1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مستقبل الأحزاب الليبرالية في العالم العربي

٩ مايو ٢٠١٠

بدعوة من مؤسسة فريدريش ناومان التابعة للحزب الليبرالي الألماني قام عدد من قادة الأحزاب الليبرالية العربية بزيارة إلى ألمانيا مؤخرا. دويتشه فيله حاورت عددا من هؤلاء حول الليبرالية العربية ومستقبلها في العالم العربي.

https://p.dw.com/p/NJUu
أعضاء مجلس الإدارة لمؤسسة فريدريش ناومان للحرية التابعة للحزب الليبرالي الألماني والتي تعمل على تقوية الليبرالية في العالم العربيصورة من: Stiftung für die Freiheit

يفخر رونالد ميناردوس، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة فريدريش ناومان شتيفتونغ الألمانية في القاهرة، بالعلاقة القائمة بين مؤسسته وحزبه، الحزب الديمقراطي الألماني الحر (الليبرالي)، والأحزاب الليبرالية العربية. ويكشف ميناردوس، في حوار مع دويتشه فيله، بمناسبة زيارة عدد من قادة ومسؤولي بعض الأحزاب الليبرالية العربية إلى ألمانيا، بأن مؤسسته، التي نظمت هذه الزيارة، تعمل "في العالم العربي منذ أربعين سنة وأنّ هدفها الرئيسي هو تقوية الليبرالية".

ويشدد ميناردوس، الذي يقيم في القاهرة منذ ثلاث سنوات، على أنّ "التعاون مع الأحزاب الليبرالية في العالم العربي أولوية إستراتيجية" لمؤسسته. ويوضح بأن مؤسسته تهدف، من وراء تنظيم هذه الزيارة، إلى تقوية "التعاون بين الأحزاب الليبرالية العربية والأحزاب الليبرالية الأوروبية وخصوصا الحزب الليبرالي الألماني"، الذي يتزعمه وزير الخارجية غيدو فسيترفيله. وبدوره يشيد أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الليبرالي المصري، بهذه الزيارة ويراها "مفيدة جدا له ولكل زملائه" من قادة الأحزاب الليبرالية العربية المشاركين في الوفد الزائر.

شبكة الليبراليين العرب

Mohamed Tamaldou
محمد تمالدو، رئيس شبكة الليبراليين العربصورة من: DW

ويضيف أسامة الغزالي حرب، في حوار مع دويتشه فيله، بأن هذه الزيارة أتاحت لليبراليين العرب التعرف، عن كثب، على طرق وآليات "عمل الحزب الليبرالي الألماني والأحزاب الديمقراطية الألمانية الأخرى"، لا سيما أن "الدعوة الليبرالية" ليست طارئة في العالم العربي وخصوصا في مصر. ليس هذا فحسب، بل إن هناك إطارا تنظيميا يجمع الليبراليين العرب؛ والمقصود هنا "شبكة الليبراليين العرب" التي يرأسها المغربي محمد تمالدو.

ويرفض تمالدو، وهو قيادي في حزب الاتحاد الدستوري المغربي، اعتبار هذه الشبكة "مجرد إطار تنظيمي جامع لليبراليين العرب". ويقول، في حوار مع دويتشه فيله، بأن "الشبكة أكثر من جامعة عربية تضم الأحزاب الليبرالية؛ إنها سلوك عملي". وتضم الشبكة لحد الآن، حسب تمالدو، أحزابا من عدة دول عربية كالمغرب والجزائر وتونس ومصر ولبنان والأردن والمناطق الفلسطينية.

تيار المستقبل اللبناني: حزب ليبرالي أم تجمع شعبي واسع؟

Hassan Dergham
حسن درغام قيادي في تيار المستقبل اللبنانيصورة من: DW

وحين يتحدث رئيس الشبكة عن الدول العربية التي تنتشر فيها "الأفكار والقيم الليبرالية" يتوقف مليا عند مصر ويتحدث عن تجربتها الليبرالية بحسرة. فمصر تعتبر من الدول "ذات التوجه الليبرالي القديم، الذي لم يُفهم مع الأسف، في وقته"، وذلك في إشارة إلى فترة الحكم الليبرالي قبل وصول الضباط الأحرار إلى السلطة عام 1952. كما يذكر تمالدو لبنان أيضا مع التشديد على وجود حسن درغام القيادي في تيار المستقبل، الذي يتزعمه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في عداد الوفد الليبرالي العربي الذي يزور ألمانيا.

لكن هل يمكن اعتبار تيار المستقبل اللبناني جزءا من الحركة الليبرالية العربية خصوصا أن قاعدته الأساسية تنتمي إلى "الطائفة السنية"، حسب معظم المراقبين؟ وفي معرض رده على هذا السؤال، يرفض درغام، وصف قاعدة التيار بأنها "سنية"، لأن المستقبل "تيار شعبي كبير يضم كل أطياف المجتمع اللبناني". وإذ يشيد درغام، في حوار مع دويتشه فيله، بالعلاقة القائمة بين تيار المستقبل والحزب الليبرالي الألماني واشتراكهما في "الكثير من القيم: كالحرية والعدالة وحرية السوق"، إلا أنه لا يفضل وصف تيار المستقبل بأنه "حزب ليبرالي" بالمعنى المتعارف عليه، داعيا إلى انتظار نتائج مؤتمره التأسيسي الذي "سيحدد هويته السياسية والفكرية".

الليبرالية والدين: الدولة المدنية بدلا من العلمانية

Mohamed Tamaldou
أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية الليبرالي المصريصورة من: DW

وبالرغم من أن بعض المراقبين يشككون في قوة الأحزاب الليبرالية العربية وحضورها في الشارع العربي، فإن رونالد ميناردوس، المسؤول الإقليمي لمؤسسة فريدريش ناومان الألمانية، يؤكد بأن هناك "ليبرالية قوية في العالم العربي". والمشكلة برأيه ليس في الليبرالية نفسها وإنما في الصورة السائدة عنها؛ وهي أنها "تعادي الدين". وهذه الصورة "غير صحيحة إطلاقا".

أما الدكتور أسامة الغزالي حرب فيرى أن الليبرالية في العالم العربي "مرتبطة بالديمقراطية أكثر من أي تيار آخر"، وهذه ميزة مهمة جدا ستساعدها على لعب دور "أكبر في العالم العربي في المستقبل". لكن هذه الميزة لا تحول دون توجيه "اتهامات لها كأن يقول البعض إنها ضد الدين أو أنها مستوردة من الغرب وأنها تناصر الرأسمالية المتوحشة".

وبالرغم من أن الليبراليين العرب يعتبرون أنفسهم علمانيين "من حيث المضمون" إلا أنهم لا يفضلون استخدام هذه الكلمة. إذ يساء " تفسيرها وفهمها وكأنها ضد الدين وهذا غير صحيح إطلاقا"، حسب أسامة الغزالي حرب. لذلك هو يفضل استخدام مفهوم "الدولة المدنية" لأنه "التعبير الأقرب إلى الفكر السائد في العالم العربي".

ومع هذه الصعوبات، وتنامي التيار الديني يبرز سؤال أساسي حول مستقبل الأحزاب الليبرالية العربية ومدى قبول الناس بها. والجواب يقدمه رئيس شبكة الليبراليين العرب محمد تمالدو بالقول: "مستقبل الليبرالية في العالم العربي هو مستقبل الإنسان العربي". فالمجتمع العربي لن يخرج من وضعه الحالي، حسب تمالدو، إلا "باستثماره في الإنسان"؛ والاستثمار في الإنسان "ديمقراطيا وحقوقيا هو المذهب الليبرالي".

الكاتب: أحمد حسو

مراجعة: عبده جميل المخلافي