شارك آلاف المحتجين في مسيرة إلى وزارة الدفاع السودانية بالخرطوم اليوم الأحد (30 يونيو/حزيران 2019) لمطالبة الجيش بتسليم السلطة للمدنيين في حين أطلقت قوات الأمن النار في الهواء.
وقال شهود إن حشودا ضخمة خرجت إلى الشوارع في أنحاء أخرى من العاصمة حيث لاقوا وابلا من الغاز المسيل للدموع في منطقتين على بعد أقل من كيلومترين من قصر الرئاسة وحي الرياض الراقي في شرق الخرطوم. وأعلنت "لجنة أطباء السودان المركزية" المقربة من قادة الاحتجاجات أن خمسة متظاهرين على الأقل قتلوا في مسيرات اليوم. وأكدت اللجنة على حسابها في تويتر الإبلاغ عن مقتل أربعة اشخاص في أم درمان وخامس "أصيب برصاصة في الصدر" في مدينة عطبرة بوسط البلاد. وأضافت "هناك العديد من الإصابات الخطرة برصاص ميليشيات المجلس العسكري الانقلابي، في مستشفيات العاصمة والأقاليم".
من جهته قال عضو كبير بالمجلس العسكري الحاكم في السودان إن قناصة مجهولين أطلقوا النار على ثلاثة من قوات الدعم السريع وستة مدنيين على الأقل اليوم الأحد. ولم يوضح الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي ما إذا كان أي شخص قد توفي، ولم يقدم تفاصيل أخرى خلال كلمة مقتضبة على التلفزيون الرسمي. ولم تؤكد أي جماعة أخرى صحة ما ذكره دقلو.
احتجاجات حاشدة في الخرطوم
وفي منطقة أخرى بالخرطوم، أغلق آلاف المحتجين الطريق السريع الرئيسي المؤدي للمطار خلال مسيرة إلى منزل محتج قُتل في يناير كانون الثاني.
وقال أحد المحتجين، ويدعى حسن أحمد، لرويترز "أتينا مرة أخرى من أجل الثورة. ولن نتراجع حتى يسلمون الحكم لسلطة مدنية". وحذر المجلس العسكري الانتقالي أمس من أن التحالف سيتحمل مسؤولية أي خسائر بشرية أو مادية جراء التجمعات.
وتعتبر تظاهرات الأحد، الأكبر منذ فض اعتصام المتظاهرين أمام المقر العام للجيش في الخرطوم في الثالث من حزيران/يونيو والذي أسفر عن عشرات القتلى واثار غضبا دوليا.
ودعت "قوى إعلان الحرية والتغيير" إلى تنظيم "المواكب المليونية" بعد ظهر اليوم تخليدا لذكرى ضحايا فض الاعتصام الذي كان قائما أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم. ووفقا للمعارضة السودانية، قُتل أكثر من مئة شخص في فض الاعتصام وما تبعه من أحداث.
م.أ.م/ هـ.د (أ ف ب، رويترز)
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
إعلان الوساطة الإفريقية الإثيوبية المُشتركة الجمعة (12 يوليو تموز 2019) بأن قوى إعلان الحرية والتغيير المعارضة والمجلس العسكري الإنتقالي في السودان توصلا إلى اتفاق كامل بشأن "الإعلان السياسي" المُحدد لكافة مراحل الفترة الإنتقالية، وخارطة طريق لتنظيم الانتخابات. هذا الإعلان يأتي في وقت لم تُبدد فيه بشكل نهائي المخاوف من تعطيل انتقال السلطة للمدنيين.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
في الحادي عشر من يوليو/ تموز استيقظ السودانيون على بيان للمجلس العسكري الحاكم يعلن فيه أن مجموعة ضباط حاولوا القيام "بانقلاب عسكري" لتقويض اتفاق بين الجيش والمعارضة لاقتسام السلطة لفترة مدتها ثلاث سنوات يعقبها إجراء انتخابات. الغموض ما يزال يحيط بأهداف مدبري محاولة الإنقلاب وارتباطاتهم.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
احتجاجات سلمية
لأسابيع طويلة صمد المتظاهرون السودانيون أمام مقر وزارة الدفاع. آلاف المحتجين كانوا يطالبون بمجلس انتقالي يحدد فيه المدنيون مستقبل البلاد. ولكن في مطلع حزيران/ يونيو 2019 تحرك العسكر لفض الاعتصام بقوة السلاح ما أسفر عن مقتل العشرات وجرح المئات.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
باسم الأمة..
متظاهر يحمل علم السودان بالقرب من المقر الرئيسي لقيادة الجيش. العلم يرمز إلى مطلب المتظاهرين في المشاركة بشكل متساو في رسم مستقبل البلاد، والمقصود مشاركة الشعب والجيش على قدم المساواة في ذلك. ولو حدث ذلك، سيكون خطوة مهمة على طريق الديمقراطية.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
إشارات تحذيرية
قبل أيام من فض الاعتصام، كان هناك حضور قوي للجيش. ورأى الكثير من المتظاهرين في ذلك أن الجيش ربما لا يبدو مستعدا لتسليم السلطة للمدنيين، حسب ما كان يأمله السودانيون بعد الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
نهاية حقبة
هيمن الرئيس المخلوع عمر البشير على السلطة منذ عام 1993 وحتى الإطاحة به في نيسان/ أبريل 2019. قمع معارضيه بكل قسوة. ومن أجل الحفاظ على سلطته أمر البشير بحل البرلمان عام 1999. في تلك الفترة كان زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن يجد في السودان ملاذا آمنا له. لكن اسم البشير يبقى مرتبطا بشكل وثيق مع الحر ب ضد الانفصاليين في إقليم دارفور.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
الديكتاتور أمام المحكمة
كثير من السودانيين كانوا يأملون في رؤية الديكتاتور وهو يمثل أمام المحكمة. أمل تحقق بالفعل عندما بدأت جلسة محاكمة عمر البشير في الـ 16من حزيران/ يونيو. وكانت التهم الأولية الموجهة إليه تتمثل في الفساد وحيازة عملات أجنبية بكميات كبيرة. فبعد سقوطه وجد رجال الأمن في قصره أكياسا مليئة بالدولارات قدرت بأكثر من 100 مليون دولار.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
حضور قوي للمرأة
كان للمرأة السودانية حضور قوي في الاحتجاجات، حيث تتمتع المرأة بحرية أكبر منذ بدء الاحتجاجات. المرأة السودانية لا تقوي الاحتجاجات من حيث العدد فقط، بل تدعمها نوعيا أيضا، فهي التي أعطت الاحتجاجات وجها سلميا آخر. حضور المرأة في الاحتجاجات جسد رغبة الكثير من المواطنين في الديمقراطية والمساواة.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
أيقونة الثورة!
أصبحت طالبة كلية الهندسة المعمارية آلاء صلاح، وجها بارزا من وجوه الثورة. وهذه الصورة التاريخية التقطها مصور كان حاضرا عندما صعدت آلاء إلى سطح سيارة لتلقي خطابا أمام المحتجين. ومنذ ذلك الوقت تشهد هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة واسعة. صور من هذا النوع تعتبر من أدوات الثورة المهمة، فهي ترمز إلى الهوية الانتماء.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
تضامن عالمي
بفضل شبكات التواصل الاجتماعي تنتشر أخبار الاحتجاجات بسرعة حول العالم، وهذا ما حدث مع احتجاجات السودان. التي حظيت بعم معنوي عالمي كبير، كما تظهر هذه الصورة بمدينة ادينبورغ في سكوتلندا، حيث تطالب سيدة بوقف قتل المدنيين في السودان. كما أعلن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عن موقفهم في بيان رسمي للاتحاد الأوروبي طالبوا فيه بوقف فوري لكل انواع العنف ضد الشعب السوداني.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
دعم للجيش أيضا
لكن ليس كل السودانيين شاركوا في الاحتجاجات ضد العسكر. فهناك من يدعمهم، حيث يأملون في تشكيل حكومة صارمة. ويعتقد أنصار الجيش أنه فقط ومن خلال العسكر يمكن ضمان مستقبل مزدهر للبلاد. ويضعون أملهم هذا في شخص الجنرال عبدالفتاح برهان رئيس المجلس العسكري الذي يحملون صورته.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
في انتظار فرصته
لكن الرجل القوي الفعلي في السودان هو الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي". فهو الرجل الذي يعتقد أنه أمر القوات بفض الاعتصام أمام مقر القيادة العسكرية بقوة السلاح. وكان الجنرال قائدا لميليشيات "بالجنجويد" التي قمعت المتمردين بكل قسوة ووحشية في دارفور. ويخشى المتظاهرون من أن يصبح هذا الجنرال الرجل الأول في البلاد.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
قلق في الخليج
أثارت أحداث السودان قلق السياسيين في دول أخرى، مثل محمد بن زايد آل ثاني، ولي العهد في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما تخشى السعودية، حالها في ذلك حال الإمارات، من أن نجاح الاحتجاجات في السودان يعتبر بمثابة نجاح الثورة "من تحت" وقد يصبح مثالا يحتذى به في المنطقة. ولهذا تدعم السعودية والإمارات عسكر السودان.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
الجار الشمالي يراقب بقلق!
في القاهرة تتجه الأنظار بكثير من القلق والريبة والشكوك إلى الخرطوم. وتخشى حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن تساهم أحداث السودان في زيادة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين التي تحاربها في مصر بكل قوة. وإذا تمكنت الجماعة من ترسيخ أقدامها في السودان، كما تخشى مصر، فإن ذلك قد يساهم في إعادة القوة إليها في مصر أيضا.
-
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
احتجاجات لا تنتهي
في غضون ذلك تستمر الاحتجاجات في السودان. ففي يوم الجمعة (14 حزيران/يونيو 2019) طالب صادق المهدي أحد قادة المعارضة السودانية منذ عقود، بتحقيق رسمي في عملية فض الاعتصام بالقوة. الطلب أثار غضب العسكر. والاحتجاجات في السودان تدخل في مرحلة جديدة. كيرستن كنب/ ح.ع.ح