1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

علماء: "الاستعداد الوراثي" يحدد مدى خطورة الإصابة بـ كورونا

٢٩ نوفمبر ٢٠٢١

نتائج بحثية جديدة تربط بين الجينات الوراثية وحدة الإصابة بكوفيد 19، فما هي العلاقة بين الطرفين؟ وكيف تؤثر جيناتنا على رد فعلنا المناعي خلال الجائحة؟

https://p.dw.com/p/43cAH
مريض بكوفيد 19 في غرفة العناية المركزة بمستشفى بولاية بافاريا الألمانية (22/4/2020)
كشف باحثون وجود جزء محدد من الحمض النووي، على منطقة من الكروموسوم 3، لدى المرضى ممن عانوا من وضع صحي أكثر خطورة.صورة من: Florian Bachmeier/imageBROKER/picture alliance

رغم تمتعهم بصحة جيدة، يموت بعض الشباب بفيروس كورونا، أو يتم إدخالهم إلى المستشفيات بحالة خطرة، والذي يعيده الباحثون إلى "الاستعداد الوراثي".

يقول عالم المناعة الفرنسي سياماك بهرام لوكالة فرانس برس: "مثل أي مرض معد، لا يواجه الجميع كوفيد بالطريقة نفسها".

الغالبية العظمى من الوفيات الناجمة عن كوفيد هم من المسنين، أو الشباب ممن يعانون من أمراض صحية، ولكن كما يبدو فإن هذه الأسباب ليست الوحيدة.

وأوضح بهرام : "لنأخذ على سبيل المثال أشخاصا من السن والجنس والصحة نفسها؛ إذا أصيبوا بذات الفيروس، قد تكون استجابتهم مختلفة جدا. لذلك، في وقت مبكر جدا من الجائحة، أطلقت فرق عدة بحوثا حول الاستعداد الوراثي".

وحدد بهرام، مع فريق من الباحثين، شبكة من الجينات المرتبطة بتطور أشكال حادة من المرض لدى مصابين شباب وأصحاء، وخلصوا في دراسة نشرت إلى دور محتمل لجين يسمى "أدم 9".

وقامت دراسة، نشرت في مجلة  "أي-بايو-ميديسين" في تشرين الأول/أكتوبر، بتقسيم آليات البحث إلى جزئين؛ الجزء الأول يقارن جينومات آلاف الأفراد، مصنفة في فئات عدة؛ أشخاص مصابون بشكل حاد من المرض، وأشخاص مصابون بشكل خفيف من المرض وأشخاص أصحاء.

وبمقاطعة المعلومات بشكل عشوائي، تم إظهار عناصر أكثر تكرارا لدى المصابين بأشكال حادة من المرض.

 وفي نهاية 2020، كشف باحثون وجود جزء محدد من الحمض النووي، على منطقة من الكروموسوم 3، لدى المرضى ممن عانوا من وضع صحي أكثر خطورة.

 هذه النتائج قد تفسر سبب الوفيات بكوفيد بشكل أكبر بين سكان جنوب آسيا، حيث يوجد هذا الجزء من الحمض النووي على نطاق واسع.

أما الجزء الثاني، فبدلا من أخذ المعلومات بشكل عشوائي، تم تحديد الطفرة الجينية التي سيتم البحث عنها لدى المرضى منذ البداية.

ومن خلال ذلك، تم التوصل إلى واحدة من أهم النتائج في هذا الموضوع؛ فقد أظهر باحثون هذا الصيف دور جين "تي إل آر 7" الذي تؤثر طفراته على الاستجابة المناعية في المراحل المبكرة من الإصابة بالفيروس.

وأوضح المتخصص في علم الوراثة الفرنسي لوران أبيل، الذي شارك في إعداد هذا العمل المنشور في آب/أغسطس، لوكالة فرانس برس :"أخذنا جينات معروف أن طفراتها تسبب إما الإنفلونزا الحادة أو أمراضا مثل التهاب الدماغ الفيروسي".

 وهذا الاكتشاف مهم لأن طفرات "تي إل آر 7" أكثر شيوعا لدى المرضى الذكور المصابين بأشكال حادة من كوفيد مقارنة ببقية السكان.

لكن ما هي الفائدة الملموسة في مكافحة المرض؟ من المستحيل، في الواقع، تحديد الأشخاص المعرضين لخطر وراثي مسبقا. وقال أبيل "لا يمكن اجراء اختبارات وراثية لكل الناس"، مضيفا أن الأمر "غير مطروح وغير ممكن وغير معقول". وبالنسبة إليه، تسمح دراسته قبل كل شيء "بتحديد مسارات الاستجابة المناعية التي تعتبر مهمة فعلا".

ومن المعلوم أن طفرة "تي إل آر 7" تمنع الجسم من الاستجابة بشكل جيد لبروتينات معينة تسمى إنترفيرون وتعتبر حاسمة في الاستجابة المناعية.

م.ش/ع.ج.م (أ ف ب/وكالات)