة لذلك لا يزال هناك خليط من قواعد المسؤولية"، حسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي. وبالتالي فإن الأمر يتعلق بكل شركة طيران على حدة بالنسبة للقواعد التي تلتزم بها فيما يتعلق بالتعويض عن الخسائر الناجمة عن تأخير أو إلغاء رحلة الطيران، تقول فويتال وتضيف بأن "الكثير من الأمور يتم تنظيمها على أساس حسن النية"، وخاصة ما يتعلق بالعناية والرعاية مثل المبيت في فندق والطعام والشراب أثناء فترة الانتظار لدى تأخر الرحلة. أما في حال إلغاء الرحلة عادة ما تحاول الشركات تأمين الركاب على متن رحلات أخرى أو إعطائهم قسائم للحجز على رحلة أخرى.

وتنصح فويتال، من يبرم عقد تأمين ضد خسائر التأخير أو إلغاء الرحلة، بالتدقيق جيدا في تفاصيل شروط وأحكام العقد. فمثلا عقد تأمين إلغاء السفر لا يسري على مثل هذه الحالات، والكثير من شركات التأمين تستبعد التعويض سلفا إذا تعلق الأمر بظروف استثنائية.

لا مناورات في الليل ونهاية الأسبوع

أعلنت قيادة مناورات الناتو الجوية والتي تشارك فيها 25 دولة، أن المجال الجوي فوق ألمانيا قد تم تقسيمه إلى ثلاثة أقسام، سيتم حجبها وتخصيصها في أوقات وأيام محددة للطائرات الحربية المشاركة في المناورات: القسم الشرقي من المجال الجوي من الساعة 10 إلى الساعة 14 والقسم الجنوبي من الساعة 13 إلى الساعة 17 والقسم الشمالي من الساعة 16 إلى الساعة 20. وفي الليل ونهاية الأسبوع لن تكون هناك مناورات.

أما انعكاسات وتأثيرات ذلك بالضبط على حركة الطيران، فهي ليست واضحة تماما حسب ما أعلنته مصادر مطار دوسيلدورف في غربي ألمانيا. لكن محاكاة المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية "يورو كونترول" لا تتوقع أن يكون هناك إلغاء للرحلات. وقال متحدث باسم مطار دوسيلدورف "بسبب الديناميكات المتوقعة لهذه المناورات الكبيرة الفريدة من نوعها، ليس من المستبعد أن يحدث اضطراب في بعض المطارات أو بعض مسارات الطيران".

يوناس مارتيني/ ع.ج