1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توتر بالشرق الأوسط إثر تهديدات إيرانية بالانتقام من إسرائيل

١٢ أبريل ٢٠٢٤

يثير توعد إيران بالرد على استهداف قنصليتها في سوريا توتراً كبيراً من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، إيران تستعد لعملية "ستتجنب فيها تصعيداً كبيراً"، وإسرائيل تؤكد أنها سترد بشكل مباشر على "أي هجوم إيراني" محتمل.

https://p.dw.com/p/4egCA
أفراد الطوارئ والأمن يتجمعون في موقع الضربات التي ضربت مبنى مجاور للسفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، في 1 أبريل 2024.
هجوم استهدف السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل، تتهم إيران إسرائيل بتنفيذه.صورة من: MAHER AL MOUNES/AFP

وصل قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال إريك كوريلا الخميس (11 أبريل 2024)، إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين العسكريين، وسط تصاعد التوتر الإقليمي في ظل تهديدإيران  بالردّ على الهجوم الذي استهدف سفارتها في دمشق، وتتهم إسرائيل بشنّه.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بات رايدر إن كوريلا "سيلتقي القيادة الأساسية للجيش الإسرائيلي ويبحث في التهديدات الأمنية الحالية في المنطقة". وذكر أن هذه الزيارة المخطط لها قبل التهديدات الإيرانية قد تم تقديم موعدها "بسبب التطورات الأخيرة".

بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وصول كوريلا، مشيراً إلى أنه أجرى مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي "تقييماً استراتيجياً للوضع حول التحديات الأمنية" في المنطقة.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تعهد تقديم دعم "ثابت" لإسرائيل، في حين حذر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من أن إسرائيل "يجب أن تعاقب وستعاقب".

فيما ردت إسرائيل بأنها سترد على أي هجوم إيراني.

ومع تصاعد التوتر، دعت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران وإسرائيل إلى ضبط النفس وتجنب "تصعيد إقليمي جديد" في المنطقة.

بلينكن يتصل بنظرائه في الصين وتركيا والسعودية

موازاة لذلك، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصالات مع نظرائه في الصين وتركيا والسعودية، وفقاً لما أفاد به ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية موضحاً أن " بلينكن قام بجهود دبلوماسية خلال الـ 24 ساعة الماضية عبر سلسلة من الاتصالات مع نظرائه الأجانب.. لتوضيح أن التصعيد ليس في مصلحة أحد وأنه يتعين على الدول حثّ إيران على عدم التصعيد".

وتابع ميلر أن وزير الخارجية الأمريكي تحدث مع نظرائه "بما في ذلك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان".

وأضاف: "لقد تواصلنا أيضا مع الحلفاء والشركاء الأوروبيين خلال الأيام القليلة الماضية وطالبناهم أيضا بإرسال رسالة واضحة إلى إيران مفادها أن التصعيد ليس في مصلحتها. إنه ليس في مصلحة المنطقة وليس في مصلحة العالم".

إيران تتعهد بالرد

وقالت مصادر إيرانية إن طهران نقلت لواشنطن عزمها الردّ على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا على نحو يستهدف "تجنب تصعيد كبير" وأنها لن تتعجل في ذلك، في وقت تضغط فيه لإحلال هدنة في غزة. وقالت المصادر إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حمل رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء زيارته الأحد لسلطنة عمان التي كثيراً ما توسطت بين طهران وواشنطن. وأكدت تقارير استندت على مصادر  استخباراتية أمريكية ذلك، متحدثة  عن أن إيران "كانت واضحة جداً" بأن ردّها سيكون "منضبطاً" و"غير تصعيدي" ويشمل خططا "باستخدام وكلاء بالمنطقة لشنّ عدد من الهجمات على إسرائيل". 

في المقابل، نقلت وسائل إعلام متطابقة عن مصادر مطلعة لم تسميها بأن واشنطن رفضت في ردّها عبر عمان، تقديم ضمانات لطهران بعدم التدخل، في حال نفذت الأخيرة "هجوما منضبطاً" على إسرائيل. 

