1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما دوافع الكرملين لإغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في موسكو؟

٢٤ يوليو ٢٠٢٢

رئيس وزراء إسرائيل لابيد يوجه بإعداد فريق للتوجه إلى موسكو بعد عزم وزارة العدل الروسية إغلاق الوكالة اليهودية، خطوة موسكو رآها البعض دعما لنتنياهو على حساب لابيد قبل الانتخابات في إسرائيل فيما فسرها آخرون بشكل مختلف.

https://p.dw.com/p/4EZLP
تُعنى الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا، والتي تأُسّست في العام 1929، بتنظيم هجرة ذوي الأصول اليهودية إلى إسرائيل.
تُعنى الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا، والتي تأُسّست في العام 1929، بتنظيم هجرة ذوي الأصول اليهودية إلى إسرائيل.صورة من: Evgenia Novozhenina/REUTERS

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي  يائير لابيد أن إغلاق مكتب الوكالة اليهودية في روسيا سيمثل حدثا خطيرا من شأنه التأثير على العلاقات بين البلدين. وأعطى لابيد توجيهات لإعداد فريق قانوني للسفر إلى موسكو فور موافقة روسيا على إجراء محادثات بهذا الشأن، وفقا لما نقلته وكالة "بلومبرغ" للأنباء.

يأتي هذا بينما تعتزم وزارة العدل الروسية حل الوكالة، بعد رفع دعوى قضائية أمام محكمة مقاطعة باسماني في موسكو ضد المنظمة، التي تدعم اليهود المهاجرين لإسرائيل. وستعقد جلسة استماع في 28 تموز/ يوليو الجاري. ووفقا لتقارير، فإنه يعتقد أن حظر المنظمة غير الحكومية له أسباب سياسية، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى توتر بين  روسيا وإسرائيل .

وكان لابيد قد صرح نهاية الأسبوع الماضي: "سنواصل العمل من خلال القنوات الدبلوماسية لضمان عدم توقف النشاط المهم للوكالة اليهودية". وقال لابيد إن "الجالية اليهودية في روسيا تربطها أواصر عميقة بإسرائيل وتبرز أهميتها في كل نقاش دبلوماسي مع القيادة الروسية".

كما كان رد فعل وزراء إسرائيليين آخرين أكثر حدة. فقد رد وزير الشتات الإسرائيلي نحمان شاي على الفور بحدة قائلًا "لن يتم اتخاذ اليهود الروس كرهائن للحرب على أوكرانيا".

 وأضاف في تغريدة على تويتر إن "محاولة معاقبة الوكالة اليهودية على موقف  إسرائيل من الحرب أمر مؤسف ومهين. لا يمكن فصل يهود روسيا عن علاقتهم التاريخية والعاطفية بدولة إسرائيل".

وتتعلق القضية بمزاعم انتهاك المنظمة غير الحكومية للقوانين الروسية، وفقا لمعلومات المحكمة، إلا أنه لم تتوفر تفاصيل إضافية بشأن القضية. ويرى البعض أنه ربما تكون هناك أسباب سياسية وراء الإجراء، حيث يتردد أن موسكو غير راضية عن موقف إسرائيل حيال الحرب الأوكرانية.

وأدانت الحكومة الإسرائيلية الهجوم الروسي على أوكرانيا  وأعلنت تضامنها مع كييف. وبخلاف الدول الغربية فإن إسرائيل، مع ذلك، لم تفرض حتى الآن عقوبات ضد روسيا، والتي يقول البعض إن ذلك يرجع لمصالح أمنية إسرائيلية.

لابيد ونتنياهو ..من المستفيد من القرار؟

من جانبها قالت كسينيا سفيتلوفا العضو البارزة في المجلس الأطلسي إنه في حين يظهر أن الخطوة الروسية هي جزء من حملة عامة ضد المجتمع المدني والمنظمات الأجنبية التي بدأت قبل غزو أوكرانيا، فهي تتضمن كذلك تحذيرًا واضحًا للابيد. وأضافت سفيتلوفا التي هاجرت إلى إسرائيل من موسكو عندما كانت شابة أن هذه الخطوة "ليست فقط ضد الوكالة اليهودية والجالية اليهودية، ولكن ضد رئيس وزراء إسرائيل".

ورأت سفيتلوفا وهي عضو كنيست سابقة، أن الخطوة الروسية يمكن أن تكون أيضًا محاولة لتقوية رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو قبل انتخابات الاول من تشرين الثاني / نوفمبر.

رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد
رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد: إغلاق مكتب الوكالة اليهودية في روسيا سيمثل حدثا خطيرا من شأنه التأثير على العلاقات بين البلدين. صورة من: lianceAbir Sultan/AP/picture al

وتابعت "يمكن أن تكون خطوة لكبح جماحه الآن ومنعه من بيع الأسلحة لأوكرانيا أو تقديم دعم آخر لها، ولكنها أيضًا إشارة إلى الشخص الذي يهاجم باستمرار رئيس الوزراء الحالي، ويريد أن يحل محله - نتانياهو".

وفي نهاية حزيران/ يونيو، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إسرائيل لعدم فرضها عقوبات على روسيا أسوة بالدول الغربية. ولكن السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين قال "لن نسمح لأي شخص بانتهاك العقوبات المفروضة على روسيا من أراضينا". وأضاف أن "إسرائيل لم تعد محايدة تمامًا فيما يتعلق بأوكرانيا" مشيرًا "إلى الخوذات والسترات الواقية من الرصاص وغيرها من المساعدات الإنسانية التي ترسلها اسرائيل إلى أوكرانيا".

سوريا وإيران

وقال أويرن الذي كان يشغل منصب نائب وزير إن الخطوة الروسية هي في الواقع على صلة أقل بالهجرة وأكثر بالجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.

 وأوضح إن "القضية الرئيسية ليست في برامج الوكالة اليهودية ولكن في قدرتنا على المناورة بحرية في سوريا، وروسيا تهدد طوال الوقت بانها ستفعل شيئًا ضدنا في سوريا". لكن بالنظر إلى أن روسيا ليست لديها مصلحة في الاشتباك مع إسرائيل في سوريا "فهذه طريقة أسهل عبر التعبير عن الاستياء من برامج الوكالة اليهودية"، على حد قوله.

 لكن سفيتلوفا أشارت إلى إن علاقات إسرائيل مع موسكو تتعلق بحماية يهود روسيا ومنع مبيعات الأسلحة لإيران. ولكن عزلة روسيا دفعتها نحو إيران، مع رسم واقع جديد من خلال زيارة بايدن الأخيرة لإسرائيل وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران. وقالت "ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان إسرائيل تحقيق اهدافها (حماية يهود روسيا، ومنع مبيعات الأسلحة لإيران) لأن المعسكرات(المحاور) في الشرق الأوسط أصبحت واضحة، مَن ضد مَن".

وتُعنى الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا، والتي تأُسّست في العام 1929، بتنظيم هجرة ذوي الأصول اليهودية إلى إسرائيل. وبدأت نشاطاتها في روسيا في العام 1989، قبل عامين من سقوط الاتحاد السوفياتي الذي تعود إليه أصول أكثر من مليون شخص في إسرائيل اليوم.

ع.خ/ م.س (د ب ا، ا ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد