نددت الولايات المتحدة السبت (23 يناير/ كانون الثاني) بلجوء موسكو إلى "أساليب عنيفة" بحق عشرات آلاف المتظاهرين في أنحاء روسيا طالبوا بالإفراج عن المعارض اليكسي نافالني. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إن "الولايات المتحدة تدين بشدة استخدام أساليب عنيفة ضد المتظاهرين والصحافيين نهاية هذا الأسبوع في مدن في مختلف أنحاء روسيا".
وأعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أسفه لـ"التوقيفات الكثيفة" و"الاستخدام غير المتكافئ للقوة" خلال التظاهرات التي شهدتها روسيا السبت للمطالبة بالإفراج عن نافالني. وأضاف بوريل في تغريدة "سنناقش الاثنين المراحل المقبلة مع وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي"، علما أن الاتحاد يطالب بالإفراج عن نافالني، ويرتقب أن يناقش المجتمعون التدابير الواجب اتخاذها دعما لهذا المطلب.
واتهمت منظمة العفو الدولية الشرطة الروسية بأنها "ضربت (المتظاهرين) من دون تمييز واعتقلتهم في شكل تعسفي".
عناصر ملثمة تلقي القبض بوحشية على متظاهرين في موسكو، مطالبين بإطلاق سراح نافالني
واحتجزت الشرطة الروسية ما يزيد على 2500 متظاهر واستخدمت القوة لتفريق تجمعات في جميع أنحاء البلاد السبت بعدما تجاهل عشرات الآلاف من المحتجين البرد القارس وتحذيرات الشرطة للمطالبة بإطلاق سراح المعارض البارز أليكسي نافالني.
كان نافالني، وهو محام يبلغ من العمر 44 عاما، قد دعا أنصاره للاحتجاج بعد اعتقاله في مطلع الأسبوع الماضي فور عودته إلى موسكو لأول مرة بعد رحلة علاج في ألمانيا عقب تسميمه بغاز أعصاب في أغسطس آب.
وطالبت السلطات الناس بالابتعاد عن أماكن المظاهرات اليوم السبت، قائلة إنهم يخاطرون بالتعرض للإصابة بفيروس كورونا، فضلا عن الملاحقة القضائية وربما السجن بسبب حضور احتجاجات غير مصرح لها.
لكن المتظاهرين تحدوا الحظر ونزلوا في احتجاجات قوية في ظل أجواء برد قارس وصلت في أحد الأماكن إلى أقل من 50 درجة تحت الصفر.
آلاف المتظاهرين المؤيدين لنافالني تجمعوا في سانت بطرسبرغ، رغم قسوة البرد وكورونا وعدم تصريح السلطات بالتظاهر
وفي وسط العاصمة موسكو، احتشد 40 ألفا على الأقل، وفق تقديرات مراسلي رويترز، في واحدة من أكبر التجمعات غير المرخصة منذ سنوات. وشوهدت الشرطة وهي تلقي القبض على محتجين وتقتادهم إلى سيارات قريبة.
وقالت السلطات إن نحو 4000 شاركوا في الاحتجاجات، بينما شككت وزارة الخارجية في تقدير رويترز لعدد المشاركين. وتساءلت الوزارة ساخرة في قناتها على تليغرام "لماذا لا تقولوا أربعة ملايين؟". ونقلت بروكت، وهي وسيلة إعلام روسية مستقلة، عن أحد أنصار نافالني قوله إن عدد المحتجين في العاصمة بلغ نحو 50 ألفا.
وردد متظاهرون عبارات منها "بوتين لص" و"العار" و"الحرية لنافالني".
كما احتجزت الشرطة يوليا نافالنايا زوجة نافالني لفترة وجيزة خلال مشاركتها في أحد الاحتجاجات. وذكرت مجموعة أو.في.دي-إنفو لمراقبة الاحتجاجات أن الشرطة ألقت القبض على 2509 محتجين، 952 منهم في موسكو و374 في سان بطرسبرغ، في احتجاجات بنحو 100 بلدة ومدينة.
ونافالني محتجز الآن في سجن في موسكو وقد يواجه حكما بالسجن لسنوات بسبب أربع قضايا يصفها بأنها ملفقة. يتهم نافالني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإصدار أوامر بقتله. ونفى بوتين ذلك، قائلا إن نافالني جزء من حملة حيل قذرة تدعمها الولايات المتحدة لتشويه سمعته.
وأفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أن أكثر من 40 من رجال الشرطة أصيبوا خلال الاحتجاجات في موسكو. وأشارت التقارير إلى أن الإصابات طفيفة ولم يتم نقل أي من رجال الشرطة إلى المستشفى. وقيل إن المتظاهرين ألقوا كرات الثلج على خدمات الطوارئ، وأفادت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء بأنه تم إلقاء طلاء أبيض على ثلاثة من رجال الشرطة. وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي تظهر فيه اللقطات التي تم تداولها عبر الإنترنت الاعتقالات الوحشية للمتظاهرين من قبل عناصر ملثمة من قوات الأمن.
وفي برلين وهامبورغ وميونيخ، تظاهر ما يقرب من ألف شخص احتجاجا على اعتقال نافالني. كما نُظمت مظاهرات صغيرة في بلغاريا واحتج عدد يتراوح بين 200 و300 في باريس.
ص.ش/ف.ي (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
24 حزيران/ يونيو 1945: استعراض النصر الأول
الاحتفال بالنصر الأول للجيش الأحمر كان من فكرة يوزيف ستالين (وسط الصورة). كان يريد إحياء نصر الاتحاد السوفياتي على ألمانيا الفاشية بموكب كبير. وفي الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو 1945 سار في شوارع موسكو 40.000 جندي و 1850 عربة عسكرية. وكان ستالين يتطلع لاستقبال الموكب وهو يمتطي حصاناً.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
شوكوف بدلا عن ستالين فوق صهوة جواد أبيض
وفي النهاية كان قائد القوات الأعلى غيورغي شوكوف هو من اعتلى صهوة الجواد الأبيض . والسبب هو أن ستالين لم يكن متمكنا من ركوب الخيل، وسقط خلال صولة التدريب العامة من صهوة الحصان وأصيب في كتفه. ولهذا أمر الدكتاتور الجنرال شوكوف باعتلاء الجواد والسير في طليعة الموكب. فيما تتبع ستالين الحدث الضخم من مدرج الشرف على ضريح لنين.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
إحياء التقليد: 1995
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ألغي الاستعراض لبضع سنوات. وفي 9 حزيران/ مايو 1995 أعيد إحياء التقليد تحت قيادة الرئيس الأسبق بوريس يلتسين إثر مرور 50 عاما على نهاية الحرب. ومنذ تلك اللحظة بات استعراض النصر يقام مجددا كل سنة. وحدات عسكرية تسير عبر الميدان الأحمر ومن ضريح لنين يُلقي الأقوياء خطبهم التذكارية.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
الذكرى الستين: زوار من أنحاء العالم
ويحضر الاستعراضات العسكرية في الساحة الحمراء بموسكو غالباً رؤساء دول وشخصيات رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم. وفي الذكرى السنوية الستين عام 2005 كان من بين الحضور المستشار الألماني السابق غرهارد شرودر مع عقيلته السابقة دوريس والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ونظيره الأمريكي (الأسبق) جورج دبليو بوش.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
استعراض المحاربين القدامى
بالنسبة لروسيا يكون "يوم النصر" يوماً مقدساً مكرساً لإحياء ذكرى ضحايا الاتحاد السوفياتي في "الحرب الوطنية العظمى"، كما يطلق الروس على الحرب العالمية الثانية. وتحيي العائلات ذكرى ذويها وتضع زهوراً حمراء على المآثر والقبور. وفي كثير من الأماكن تصدح أغاني الحرب الحماسية.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