بيد أن متحدثا باسم البيت الأبيض أحجم عن التعليق على أي رسائل من إيران، وقال إن بلاده أبلغت إيران بأنها "لم تشارك" في الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق. ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من وزارة الخارجية الإيرانية بهذا الخصوص. كما لم يعلن إلى غاية اللحظة عن أي تعقيب للحكومة العمانية على أسئلة أُرسلت عبر البريد الإلكتروني أثناء عطلة عيد الفطر.

 

إيران تتوعد بالانتقام من إسرائيل

وتشير الرسائل الدبلوماسية إلى نهج حذر تتبعه إيران في وقت تحسب فيه كيفية الرد على هجوم الأول من أبريل/نيسان، وذلك على نحو يردع إسرائيل عن الإقدام على أعمال أخرى كهذه وفي الوقت ذاته يتفادى تصعيدا عسكريا قد تنجر إليه الولايات المتحدة.

وقالت المصادر إن أمير عبد اللهيان أشار خلال اجتماعاته في عمان إلى استعداد طهران لتقليص التصعيد بشرط تلبية مطالب تتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار في غزة، وهو ما استبعدته إسرائيل في سعيها لـ "سحق حركة حماس".

وقالت المصادر إن إيران تسعى أيضاً إلى إحياء محادثات برنامجها النووي المثير للجدل. وتوقفت هذه المحادثات منذ نحو عامين بعد تبادل الجانبين اتهامات بتقديم مطالب غير معقولة.

 

إسرائيل تتوعد بالرد 

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده "ستواصل حربها في قطاع غزة لكنها تستعد أيضاً لسيناريوهات في مناطق أخرى". وأضاف في تعليقات نشرها مكتبه بعد زيارة قام بها لقاعدة جوية في جنوب إسرائيل "من يؤذينا سنؤذيه، مستعدون للوفاء بالمتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل دفاعاً وهجوماً". وفي ذات السياق، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بدوره بردّ مباشر على أيّ هجوم إيراني. ونقل مكتبه قول غالانت لنظيره الأمريكي لويد أوستن إن "أي هجوم إيراني مباشر سيستلزم رداً إسرائيلياً مناسباً على إيران".

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الوزيرين بحثاً دعم واشنطن الثابت لأمن إسرائيل في وجه تهديدات إيران ووكلائها. وأضافت: "تأكيداً على رسالة الرئيس بايدن الواضحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أكد الوزير أوستن للوزير غالانت أن إسرائيل يمكن أن تعتمد على الدعم الأمريكي الكامل للدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية، التي هددت بها طهران علناً".

وأضافت أنه جرى تقديم موعد زيارة أكبر جنرال أمريكي في الشرق الأوسط الجنرال مايكل "إيريك" كوريلا لإسرائيل حتى يتمكن من الاجتماع مع القيادة العسكرية الإسرائيلية ومناقشة "التهديدات الأمنية الحالية". وكان كوريلا يسافر إلى إسرائيل بانتظام في الأشهر الأخيرة.

وتتهيأ إسرائيل لهجوم إيراني محتمل، فيما لم يُطلب من المدنيين القيام بأي استعدادات خاصة، وفقاً لما صرح به دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مضيفاً أن إسرائيل "على استعداد عالٍ لمجموعة من السيناريوهات".

السفارة الأمريكية بإسرائيل تحذر موظفيها

وفي سياق متصل، أصدرت السفارة الأمريكية في إسرائيل على موقعها الإلكتروني الخميس، تحذيراً لموظفيها جاء فيه "يحظر على موظفي الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم من الإنتقال الشخصي خارج مناطق تل أبيب الكبرى (بما في ذلك هرتسليا ونتانيا وحتى الضفة) والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر".

وتابع البيان أن "السفارة الأمريكية في القدس تذكر المواطنين الأمريكيين بالحاجة المتواصلة إلى الحذر وزيادة الوعي الأمني الشخصي لأن الحوادث الأمنية غالباً ما تحدث دون سابق إنذار". وأضاف أن "الوضع الأمني لا يزال معقدا ويمكن أن يتغير بسرعة اعتماداً على الوضع السياسي والأحداث الأخيرة".

 ع.ح/و.ب (ا ف ب، رويترز، د ب ا)

 

ما خطورة التصعيد في الشرق الأوسط على الأسواق العالمية؟

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد