1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مجيد الطائي:الخطوط الجًوية العراقية ....الى أين

١٨ فبراير ٢٠١٠
https://p.dw.com/p/M4Wg

إستبشرنا حينها خيراً بإفتتاح مكتب الخطوط الجوية العراقية في مدينة فرانكفورت في ألمانيا , وكأنه كانت حسرة في قلوبنا أن نستطيع يوماً أن ننزل مباشرة في مطار بغداد الدواي ذلك بعد أن سئمنا من السفر الى مطارات دول الجوار ومآسي الحدود ومايتبعه من الإرهاق الشديد خصوصاً للمرضى وكبار السن والأمهات

وكانت الرحلة من فرانكفورت الى بغداد موفقة وتبعث على الرضا والثناء على القائمين عليها لتقديم المزيد الخدمات ليواكب التطور المذهل في مجال الطيران والسياحة ومتعلقاتها

وفي صبيحة يوم 11122009 دخلنا مطار بغداد يغمرنا فرح كبير هو فرح لقاء الأحبة واللقاء مجدداً مع بغداد الحبيبة وزيارة الأماكن المقدسة , واغمضنا العين عن بعض الظواهر السلبية ( البسيطة ) كالإهمال في النظافة والتدخين في كل مكان ودون إستثناء

ولاأريد أن أخفي عليكم أن فرحة اللقاء ببغداد لم تدم طويلاً لما يلمسه المرء من الكم الهائل من الظواهر السلبية وفي كل المجالات وعلى كل المستويات إلا مارحم ربي.

وقبل العودة بإسبوع كان لابد لي أن أراجع مكتب الخطوط الجوية العراقية في شارع السعدون ولعله هو المكتب الرئيسي لها

وهو مكتب لايشبه مكاتب السفر

فمكتب الخطوط الجوية العراقية لايملك أي جهاز كومبيوتر وبالتالي ليس هناك انترنت بل تتم الحجوزات وقطع التذاكر عن طريق الإتصال الهاتفي

وأتصور أنني لاأحتاج أن أذكر احد أننا نعيش في سنة 2010

وفي المكتب موظفات يتجاذبن أطراف الحديث أو قل يقتلن الوقت على شكل بطالة مقنعة

وثبت موعد الطيران يوم الخميس 2112010 من بغداد الى فرانكفورت

أما وقت إقلاع الطائرة والحضور الى المطار فبقي سراً وعلينا أن نسألهم عن ذلك يوم 2012010 أي أنه على كل مسافر أن يأتي للخطوط ويسأل عن وقت الإقلاع في اليوم الذي يسبقه

وقبل أن نذهب للمكتب لنسالهم إتصلوا بنا وأخبرونا أن موعد الطيران قد تاجل الى يوم الجمعة 2212010

وحدث يوم الجمعة 2212010 ما لم يكن بحسباننا

فبعد التفتيش الدقيق المتكرر والممل من قبل الشركات الأمنية الأجنبية والتي تثير مكامن الحزن والألم في ضمائر الشرفاء من ابناء شعبنا الذين يتطلعون الى سيادة كاملة ليست فيها شركات أمنية ولا كلابهم البوليسية التي لطعت كل أمتعتنا

المهم نرجع الى موضوع الخطوط الجوية العراقية وهي شركة رسمية كما هو معرو ف للجميع

الشركة المحترمة هذه كذبت علينا

الشركة التي أصبحت في نظرنا غير محترمة إستغفلت الناس

الشركة مارست فساداً إدارياً أمام أعين الناس وبوقاحة المومسات

بل أنها أجرمت بحقنا خصوصاً أن من المسافرين مرضى وكبار السن وأمهات وأطفال

فقد ابلغونا في المطار أن الطائرة المغادرة يوم الجمعة 2212010 وفي الساعة الثالثة بعد الظهر من بغداد الى فرانكفورت ستقف في اسطنبول ثم بعدها يذهب المسافرون الى فرانكفورت

والطريقة التي تم بها تبليغنا أشبه بإسلوب المطففين في سوق الشورجة أو قل أشبه بـ ( السكنية ) في كراج النهضة

حيث يرفع أحد المسؤولين صوته وهو يتصل بالهاتف ويقول بأعلى صوته

ـ بعد اسطنبول لابد أن تهيئوا للمسافرين اللازم ليواصلوا سفرهم الى فرانكفورت

أحد المسافرين وهو جار وصديق لي همس في أذني

ـ إني لأظنه يكذب ... والا لماذا يرفع صوته بهذه الطريقة ... الله يســتر

ولعله من سوء حظنا أيضاً أنه لم يكن بيننا مسؤول في الدولة أوالبرلمان ليحســبوا له حساباً على الأقل وتشملنا بركاته أو قد تكون هناك مكرمة سياسية من أحد أن نصل بسلام

ودخلنا مطار اسطنبول بســلام آمنين

ولكن ماذا بعد ... لا أحد يدري

اذ ليس لدينا ترانزيت كما علمنا في الطائرة وعلينا أن نستلم جميع حقائبنا ثم نكمل

الى فرانكفورت وهي إشارة أثارت شكوكنا

وكان علينا أن نجتاز من جديد تفتيش الجوازات ليتسنى لنا إستلام حقائبنا

والذين كانوا يحملون الجوازات الأوربية لم تكن عندهم مشكلة في الدخول الى تركيا لأن تركيا مثل أغلب الدول العربية والإسلامية تسمح بدخول الأوربين الى أراضيها دون تأشيرة الدخول

المشكلة الكبيرة التي أربكت بعضنا أنهم يحملون فقط جوازات عراقية وعليها الأقامة الألمانية أو الأوربية فهؤلاء قد طالبهم الأتراك بإبراز تأشيرة الدخول الى تركيا وهم لايحملونها لأنهم لم يكونوا في الأصل بحاجة اليها وذلك ببساطة لأن الطائرة كان من المفروض أن تقلع من مطار بغداد لتحط في مطار فرانكفورت

ومن ثم أختفى كل من له علاقة بالخطوط الجوية العراقية المحترمة

دخلنا المطار ولانعلم ماحل بأخواننا حملة الجوازات العراقية ونرجوا أنه قد حلت مشاكلهم

دخلنا وأستلمنا حقائبنا ونتساءل بيننا ولاأحد يعلم الى أين يجب علينا أن نذهب

وصلنا بالكاد الى إستعلامات المطار

ـ نحن قدمنا من بغداد ونريد الذهاب الى فرانكفورت

قالت ـ لاتوجد الليلة أية طائرة متوجهة الى فرانكفورت وعليكم الأنتظار الى يوم غد ثم ننظر في أمركم

وبدأ الغضب يتملك الجميع وتعالى صياح بعضنا

قالت احدى النسـاء أن زوجها قد قدم من مدينة ميونخ ليستقبلها في فرانكفورت ياويلتي ماذا أفعل الآن

وآخر يحتاج الى علاج فوري

وآخر مرتبط بعمل وإلتزامات

وبيننا أم وأطفالها الأربع وهي مهتمة بقلق أن لاتفقد أحدهم

ثم ســألنا موظفة المطار

ـ ولكن أين سنقضي الليلة .. هل ستوفرون لنا فندق

قالت ـ هذا ليس من شأننا اسـألوا مكتب الخطوط الجوية العراقية ودلتنا على مكانه

ثم وجدنا مكتب الخطوط الجوية العراقية وهومكتب مشترك مع مجموعة من خطوط جوية آخرى

وسألنا عن موظف الخطوط الجوية العراقية

اتصلوا به هاتفياً وأخبرونا أنه سوف يأتي بعد عشرين دقيقة .. ولم يأتي

واتصلوا مرة آخرى بعد إلحاحنا وقالوا أنه سوف يأتي بعد نصف ساعة

وشعرنا باليأس

وشعرنا أنهم اســتغفلونا وخدعونا بإسلوب المخانيث

وكأن الحادثة ـ مسك الختام ـ من المظاهر السلبية في العراق التي تكاد أن لاتعد و لا تحصى

فيا حسرة على العراق

بحث بعضنا وأنا منهم عن طيران الى مدينة دسلدورف وحصلنا بالكاد على مقاعد شاغرة وأشترينا تذاكر السفر من جديد وكان علينا أن نتصل بأبني مصطفى أن يرجع من فرانكفورت الى دسلدورف

والذين بقوا في المطار أتصلت بأحدهم في اليوم التالي وقال أنهم باتوا ليلتهم في فندق متواضع جداً

وفي اليوم التالي بدأت الخطوط الجوية العراقية تحشرهم حشراً مع الطائرات المغادرة الى فرانكفورت مثنى وثلاث ورباع

وآخرون اضطروا لشراء تذكرة السفر من جديد لآنهم لم تشملهم ـ مكرمة ـ الحشر هذه

أردت أن أسرد اليكم كما حدثت وأترك التعليق لمن يقرأها

وأريد أن أوصلها للمسؤولين ... عسى ولعل

لكني أتســائل متى يشعر العراقي بقيمته كإنسان

متى يحاسب المقصر ومتى يسود القانون في العراق

والى متى يبقى العراق جريحاً