1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مخاوف من أزمة جديدة في المغرب بسبب تراجع محصول القمح

وفاء الرهوني١١ سبتمبر ٢٠١٢

لم يتنفس المغاربة الصعداء من ارتفاع أسعار المحروقات مؤخرا، حتى بدأ بعض الخبراء بالحديث عن أزمة خبز متوقعة بسبب النقص في إنتاج الحبوب، غير أن مصادر رسمية تنفي وجود أزمة كهذه وتتهم أطراف معينة بافتعالها.

https://p.dw.com/p/15xHd
Wheat harvest on the Palouse, Idaho, USA Beschreibung English: Wheat harvest on the Palouse, Idaho, USA Datum vor Dezember 2004(2004-12) Urheber: unbekannt Quelle: Wikipedia Link: http://commons.wikimedia.org/wiki/File:Wheat_harvest.jpg?uselang=de Rechte: This image or file is a work of a United States Department of Agriculture employee, taken or made during the course of an employee's official duties. As a work of the U.S. federal government, the image is in the public domain.
Weizen Ernte

يواجه المغرب أسوأ أزمة قمح منذ 30 عاما، الأمر الذي يستدعي استيراد كميات كبيرة منه. وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت أنها لن تلجأ إلى السوق العالمية لشراء القمح الليّن قبل بيع معظم المحصول المحلي. ويرجع النقص الكبير في محاصيل الحبوب إلى الجفاف الذي ساد خلال الموسم المنصرم بشكل أدى إلى تراجع هذه المحاصيل من 8.4 مليون طن العام الماضي إلى 5.1 مليون هذه السنة، منها 2.74 مليون من القمح اللين و 1.13 مليون من القمح الصلد و 1.2 مليون طن من الشعير.

ومما تعنيه هذه الأرقام أن المغرب في حاجة إلى ملايين الأطنان لسد احتياجات 34 مليون نسمة. وهذا ما دفع الحكومة إلى طرح مناقصتين في إطار اتفاقيات تجارة حرّة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. لكن المناقصتين لم تحظيا بالإقبال. وحسب وزارة الفلاحة فإن ذلك يعود إلى الأسعار المنخفضة التي عُرضت لمحصول القمح المحلي.

سياسات الاعتماد على السوق الدولية

Leandro Curia, a farm worker, distributes soybeans on a truck at a farm in Salto, some 190 kilometers, (120 miles) northeast of Buenos Aires, Argentina, Monday April 14, 2003. Farmers are among those benefiting the most from the peso devaluation last year as it had a direct impact on exporters in Argentina, such as grain companies that export grains. Farmers have been contributing substantially to the national treasury's chest through export taxes. Argentina, the world's third largest soybean producer, expects a record crop for 2003. (AP Photo/Gustavo Ercole)
هل يساعد دعم الفلاحة القروية على حل أزمة تراجع محصول القمح في المغرب؟صورة من: AP

وفي الوقت الذي تتكرر فيه أزمة النقص في الحبوب يرى المحللون بأن عوامل عدة تقف وراء ذلك لعل من أهمها حسب المحلل الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي "سياسة الحكومات المتعاقبة التي كانت مبنية على استيراد القمح من السوق الدولية". وخلال السنين الماضية كان البنك الدولي دائما يشجع الدول التي لا تحقق الاكتفاء الذاتي للتوجه نحو هذه السوق من أجل سد احتياجاتها". على صعيد آخر يخضع الموسم الزراعي المغربي لتقلبات سقوط الأمطار. ويشرح أقصبي ذلك بالقول: "عندما تكون السنة ممطرة لا تكون هناك مشاكل من هذا النوع، لكن المشكلة تكون خلال المواسم الجافة التي تؤدي إلى نقص في الإنتاج الزراعي لاسيما في محاصيل الحبوب التي تعتمد على الأمطار".

أزمة مفتعلة من وجهة النظر الرسمية

Najib Akasbi, marokkanischer Wirtschaftsanalytiker. Copyright: privat Bild wurde per mail vom Herrn Akasbi durch DW/Adil Chroat geliefert.
المحلل الاقتصادي المغربي نجيب أقصبيصورة من: privat

غير أن نجيب بوليف، الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة المغربي ينفي وجود أزمة كهذه. وحسب وجهة نظره فإن "السماسرة يسوقون لأزمة من خلال حملة إعلامية لبيع ما لديهم من الحبوب بأسعار عالية". وقال بوليف في تصريح خص به DW عربية: "المحصول الذي يتوفر عليه المغرب الآن يكفي لأربعة أشهر وليس هناك أية أزمة تلوح في الأفق". لكن المحلل الاقتصادي نجيب أقصبي يشكك في صحة التصريحات الرسمية لاسيما وأن المحصول المتوفر حاليا أقل بنسبة 40 بالمائة عن محصول السنة الماضية". ومن سوء الحظ فإن لجوء المغرب إلى السوق الدولية سيعني المزيد من العبء على الميزان التجاري بسبب الارتفاع العالمي في أسعار القمح. وفي هذا السياق تفيد مصادر المجلس الدولي للحبوب / IGC إن الجفاف في روسيا والولايات المتحدة الأمريكية قد يرفع الأسعار إلى مستويات قياسية.

الحكومة لن ترفع سعر الخبز

 يعتبر الخبز مادة غذائية أساسية حيوية للمغاربة، وارتفاع أسعار القمح يعني ارتفاع ثمن الرغيف، وهذا الأمر سيشكل تحديا أمام حكومة عبد الإله بن كيران. والسؤال المطروح الآن هو كيف ستتعامل هذه الأخيرة مع الأزمة؟ في هذا الصدد يقول الخبير أقصبي: " لن تتجرأ الحكومة المغربية على رفع سعر الخبز الذي تدعمه الدولة عبر صندوق خاص، لاسيما وأنها رفعت مؤخرا سعر المشتقات النفطية". وبدوره ينفي الوزير بوليف أن يكون هناك أي ارتفاع في أسعار الخبز.

ضرورة البحث عن حلول

Landwirt Georg Glup aus Thuele, Niedersachsen, steht am Donnerstag, 3. Mai 2007, auf einem Feld mit verdorrtem Winterroggen. Die andauernde Trockenheit koennte nach Befuerchtungen des Deutschen Bauernverbandes zu starken Einbruechen bei der Getreideernte fuehren. (AP Photo/Joerg Sarbach) ---Farmer Georg Glup stands on a field with winter rye in Thuele, northern Germany, Thursday, May 3, 2007. Germany's farmers association fear losses in this year's grain harvest due to long lasting draught. (AP Photo/Joerg Sarbach)
اعتماد الحبوب على موسم الأمطار المتقلبة أحد أبرز مشاكل الزراعية المغربيةصورة من: AP

يبدو واضحا أن على المغرب البحث عن حلول وقائية وإيجاد البدائل، لأن مشكلة النقص في الحبوب تتكرر منذ سنوات. في هذا السياق يقول أقصبي إن " السياسة التي ينتهجها المغرب، أي سياسة استيراد القمح من الخارج خطأ فادح، وأنه آن الأوان لتغييرها من خلال العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الحبوب". ويعتقد المحلل أقصبي أن أمام المغرب إمكانية للخروج من الأزمة من خلال اعتماد سياسة تهدف لدعم الإنتاج القروي عن طريق تشجيع صغار الفلاحين بهدف ضمان الحد الأدنى من لاكتفاء الغذائي الذاتي".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد