حشرة بحجم التوت الأزرق وتعيش في بيئة صحراوية، هذه الخنفساء الفريدة من نوعها قد تكون حلاً لجمع المياه في الصحاري القاحلة، بعد أن استطاع فريق من الباحثين من جامعة أكرون الأمريكية دراسة آليتها الفريدة في حصد قطرات المياه.
وكان العلماء أعلنوا، من خلال ورقة بحثية نشرت في مجلة "ساينس"، أن الكشف عن سر هذه الآلية قد يساعد في توفير المياه النظيفة للمجتمعات التي تعاني من نقص في المياه.
إذ تستطيع خنفساء صحراء ناميبيا جمع مياه من الهواء الجاف من خلال تفاصيل جسدها غير المستوي، لتعلق بعدها قطرات الضباب على أطرافه، وتتراكم على جسمها ومن ثم تتوجه إلى فمها.
ولسنوات، حاول العلماء تعلم أسرار هذه الحشرة، إلا أن فريق من الباحثين اكتسب، الآن فقط، نظرة أعمق على الكيفية التي تعمل بها هذه التفاصيل "الوعرة" على جسدها في جمع المياه.
وتقوم هذه الخنفساء الصحراوية، واسمها العلمي ستينوكارا غراسيليبس، بـ"اصطياد الضباب"، بعد أن تضرب قطرات الماء بطنها وتتدحرج على جسدها.
تستطيع خنفساء صحراء ناميبيا جمع مياه من الهواء الجاف من خلال تفاصيل جسدها غير المستوي.
وكان الباحثون قد قضوا عقوداً في محاولة اكتشاف طريقة نقل الحشرة لقطرات الماء، إلا أن فريق البحث في جامعة أكرون، بقيادة عالم الفيزياء هانتر كينغ فضلوا التركيز على شكل وملمس الخنافس، كخطوة أولى في دراسة هذه التقنية الطبيعية، ويقول كينغ لمجلة "ساينس" إنه من السهل لمس الضباب، ولكن عملية التقاطه صعبة، وستتجه قطرات الماء للأصابع بدلاً عن الفم.
استخدم كينغ وفريقه الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء عدة كرات ذات أشكال سطحية متفاوتة، غير مستوية ومسننة وناعمة، ومن ثم قاموا باختبارها في نفق رياح مصمم خصيصاً لمعرفة كمية المياه التي يمكن سحبها من نسيم الضباب، وقد وجدوا أن الكرات الوعرة تستطيع التقاط المياه بشكل أكثر كفاءة من الكرات الملساء.
ويرى الباحثون أنه إن تمكنوا من معالجة الخصائص التي تعمل بها الأسطح الوعرة، فيمكن للمهندسين تصميم جهاز لجمع المياه من أجل خيام اللاجئين التي يمكنها التقاط قطرات الماء من الريح، وقد يتم تصنيع هذه المواد أيضًا في قنينة تستطيع إعادة ملء نفسها باستخدام الماء من الهواء.
ويجدر الإشارة إلى أنه في بعض المناطق الجافة مثل الصحراء الكبرى في المغرب، فإن السكان يحصدون الضباب لسنوات باستخدام شبكة تربط المياه بالأنابيب، ولكن مع ذلك، يظل الضباب مورداً يصعب استغلاله، كما يذكر الخبراء لمجلة "ساينس" العلمية.
م. أ/ع.ش
-
الحشرات.. أهمية بيئية واقتصادية تواجه شبح الانقراض!
كوكب الحشرات
من الفراشات الجميلة إلى البعوض المُزعج، تعتبر الحشرات من بين الكائنات الحية الأكثر ثراء بالأنواع على الأرض، فهناك ما يقرب من مليون نوع. إلاّ أنه في بعض مناطق العالم، وبحسب تقرير صادر عن المجلس العالمي للتنوع البيولوجي (IPBES)، فإن أكثر من 40 في المئة من أنواع الحشرات مهددة بالانقراض.
-
الحشرات.. أهمية بيئية واقتصادية تواجه شبح الانقراض!
التلقيح
يتم تلقيح المحاصيل مثل القمح والأرز عن طريق الرياح، وتحتاج الكثير من المحاصيل الأخرى إلى الحشرات. وتساعد الحشرات سنوياً في إنتاج طعام تصل قيمته إلى حوالي 235 مليار دولار. أما في الصين، تحتاج بعض أشجار الفاكهة إلى التلقيح عن طريق اليد لأن النحل مفقود، وهو ما يؤدي إلى الزيادة في تكلفة الطعام بشكل كبير للغاية.
-
الحشرات.. أهمية بيئية واقتصادية تواجه شبح الانقراض!
أطباق فارغة
قد يتسبب اختفاء المُلقحات إلى تناقص وحتى فقدان عدة أطعمة بما في ذلك الفواكه والخضروات، فضلاً عن الشوكولاتة والقهوة. وتساعد المُلقحات كذلك في الحصول على الألياف، التي يتم استعمالها لصنع الملابس.
-
الحشرات.. أهمية بيئية واقتصادية تواجه شبح الانقراض!
جمع قمامة
تساعد الكثير من الحشرات، مثل الخنفساء (الصورة) في تحطيم النباتات الميتة والبراز، والتي كانت ستبقى في الطبيعة وتتعفن. أما من دون حشرات، فإن الرائحة الكريهة ستكون أكثر شدة كما أن النظافة ستعاني.
-
الحشرات.. أهمية بيئية واقتصادية تواجه شبح الانقراض!
طعام للكائنات الأخرى
تعتبر الحشرات مصدر الغذاء الرئيسي للعديد من الحيوانات والمخلوقات الأخرى من بينها البرمائيات والزواحف والثدييات والطيور. ففي حال انخفاض عدد الحشرات ستتأثر هذه الكائنات. ويرى علماء الطيور وجود رابط بين انخفاض الطيور بشكل حاد في المملكة المتحدة والعدد المتناقص من الحشرات.
-
الحشرات.. أهمية بيئية واقتصادية تواجه شبح الانقراض!
صعوبة التكيف ..
تغير المناخ يؤثر بدرجة أولى على الحشرات بطيئة التكيف مثل النحل، والتي يسبب لها ارتفاع درجة الحرارة المشاكل. أما الحشرات التي تعتبر ضارة، فإنها تستمر في الانتشار مثل حفار الذرة الأوروبي (الصورة). وتستطيع هذه الحشرة تدمير جميع محاصيل الذرة. لذلك، يتم استخدام المزيد من المبيدات الحشرية، والتي قد تضر أيضاً بالحشرات المُلقِحة.
-
الحشرات.. أهمية بيئية واقتصادية تواجه شبح الانقراض!
أضرار المبيدات
تُعد الزراعة بكثافة من بين الأسباب الرئيسية لموت الحشرات في القارة الأوروبية، حيث تتسبب الأسمدة والمبيدات الحشرية في مشاكل للحيوانات على غرار ما يحدث في الزراعة الأحادية أي زراعة محصول واحد على مساحة كبيرة. أما نتيجة ذلك، فهي فقدان الحشرات للمزيد من الأماكن.
-
الحشرات.. أهمية بيئية واقتصادية تواجه شبح الانقراض!
منزل للحشرات
يرى خبراء أن الزراعة الصديقة للحشرات، والتي تستعمل عدداً أقل من المبيدات الحشرية ستساعد على زيادة عدد الحشرات. كما أن وضع المزيد من الزهور في الحدائق والمدن سيوفر الغذاء للنحل والفراشات. وتقدم منازل الحشرات (الصورة) مكاناً حياً للنحل البري. إعداد: جينيفر كولين/ر.م