سقط حوالي مئة شخص بين قتيل وجريح في غارات شنتها طائرات حربية سورية وروسية على مناطق في مدينة حلب وريفها بعد إعلان الجيش السوري انهيار الهدنة التي استمرت لمدة أسبوع . وقالت مصادر في المعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "أكثر من 35 شخصا قتلوا وأصيب حوالي 70 آخرين في قصف جوي شنه الطيران الحربي السوري والروسي". وتابعت المصادر أن الغارات على حيي السكري والمرجة في مدينة حلب وعلى منطقة أورم الكبرى في ريف حلب الشمالي تأتي بعد ساعات من إعلان الجيش السورية انهيار الهدنة .
كما تعرضت قافلة تحمل مساعدات إنسانية للقصف من قبل طائرات حربية روسية في ريف حلب الشمالي الغربي. وأعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن غضبه بشأن الهجوم على قافلة المساعدات. وقال دي ميستورا في بيان أرسلته بالبريد الالكتروني المتحدثة باسمه في جنيف إلى رويترز "غَضبنا من هذا الهجوم كبير...القافلة كانت نتاج عملية طويلة من الموافقات والاستعدادات لمساعدة مدنيين في عزلة."
من جهتها أفادت مصادر في المعارضة السورية في ريف حلب أن "31 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية مقدمة من الأمم المتحدة وتابعة للهلال الأحمر السوري تعرضت للقصف مساء الاثنين في بلدة أورم الكبرى الواقعه على بعد 20 كيلومترا شمال غرب مدينة حلب وأن 20 شاحنة على الأقل تعرضت لأضرار".
وقال مصدر في المعارضة السورية إن "ثلاثة عناصر من الهلال الأحمر مفقودين إضافة إلى إصابة عدد من سائقي الشاحنات". وأكدت المصادر أن "هذه القافلة كانت متجهة إلى أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية".
هـ.د ( د ب أ، أ ف ب، رويترز)
-
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
-
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
-
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
-
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
-
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
-
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
-
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
-
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
-
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".
الكاتب: نينا نيبرغل/ خ.س