عودة التقنية العسكرية
موكب النصر من شأنه استعراض القوة الروسية على وجه الخصوص. وفي التاسع من أيار/ مايو 2008 تم لأول مرة استعراض تقنية عسكرية ثقيلة ـ للبرهنة للعالم وللمواطنين على قدرة البلاد على الدفاع. ومن أجل ذلك لا يتم توفير التكاليف: 40 مليون يورو كانت تكلفة الخسائر في الطرقات وشبكة الصرف الصحي التي تتسبب فيها العربات الثقيلة فحسب.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
قلما يحصل تعاطي واقعي مع التاريخ
لا تحصل معالجة نقدية وتعاطي واقعي مع التاريخ الروسي أثناء الاحتفالات بالنصر. فمواضيع التاريخ المعاصر وضحايا الحرب وستالين والفواجع التي أصابت الجنود الروس هي من المحرمات. فالحفل من شأنه أن يرمز للوطنية والوحدة.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
2010: أكبر استعراض عبر الأزمنة
أكثر من 10.000 جندي ـ بينهم لأول مرة قوات من بلدان أخرى مثل فرنسا وبريطانيا أو بولندا ـ ساروا في الذكرى السنوية الـ 65. وكان يعتبر إلى تلك اللحظة أكبر استعراض للأسلحة. وأفادت وسائل إعلام روسية أن 2.5 مليون شخص شاركوا في الاحتفالات. وحتى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتبعت حينها الاستعراض.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
الكتيبة الخالدة
الذكرى السنوية الـ 70 في 9 مايو 2015 أُقيمت بدون مشاركة زعماء دول غربية. وغالبية رؤساء الدول المدعوين لم تحضر بسبب أزمة القرم. وفي ختام الاستعراض أُقيم نشاط "الكتيبة الخالدة" شارك فيها 500.000 من أحفاد قدماء المحاربين، أرادوا إحياء ذكراهم برفع صور لهم. وحتى بوتين شارك بصورة لوالده.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
9 أيار/ مايو 2020 : استعراض جوي بدلاً عن موكب عسكري
بسبب جائحة كورونا أجّل الرئيس فلاديمير بوتين الاستعراض العسكري لهذه السنة. ففي "يوم النصر" أقيم حفل هادئ حضره الرئيس الروسي ونُقل عبر التلفزيون. ونُظم استعراض جوي للقوات الجوية الروسية.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
تظاهرة جماهيرية في زمن كورونا
تنتقد المعارضة الروسية فلاديمير بوتين لأنه يريد تنظيم الموكب العسكري السنوي رغم أعداد الإصابات المتزايدة بكورونا. عمدة موسكو هو الآخر اقترح على المواطنين متابعة العرض من خلال شاشات التلفزة . كما أن منتقدين يتهمون بوتين بتوظيف الاستعراض في التصويت على التعديل الدستوري الذي يتواصل حتى فاتح يوليو تموز، وسيمكنه من البقاء في السلطة حتى 2036.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
إعادة تنظيم أكبر استعراض عسكري في التاريخ
أن يكون عدد أقل من الجنود مشاركين في الذكرى السنوية الـ 75 مقارنة مع السنوات الماضية لم يكن خيارا للرئيس بوتين. فبالرغم من وباء كورونا سار 13.000 جندي في العاصمة في صفوف متراصة. إنه أكبر استعراض عسكري في التاريخ. وحتى في مدن أخرى نُظمت مواكب، وحسب وزارة الدفاع شارك 64.000 جندي في مختلف أنحاء البلاد.
-
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
بوتين: إحياء الذكرى رغم قيود كورونا
في الحقيقة تبقى الاحتفالات والحشود الجماهيرية بسبب جائحة كورونا محظورة في موسكو. لكن بوتين والقيادة العسكرية أكدوا أن الاستعراض يقام بالأساس لتكريم ضحايا عمليات تحرير أوروبا من فاشية هتلر. وفضل عدد كبير من المدعويين في العالم البقاء في بيوتهم بسبب الجائحة.