1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

علماء يبتكرون أول "أجنة اصطناعية" في العالم

٥ أغسطس ٢٠٢٢

في خطوة يتوقع أن تثير جدلاً كبيراً، نشر علماء إسرائيليون دراسة جديدة قاموا خلالها بإنتاج أول أجنة اصطناعية في العالم من دون الحاجة إلى حيوانات منوية وبويضات مخصبة. لكنهم أكدوا أنها لا يمكن أن تتطور إلى كائنات حية كاملة.

https://p.dw.com/p/4F7qR
صورة لجنين بشري
بحسب الدراسة فإنه أصبح من الممكن إنتاج أجنة اصطناعية خارج الرحم من دون الحاجة لبويضات مخصبة.صورة من: Last Refuge/Mary Evans Picture Library/picture alliance

قال علماء وباحثون إنهم ابتكروا أول "أجنة اصطناعية" في العالم في إنجاز غير مسبوق تجاوز الحاجة إلى الحيوانات المنوية والبويضات والتخصيب.

وجد العلماء في معهد وايزمان بإسرائيل أن الخلايا الجذعية المأخوذة من الفئران يمكن تخليقها لتتجمع ذاتياً في هياكل شبيهة بالأجنة في وقت مبكر مكونة القناة المعوية، وبدايات الدماغ، والقلب.

تُعرف هذه الخلايا باسم الأجنة الاصطناعية لأنها تُنشأ من دون الحاجة إلى وجود بويضات مخصبة. ومن المتوقع على المدى القريب أن تؤدي هذه الأشكال من الخلايا الحية إلى فهم أعمق لكيفية تكوين الأعضاء والأنسجة أثناء نمو الأجنة الطبيعية، بحسب ما نشر موقع صحيفة الغارديان البريطانية.

ويعتقد الباحثون أيضاً أن العمل على هذه "الأجنة الاصطناعية" يمكن أن يقلل أيضاً من التجارب على الحيوانات الحقيقية ويمهد في النهاية الطريق لإيجاد مصادر جديدة من الخلايا والأنسجة للزراعة البشرية. على سبيل المثال، من المحتمل أن تتحول خلايا الجلد لمريض بسرطان الدم إلى خلايا جذعية لنخاع العظم لعلاج حالته.

ويقول البروفيسور جاكوب حنا، الذي قاد الفريق البحثي: "من اللافت للنظر، أننا نظهر أن الخلايا الجذعية الجنينية تولد أجنةً اصطناعية كاملة، وهذا يعني أن هذا يشمل المشيمة والكيس المحيط بالجنين"، مضيفا: "نحن متحمسون حقًا لهذا العمل وآثاره."

تم نشر الدراسة في مجلة The Cell المرموقة.

وفي العام الماضي، وصف نفس الفريق كيفية القيام ببناء رحم اصطناعي مكّن أجنة الفئران الطبيعية من النمو خارج الرحم الطبيعي لعدة أيام. وفي الدراسة الأخيرة، تم استخدام الجهاز نفسه لرعاية الخلايا الجذعية للفأر لأكثر من أسبوع، أي ما يقرب من نصف وقت الحمل بالنسبة للفأر.

تمت معالجة بعض الخلايا مسبقًا بمواد كيميائية، ما أدى إلى تشغيل البرامج الجينية الخاصة بالخلايا لتتطور إلى المشيمة أو كيس الجنين، بينما تطور البعض الآخر دون تدخل في الأعضاء والأنسجة الأخرى، وفق ما أفاد موقع ايه بي سي الأسترالي المتخصص.

وفي الوقت الذي فشلت فيه معظم الخلايا الجذعية في تكوين هياكل شبيهة بالجنين، تم دمج حوالي 0.5٪ في كرات صغيرة نمت إلى أنسجة وأعضاء مميزة.

وعند مقارنتها بأجنة الفئران الطبيعية، كانت الأجنة الاصطناعية 95٪ متماثلة من حيث التركيب الداخلي والتشكيلات الجينية للخلايا، ما جعل العلماء يقولون بقدر من الثقة إن الأعضاء التي تشكلت كانت وظيفية.

لكن حنا استدرك قائلاً إن الأجنة الاصطناعية ليست أجنة "حقيقية" وليس لديها القدرة على التطور إلى حيوانات حية، أو على الأقل لم تكن كذلك عندما تم زرعها في أرحام إناث الفئران.

وكتب حنا في تغريدة على موقع تويتر: "وتستمر رحلتنا المجنونة .. دراستنا نشرت في دورية ذا سيل"، مرفقاً إياها بشكل توضيحي لخطوات إنتاج الأجنة الاصطناعية:  

أسس البروفيسور جاكوب حنا شركة تهدف إلى إنماء أجنة بشرية اصطناعية لتوفير الأنسجة والخلايا للحالات الطبية التي تحتاجها.

يضيف حنا: "في إسرائيل والعديد من البلدان الأخرى، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يعد الأمر قانونيًا ولدينا الموافقة الأخلاقية على القيام بذلك باستخدام الخلايا الجذعية متعددة القدرات التي يتم الحصول عليها من الإنسان". ويرى حنا أنّ هذا يوفر بديلاً أخلاقياً وتقنيًا لاستخدام الأجنة الحقيقية.

من ناحية أخرى، يقول الدكتور جيمس بريسكو، الباحث في معهد فرانسيس كريك في لندن، والذي لم يشارك في البحث، إنه من المهم مناقشة أفضل السبل لتنظيم العمل قبل تطوير الأجنة الاصطناعية البشرية بشكل كامل.

ويضيف موضحاً: "نحن نعرف القليل عن الأجنة البشرية وتطورها أكثر من أجنة الفئران، كما أن عدم كفاءة الأجنة الاصطناعية للفئران تشير إلى أن إمكانية ترجمة النتائج إلى الإنسان تتطلب مزيدًا من التطوير". بيد أنه يشير  إلى أن "الوقت مناسب الآن للنظر في أفضل إطار قانوني وأخلاقي لتنظيم البحث واستخدام الأجنة الاصطناعية البشرية وتحديث اللوائح الحالية".

ويعتبر إنشاء أجنة بشرية "اصطناعية" هو أمر خارج الإطار القانوني لقانون الإخصاب البشري وعلم الأجنة في المملكة المتحدة، لكن سيكون من غير القانوني استخدامها لإثبات الحمل لدى امرأة، لأنها لا تُصنف على أنها "أجنة مسموح بها".

عماد حسن