1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كورونا في تركيا: تعتيم رسمي على الكارثة الخفية

٢٧ نوفمبر ٢٠٢٠

الأمر لا يقتصر على الجمعية الطبية التركية ورئيس بلدية اسطنبول، في تركيا هناك شكوك في الأعداد الرسمية لحالات الإصابة بفيروس كورونا، والآن وبعد ثمانية أشهر، أعلنت أنقرة لأول مرة عن إصابات أكثر مقارنة بالأشهر الماضية.

https://p.dw.com/p/3lsCx
التسوق في اسطنبول وصعوبة الحفاظ على التباعد
هنا في اسطنبول قلما يمكن الحفاظ على التباعد أثناء التسوقصورة من: DHA

موجة ثانية من فيروس كورونا تجتاح تركيا. ومنذ نوفمبر الجاري 2020 ارتفع بسرعة عدد أولئك الذين أُصيبوا بالفيروس. وفي يوم الاربعاء نشر وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة لأول مرة عدد اختبارات كورونا بنتيجة ايجابية. والعدد الاجمالي للمصابين يصل حاليا إلى 28.352. وحتى الثلاثاء اقتصرت الأعداد المعلن عنها يوميا عبر تويتر من طرف وزير الصحة على حالات كورونا الجديدة التي تتلقى العلاج داخل المستشفيات. "مساء الثلاثاء تم تسجيل 7.381 حالة كورونا جديدة و 4.543 شخص هم حاليا مرضى. ولكي تظهر الإجراءات والقيود الحكومية نتائجها بسرعة، نحتاج إلى مساعدتكم. حافظوا على ابتعادكم من التجمعات البشرية"، كما كتب قوجة على تويتر مخاطبا الناس في تركيا.

وقبل أسبوع كان عدد المرضى بكوفيد 19 في المستشفيات في تركيا يصل إلى 3.819 حالة. وبسبب تضاعف حالات الاصابة فرضت الحكومة التركية حجرا صحيا جزئيا: فمنذ نهاية الأسبوع المنصرم تبقى المطاعم والمقاهي مجددا مغلقة. وفي أيام العمل يحق للذين تتجاوزت أعمارهم 65 عاما مغادرة سكنهم من العاشرة إلى الواحدة بعد الظهر والذين تقل أعمارهم عن 20 عاما يُسمح لهم الخروج بين الواحدة والرابعة بعد الظهر. وباقي المجموعات العمرية يحق لها في نهاية الأسبوع مغادرة البيت بين العاشرة صباحا والثامنة مساء. وهذه الاجراءات تم اعتمادها حتى يتحرك الاقتصاد التركي في مجراه العادي بحيث أن الحياة اليومية والاستهلاك تبقى بدون تأثير بسبب إجراءات كورونا.

أنقرة تفقد الثقة

وهذه القواعد الصارمة من شأنها الايحاء للسكان بأن الحكومة التركية تتعامل بجدية مع الوباء. لكن سمعتها كمدبر حقيقي للأزمة تأثرت في الشهور الأخيرة ـ لاسيما لأن وزارة الصحة التركية مشكوك في أنها تتلاعب بأرقام كورونا. وعلى هذا النحو تبين في سبتمبر أنه منذ الوباء لم يتم تسجيل جميع الاختبارات الايجابية، بل فقط تلك الحالات التي مر فيها المريض من المستشفى. والحجم الحقيقي للعدوى بكورونا يكون بالتالي أعلى مما تعلنه الحكومة. وهنا وبشكل خاص تبعث توضيحات رئيس بلدية اسطنبول المنتمي لأكبر حزب معارض، أكرم امام أوغلو باستمرار على الشكوك: في هذا السياق أعلن امام أوغلو الاثنين أنه في اسطنبول لوحدها توفي 186 شخصا بسبب فيروس كورونا. وقبلها بقليل أعلنت وزارة الصحة أنه سُجل في كافة تركيا 139 حالة وفاة.

لاسيما المسنون تنطبق عليهم إجراءات سلامة صارمة
لاسيما المسنون تنطبق عليهم إجراءات سلامة صارمةصورة من: picture-alliance/NurPhoto/E. Demirtas

" هذا يسلبني النوم"

ويبدو أن حجم الوباء مقلق للغاية في اسطنبول بحيث أنه يتم المقارنة في الغالب في الرأي العام التركي مع المدن الصينية وبؤرة كورونا السابقة ووهان. وامام أوغلو يبدي منذ ايام قلقا من الوتيرة التي ينتشر بها الفيروس في اسطنبول. "هذا يسلبني النوم"، كما قال رئيس البلدية هذا الاسبوع. "في العادة تتراوح عمليات الدفن يوميا في نوفمبرمن 180 إلى 190، وحاليا نتجه نحو عدد 450 عملية.

وقد أكد مدير المقابر في منطقة اسطنبول الكبرى لدويتشه فيله أنه يمكن التعرف على أن عدد الوفيات التي سُجلت بسبب مرض العدوى ودُفنت ارتفعت بقوة في الأسبوعين الماضيين. وشهادات أطباء اسطنبول وموظفي المستشفيات الذين تحدثت اليهم دويتشه فيله تعكس ظروفا مقلقة. فعثمان البيك الذي يعمل في مستشفى خاص لأمراض الرئة والصدر يؤكد الارتفاع السريع للمرضى في الأسابيع الستة الماضية. "في المستشفيات الحكومية امتلأت بسرعة الأسرة. وأقسام العناية المركزة تقع تحت ضغط كبير وغالبا ما يتوجب على المرضى حتى في الحالات الطارئة الانتظار"، كما يقول البيك. ولذلك لجأت المستشفيات الخاصة إلى رفع عدد الأسرة الخاصة بمرضى كوفيد 19. "فالكفاح أقوى مما كان عليه في الموجة الأولى في مارس وأبريل"، كما يحذر البيك.

تراجع عدد أسرة العناية المركزة الخاصة بمرضى كوفيد 19
تراجع عدد أسرة العناية المركزة الخاصة بمرضى كوفيد 19 صورة من: DHA

غرفة الأطباء تعلن عن أعداد إصابة

وحتى الجمعية الطبية التركية/ TTB تشك في مصداقية الحكومة التركية وتدبيرها لأزمة كورونا، لأن إحصاءاتها تختلف بقوة عن الأعداد الرسمية لوزارة الصحة. وأثارت الجمعية الأسبوع المنصرم الاهتمام بحسابات ذاتية تعكس زيادة في أعداد الحالات بـ 300 في المائة في نوفمبر مقارنة مع الشهر الفائت أكتوبر ـ وستصل تلك الأعداد يوميا إلى أكثر من 47.600 حالة. وفي حسابات الجمعية الطبية تم اعتبار بيانات 1.270 عيادة طبية من 73 مدينة.

وفي حال ثبوت صحة أرقام الجمعية الطبية، فإن الحكومة التركية تكون قد أغفلت يوميا أكثر من 40.000 عدوى جديدة بكورونا. وقال عضو في الجمعية الطبية التركية بأن هذه الأعداد ستأتي قريبا بتحديات إضافية، بحيث أنه يتم فرض نظام لتحديد أولويات العلاج الطبي، ما قد يؤدي "إلى توترات أخلاقية والعنف في النظام الصحي التركي". ومن أجل التخفيف من الأزمة تقترح الجمعية فرض حجر صحي لمدة 14 يوما على الأقل ومن الأفضل لمدة 28 يوما.

دانييل دريا بيلوت/ م.أ.م